
تشهد التكنولوجيا “الطبية” تطورا متسارعا مع دخول الذكاء الاصطناعي إلى قطاع الرعاية الصحية، حيث تعمل شركات عدة على تطوير أدوات ذكية تهدف إلى تحسين إدارة السجلات الطبية وتوفير ملخصات دقيقة تسهّل على الأطباء اتخاذ القرارات العلاجية.
في هذا الإطار، أطلقت شركتا “براكسيسانتيه” و”دوكابوست” (التابعة للبريد الفرنسي “لا بوست”) نظامًا مبتكرًا لجمع وتحليل البيانات “الطبية” للمرضى، وهو نموذج مشابه لما تعمل منصة “دوكتوليب” على اعتماده. تعتمد هذه التقنية على استخراج المعلومات الأساسية من مجموعة كبيرة من الوثائق “الطبية”، بما في ذلك الفحوصات والتقارير والاستشارات السابقة، لتقديم ملخص شامل للطبيب المعالج.
توفير الوقت عبر تجميع البيانات “الطبية” بشكل منظم
حاليًا، تُجرى اختبارات على هذه الأداة من قبل أطباء في المجالات “الطبية”، مختلفة، من بينهم الدكتورة “سيسيل لي”، وهي طبيبة نفسية متخصصة في التوحد بمدينة “ليون” الفرنسية. ورغم إعجابها بقدرة الذكاء الاصطناعي على توفير الوقت عبر تجميع البيانات “الطبية” بشكل منظم، فإنها لا تزال تتعامل معه بحذر، إذ تتحقق يدويًا من صحة المعلومات “الطبية” المستخرجة قبل الاعتماد عليها في التشخيص.
تطوير التقنيات التكنولوجية لتصبح أكثر دقة وكفاءة مع الوثائق “الطبية”
ويرى الخبراء أن التكامل بين الأطباء وأدوات الذكاء الاصطناعي لا يزال في مراحله الأولى، لكن من المتوقع أن تتطور هذه التقنيات التكنولوجية لتصبح أكثر دقة وكفاءة مستقبلا مع الوثائق “الطبية”. ووفقًا لداميان فورست، المؤسس المشارك لشركة “براكسيسانتيه”، فإن التوجه الحالي يتمثل في دمج توصيات المستشفيات والهيئات “الطبية” المعتمدة ضمن الأداة، ما سيساعد في تقديم الإرشادات “الطبية” عامة لكل من الأطباء والمرضى، ولكن دون الوصول إلى مستوى التوصيات الشخصية الدقيقة، نظرًا للقيود التنظيمية الصارمة التي تحكم استخدام الذكاء الاصطناعي في المجال الطبي.
تحليل تاريخ السجلات “الطبية” للمرضي
من جانبه، أوضح “نسيم رحال”، المتخصص في الذكاء الاصطناعي لدى “دوكتوليب”، أن الهدف طويل الأمد لهذه التقنيات هو دعم الأطباء في جوانب أكثر تعقيدًا، مثل تحليل تاريخ السجلات “الطبية” للمرضي، وتوجيه الأسئلة الصحيحة أثناء الاستشارة، وتقديم نصائح وقائية، والمساعدة في وضع خطط علاجية محسّنة.
الذكاء الاصطناعي جزء من الممارسات “الطبية” الحديثة
مع استمرار الأبحاث والتطوير، يبدو أن الذكاء الاصطناعي سيصبح جزء لا يتجزأ من الممارسات “الطبية” الحديثة، مما يفتح المجال أمام تحسين كفاءة الرعاية “الطبية” خاصة والصحية عموما، وتخفيف الأعباء الإدارية عن الأطباء، مع ضمان بقاء القرار العلاجي النهائي في أيدي المختصين.
ياقوت زهرة القدس بن عبد الله