إن السرعة التي يتطور بها الذكاء الاصطناعي (AI) ودمجه في حياتنا سوف تزداد في عام 2024. وبينما تتعلم الشركات إطلاق العنان لإمكاناتها، ويستخدمها الأفراد لتعزيز الإنتاجية، ويتساءل المشرعون عن المبالغة في تنظيمها، فسوف يصبح الذكاء الاصطناعي حاضرا في كل مكان على نحو متزايد في كل ما نقوم به.
نأمل أن يشهد عام 2024 تقدمًا نحو حل بعض المشكلات الشائكة حول هذه التكنولوجيا. على الرغم من أن الحواجز أمام الدخول بسبب التكلفة وسهولة الاستخدام قد انهارت في السنوات الأخيرة، إلا أنه لا تزال هناك مشكلات تتعلق بالثقة والتحيز وإمكانية الوصول والتنظيم. إن التركيز على حل هذه المشكلات يمكن أن يضعنا على المسار الصحيح لإطلاق الإمكانات الكاملة للذكاء الاصطناعي ونحن نتجه نحو النصف الثاني من العقد.
ما وراء الكلمات والصور
سوف يذهب الجيل القادم من أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدية إلى ما هو أبعد من روبوتات الدردشة ومولدات الصور التي أذهلتنا وأخافتنا في بعض الأحيان في عام 2023. لقد ظهر بالفعل منشئو الفيديو والموسيقى التوليديون، وسوف يصبحون أكثر قوة وسهولة في الاستخدام. وسنبدأ في رؤيتها مدمجة في المنصات الإبداعية وأدوات الإنتاجية، تمامًا كما رأينا مع تقنية ChatGPT هذا العام. ستظهر تطبيقات جديدة ومثيرة، مثل أدوات التصميم التوليدي وأجهزة توليف الصوت. إن القدرة على التمييز بين ما هو حقيقي وما تم إنشاؤه بواسطة الكمبيوتر ستصبح أداة ذات قيمة متزايدة في مجموعة أدوات المهارات الحرجة!
الذكاء الاصطناعي الأخلاقي
يتمتع الذكاء الاصطناعي بالقدرة على أن يكون مدمرًا للغاية لدرجة أنه من الضروري تطويره واستخدامه بطريقة مسؤولة تقلل من قدرته على التسبب في الضرر. نحن نعرف بالفعل بعض العوامل الخطيرة – التحيز، وانعدام الشفافية، واحتمال إزاحة الوظائف البشرية وعدم قدرتنا على القول، بيقين بنسبة 100%، إن الأمر لن يخرج عن نطاق السيطرة أبدًا. وفي عام 2024، سنشهد استمرار التركيز على التخفيف من هذه المشكلات والبقاء يقظين لمواجهة المشكلات الجديدة. سيكون هناك طلب متزايد على علماء أخلاقيات الذكاء الاصطناعي، حيث يبدو أن الشركات تثبت أنها تلتزم بالمعايير الأخلاقية وتنشر الضمانات المناسبة.
الذكاء الاصطناعي في خدمة العملاء
يمكن أن تكون خدمة العملاء أحد مجالات العمليات التجارية حيث تتخلل الكثير من الإجراءات الروتينية والمتكررة مع مهام عرضية معقدة للغاية وحرجة. وهذا يجعلها بمثابة اختبار مثالي لدمج الذكاء الاصطناعي في العمليات، وأتمتة الأمور الدنيوية من أجل تحرير الوقت البشري للقضايا التي تحتاج إلى لمسة إنسانية. يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لفرز مكالمات الاتصال الأولية، وإنشاء حلول مخصصة للمشكلات الشائعة، وإنشاء تقارير وملخصات لتفاعلات العملاء. وجد استطلاع أجرته مجموعة بوسطن الاستشارية أن 95 بالمائة من قادة خدمة العملاء يتوقعون أن يتم خدمة عملائهم بواسطة روبوتات الذكاء الاصطناعي في وقت ما خلال السنوات الثلاث المقبلة.
العمل المعزز
إن فهم كيف يمكننا زيادة ذكائنا وقدراتنا البشرية من أجل القيام بعملنا بشكل أسرع وأكثر كفاءة وأكثر أمانًا سيكون مهارة مهمة في مكان العمل في عام 2024. إذا كنت نسرًا قانونيًا، فسوف يساعدك ذلك على تلخيص السوابق القضائية ذات الصلة بسرعة الإسراع في صياغة العقود. سيستخدمه الأطباء لمساعدتهم في كتابة ملاحظات المرضى أو الصور الطبية. سيستخدمه المبرمجون لتسريع كتابة البرامج واختبار مخرجاتهم وتصحيح الأخطاء. إذا كنت طالبًا، فيمكن أن يساعدك ذلك في تنظيم الملاحظات والأبحاث، وإذا كنت عاطلاً عن العمل، فسيساعدك على كتابة سيرتك الذاتية ومسودة خطابات التقديم.
تطبيقات الذكاء الاصطناعي المعززة
هذا العام، كان الجميع يسارعون إلى بناء وظائف الذكاء الاصطناعي التوليدية في برامجهم وتطبيقاتهم. من محركات البحث مثل Bing وGoogle إلى أدوات الإنتاجية مثل Office، والتطبيقات الاجتماعية مثل Snapchat، والمنصات الخاصة بالصناعة مثل Expedia السفر وCoursera التعليم، تظهر إضافة وظائف chatbot كاستراتيجية فعالة لجذب عملاء الجيل التالي. خبرة. ربما كان مقدمو الخدمة متوقفين بسبب عدم اليقين بشأن حماية البيانات وقضايا خصوصية العملاء، ولكن يجب أن يبدأ حل هذه المشكلات عندما يقوم مقدمو الذكاء الاصطناعي بتكييف خدماتهم لتلبية متطلبات السوق. ومن الأمثلة على ذلك تكامل Adobe للذكاء الاصطناعي التوليديفي أدوات تصميم Firefly الخاصة بها، والتي تم تدريبها بالكامل على بيانات الملكية، لتخفيف المخاوف من أن حقوق الطبع والنشر والملكية قد تكون مشكلة في المستقبل.
هندسة البرمجيات منخفضة الكود وبدون كود
في عام 2019، توقعت شركة Gartner أن 65 بالمائة من تطوير التطبيقات سيتم باستخدام أدوات ذات تعليمات برمجية منخفضة أو بدون تعليمات برمجية بحلول عام 2024. وقد يتبين أن هذا صحيح جدًا، حيث تسمح أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدية مثل ChatGPT لأي شخص بإنشاء التطبيقات واختبارها في غضون دقائق. على الرغم من أنني لا أتوقع أن تختفي وظائف البرمجة وهندسة البرمجيات في عام 2024 (يحتاج شخص ما إلى صنع أدوات الذكاء الاصطناعي في المقام الأول)، إلا أنه سيكون هناك الكثير من الفرص المثيرة للأشخاص الذين لديهم أفكار جيدة ويحبون الحلول. المشاكل، ولكن ليس بالضرورة المهارات التقنية الصعبة.
وظائف الذكاء الاصطناعي
إذا كنت ترغب في العمل في مجال الذكاء الاصطناعي ولكنك لا تريد أن تصبح عالم كمبيوتر، فهذه أخبار جيدة – سيتم فتح مجموعة كاملة من فرص العمل الجديدة في عام 2024 والتي قد تناسبك. بالإضافة إلى المهندسين والفنيين اللازمين لبناء الأنظمة، سنرى فرصًا لأدوار مثل المهندسين الفوريين، الذين يقومون بإنشاء التعليمات لإخبار تطبيقات الذكاء الاصطناعي بما يجب القيام به، ومديري الذكاء الاصطناعي، الذين يشرفون على فرق من العمال الافتراضيين. وستكون هناك أيضًا حاجة متزايدة لمديري مشاريع الذكاء الاصطناعي والمدربين وعلماء الأخلاق. من ناحية أخرى، إذا كنت تقنيًا، فسيكون هناك الكثير من الوظائف الجديدة لك أيضًا، في مجالات مثل هندسة الذكاء الاصطناعي وDevOps.
الذكاء الاصطناعي الكمي
ربما لا يكون هذا هو الاتجاه الذي سيؤثر على الجميع على الفور. لكن الحوسبة الكمومية – القادرة على تسريع بعض أعباء العمل الحسابية الثقيلة بشكل كبير – وجدت بشكل متزايد أن لها تطبيقات في الذكاء الاصطناعي . تقوم الخوارزميات الكمومية بمعالجة البيانات باستخدام الكيوبتات التي تتواجد بشكل مخيف في أكثر من حالة واحدة في نفس الوقت، على عكس البتات الحاسوبية التقليدية التي يمكن أن تكون 1 أو 0 فقط. وهذه إحدى الميزات التي تجعلها أكثر كفاءة بكثير من الخوارزميات الكلاسيكية لحل المشكلات. مثل التحسين – تحديد أفضل المجموعات من العديد من المتغيرات المختلفة – والتي يتم التعامل معها عادةً من خلال التعلم الآلي. خلال عام 2024، أتوقع أن أرى المزيد من التقدم في تطبيق الحوسبة الكمومية من أجل تشغيل الشبكات العصبية والخوارزميات الأكبر والأكثر تعقيدًا.
رفع المهارات من أجل ثورة الذكاء الاصطناعي
يُقال كثيرًا هذه الأيام أن الذكاء الاصطناعي لن يأخذ الوظائف، لكن الأشخاص الذين يستخدمون الذكاء الاصطناعي سوف يأخذون الوظائف من أولئك الذين لا يستخدمونها. إذا كنت ترغب في المضي قدمًا، فإن فهم كيفية تأثير الذكاء الاصطناعي على وظيفتك أو مهنتك وتطوير القدرة على مطابقة الأداة المناسبة للمهمة هي فكرة فائقة الذكاء. سوف يتطلع أصحاب العمل الذين يتطلعون إلى المستقبل إلى مساعدة القوى العاملة لديهم في هذا التحول من خلال دمج مهارات الذكاء الاصطناعي في برامج التعليم والتدريب. إذا لم يكن الأمر كذلك، فهناك عدد كبير من الموارد عبر الإنترنت، والعديد منها مجاني. لذا تعمق في الأمر، وستكون قادرًا على العثور على صاحب عمل أفضل بكثير في وقت قصير جدًا!
تشريعات الذكاء الاصطناعي
لم يكن المشرعون بارعين على الإطلاق في مواكبة التكنولوجيا، لكن طبيعة الذكاء الاصطناعي التي تغير قواعد اللعبة بشكل واضح بدأت تجعلهم يجلسون ويلاحظون. لدى الصين بالفعل بعض القوانين المعمول بها – بما في ذلك القوانين التي تحظر إنتاج مواد مزيفة عميقة بدون موافقة. وتعمل السلطات القضائية، بما في ذلك الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والهند، على تطوير مجموعاتها الخاصة من القواعد التنظيمية. اقترحت المملكة المتحدة مشروع قانون من المحتمل أن يدخل حيز التنفيذ في عام 2024، ومن المتوقع أن يدخل قانون الاتحاد الأوروبي حيز التنفيذ بحلول بداية عام 2025. وسيسعى كل تشريع إلى تحقيق التوازن بين حماية المواطنين من التأثير السلبي للذكاء الاصطناعي على الوظائف والخصوصية، على سبيل المثال، وتمكين الابتكار والتجارة. ومن المرجح أن يكون الجدل الدائر حول تحديد الخطوط عنصرًا بارزًا في الخطاب السياسي خلال عام 2024.
ق.ح
