
أكد وزير الاتصال، السيد “محمد مزيان”، أمس الإثنين، أن الجزائر تتعرض لاستهداف ممنهج من غرف أخبار مظلمة، وهو ما يستوجب تفعيل دور الإعلام الراقي. وقد أكد خلال افتتاحه أشغال اللقاء الجهوي الرابع للصحفيين والإعلاميين “أن الجزائر تتعرض لاستهداف ممنهج من غرف أخبار مظلمة، وهو ما يتطلب تسخير الدروع التي تتميز بالقلم الراقي”. معتبرا أن أعداء الجزائر يختلقون سيناريوهات لتعطيل مسار التنمية وتقدم المجتمع عبر خلق البلبلة.
ونوه السيد الوزير على تقدير رئيس الجمهورية، السيد “عبد المجيد تبون” العميق لمهنة الصحافة، داعيا إلى ضرورة اعتماد التكوين المستمر لمواجهة التحديات الجديدة التي تهدد المشهد الإعلامي، ومؤكدا عن ارتياحه للتجاوب الكبير الذي سجلته اللقاءات الجهوية الثلاثة السابقة، مع مبادرة استحداث جبهة إعلامية موحدة تهدف إلى الرفع من إنتاج المضامين الإعلامية الوطنية لمواكبة التحديات الراهنة.
وفي سياق متصل، قال السيد الوزير، بأن الجهاز التنفيذي لم ولن يتدخل في الخط التحريري للصحافة الوطنية، مؤكدا أن المؤسسة الإعلامية تبقى حرة في خياراتها ومواقفها، في إطار احترام أخلاقيات المهنة والقوانين السارية، مُشددا على أهمية تحري المعلومة من مصادر موثوقة، محذرا من خطورة الرسائل والمعلومات المغلوطة التي قد تستخدم لزعزعة استقرار الدول. مُؤكدا أيضا على أن الحملات الإعلامية التي تستهدف الجزائر، وأن البلاد تواجه حملات تشكيك وتشويه ممنهجة ترمي إلى عرقلة مسيرتها التنموية والإصلاحية. ودعا في هذا الصدد، إلى ضرورة التحلي باليقظة والحذر تجاه الأخبار والمعلومات المغلوطة المتداولة.
وفي تحدٍ صريح للمشككين في حرية الصحافة في الجزائر، صرح السيد الوزير قائلا: ” أتحدى من يدّعون غياب حرية الصحافة أن يقدموا دليلاً واحداً يثبت تدخل الجهاز التنفيذي في الخط التحريري للصحافة”، مؤكدا على استقلالية المؤسسات الإعلامية وحق الصحفيين في ممارسة مهنتهم بكل حرية ومسؤولية.
وفي نفس السياق، حذر مرة أخرى السيد الوزير من خطورة الاعتماد على مصادر معلومات غير موثوقة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مشيرا إلى أن هذه المنصات قد تكون منطلقاً للأخبار الكاذبة والمضللة التي تستهدف زعزعة الثقة في المؤسسات وتقويض النسيج الاجتماعي، مشيرا في الوقت نفسه، إلى بعض التجاوزات التي تشهدها التغطية الإعلامية الرياضية، داعيا إلى ضرورة الالتزام بأخلاقيات المهنة والموضوعية في نقل الأحداث الرياضية.
ويشمل برنامج اللقاء الجهوي 04 ورشات عمل تتناول مواضيع حيوية للقطاع، وهي: “الترسانة القانونية الجديدة المنظمة لقطاع الاتصال وأخلاقيات المهنة”، و”واقع الصحافة السمعية البصرية والصحافة المكتوبة والإلكترونية في ظل التحديات الجديدة للذكاء الاصطناعي وتقنيات الجيل الخامس”، و”الاتصال المؤسساتي ودوره في الترويج لصورة الجزائر”، بالإضافة إلى ورشة حول “التكوين المتخصص والمتواصل واستشراف مهن المستقبل”. ويعكس هذا اللقاء الهام حرص وزارة الاتصال على تعزيز التواصل مع الأسرة الإعلامية والاستماع إلى انشغالاتها وتطلعاتها، بما يسهم في تطوير أداء القطاع الإعلامي وترقية دوره في خدمة المجتمع والوطن.
لحسن الهوصاوي/ق.ح