تنظم العديد الجمعيات الناشطة في المجال البيئي بوهران بالتنسيق مع مديرية البيئة لوهران في تنظيم خرجات استطلاعية دورية من خلال معاينة ومراقبة وضعية الأسماك بضاية أم الغلاز بواد تليلات، تفاديا لظاهرة نفوق سمك الشبوط الملكي بها.
حيث كشف رئيس جمعية شفيع الله، فإن الفرع المنصب بالبحيرة يعمل على الاطلاع على الوضعية لاسيما مع قرب حلول شهر جوان وسط تخوفات من نفوق الأسماك في ظل انخفاض منسوب البحيرة وارتفاع درجة الحرارة مع مطلع الشهر المقبل، منوها أنه لم يتم لحد الساعة تسجل أية عملية لنفوق الأسماك كما أن مرحلة الخطر تكون مع مطلع شهر جوان.
وأوضح رئيس الجمعية المعنية بالتنوع البيئي للأسماك والطيور أن جمعية شفيع الله كانت من الأوائل للمطالبة بإنشاء محطة تصفية المياه المستعملة بالمنطقة لتفادي مصبات وتدفقات المياه القذرة بالبحيرة التي تعد من بين المناطق الرطبة بالولاية التي تزخر بتنوع بيئي، لاسيما وأن ظاهرة نفوق الأسماك بها باتت تسجل سنويا مع ارتفاع الحرارة، علما أن مشروع المحطة حمل معه آمالا للناشطين لحماية الثروة البيئية.
تجدر الإشارة، فإن بحيرة أم غلاس بوادي تليلات تشهد نفوق أسماك الشبوط، في ظاهرة باتت تمس البحيرة بداية الصيف منذ ثلاث سنوات، حسب العارفين بالوضعية ، التي أصبحت تتكرر مع بداية شهر جوان منذ 2019، أين لوحظ نفوق العشرات من أسماك الشبوط وهو النوع الوحيد من الأسماك المتواجد بهذه المنطقة الرطبة.
وأشار رئيس جمعية شفيع الله إلى أن الظاهرة أقل حدة بسبب الحملات التحسيسية للحماية الشبوط الملكي والصيد بالبحيرة، حيث يقدر عدد الأسماك النافقة سنويا بحوالي 400 في السنة الماضية، لافتة إلى أن “الأمر يتعلق بأسماك بالغة من الحجم الكبير يقدر طولها بحوالي 30 سم”.
ولا يزال الغموض يكتنف أسباب نفوق هذه الأسماك والتي يجمعها العديد من ناشطين في البيئة إلى تعدد العوامل التي يمكن أن تؤدي إلى هلاكها، فالبحيرة ملوثة نظرا لاستقبالها كمية كبيرة من مياه الصرف الصحي وحتى المخلفات الصناعيـة، ومن جهة أخرى فإن الظاهرة تحدث بداية موسم الصيف، حيث ينخفض منسوب المياه ويقل الأكسجين مما قد يفسر حدوث الظاهرة في نفس الفترة من كل سنة.
في حين، أن الظاهرة “يمكن أن تكون بيولوجية بحتة” حيث أن أسماك الشبوط تعيش وحدها في البحيرة، دون أن يكون لديها صنف آخر من الأسماك يفترسها ويحد من تكاثرها، كما أن الأسماك تعيش إلى أن يأتي عامل من عوامل الطبيعة لينهي دورة حياتها، كانخفاض منسوب المياه، يذكر أنه قد تم حظر صيد أسماك الشبوط ببحيرة أم غلاس ابتداء من سنة 2014 بسبب التلوث.
منصور.ج