تكنولوجيا

جيميني 2.5 من جوجل

الذكاء الاصطناعي الذي يفكر قبل الإجابة

أعلنت شركة “جوجل” رسميًا عن إطلاق الجيل الجديد من نظام الذكاء الاصطناعي الخاص بها تحت مسمى “جيميني 2.5″، في خطوة تعكس المنافسة الشرسة الدائرة بين عمالقة التكنولوجيا في مجال الذكاء الاصطناعي.

يأتي هذا الإصدار بعد أشهر قليلة من إطلاق النسخة السابقة، ويقدم تحسينات كبيرة في الأداء والقدرات مقارنة بما سبقه من إصدارات.

يتميز “جيميني 2.5” بقدرات معالجة لغوية متقدمة تجعله قادرًا على فهم السياقات المعقدة وتحليل النصوص الطويلة بدقة عالية. حيث تصل قدرته على معالجة السياق إلى مليون رمز في المرة الواحدة، مما يعني أنه يمكنه تحليل مستندات كاملة أو كتب طويلة دفعة واحدة. هذه الميزة تفتح آفاقًا جديدة في مجالات البحث العلمي وتحليل البيانات الضخمة.

من الناحية التقنية، يعتمد جيميني 2.5 على بنية معمارية محسنة تتيح له معالجة المعلومات بشكل أكثر كفاءة. حيث أعلنت “جوجل” أن النموذج الجديد يستهلك طاقة أقل بنسبة 20 بالمائة مقارنة بالإصدار السابق عند أداء نفس المهام، مع تحسن ملحوظ في سرعة الاستجابة وجودة المخرجات. كما تم تحسين قدراته في فهم الصور والفيديو والرسوم البيانية، مما يجعله أداة فعالة للتحليل المرئي.

في اختبارات الأداء المعيارية، حقق “جيميني 2.5” نتائج مذهلة في عدة مجالات. في مجال البرمجة، تفوق على معظم المنافسين بنسبة 68.6 بالمائة في اختبارات تحرير الأكواد البرمجية. أما في مجال تطوير البرمجيات الكاملة، فقد سجل 63.8 بالمائة، متفوقًا على العديد من النماذج المنافسة. كما أظهر أداءً قويًا في اختبارات المعرفة العامة بنسبة 18.8 بالمائة

تخطط “جوجل” لتوفير هذا النموذج عبر عدة منصات. للمطورين، سيكون متاحًا من خلال “جوجل إيه آي ستوديو” مع واجهة برمجة تطبيقات متكاملة. أما للمستخدمين العاديين، فسيتم دمجه في خدمة “جيميني أدڤانسد” المدفوعة التي تكلف 20 دولارًا شهريًا، مع إمكانية الوصول إلى ميزات إضافية مثل الأولوية في الخدمة ودعم الملفات الكبيرة.

من المتوقع أن يكون لهذا الإطلاق تأثير كبير على سوق الذكاء الاصطناعي التنافسي. حيث تشير التقديرات إلى أن جوجل استثمرت أكثر من 500 مليون دولار في تطوير هذه التقنية خلال العام الماضي وحده.

يأتي هذا في وقت تشتد فيه المنافسة مع شركات مثل OpenAI وAnthropic  وDeepSeek، حيث تسعى كل منها للسيطرة على هذه السوق المتنامية.

يعتقد الخبراء أن “جيميني 2.5” يمثل خطوة مهمة نحو تحقيق ذكاء اصطناعي أكثر استقلالية وقدرة على حل المشكلات المعقدة. مع توقع أن تلعب هذه التقنية دورًا محوريًا في مجالات مثل البحث العلمي، التطوير البرمجي، التحليل المالي، وحتى التشخيص الطبي في المستقبل القريب.

ياقوت زهرة القدس بن عبد الله

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى