المجتمع

أسـرار عـائـلات عـلـى الـمـواقـع الإبـاحـيـة

الـتـحـرش الالـكـتـرونـي

التحرش الجنسي يعد أزمة أخلاقية وعملا من أعمال العنف الاجتماعي التي انتشرت بصورة وبائية في مجتمعاتنا العربية والإسلامية بما يعكسه من نظرة دونية للمرأة، وبما يؤدى إليه من معاناة نفسية وجسدية للضحية..

وقد تنامت أعمال التحرش واتخذت أشكالا جديدة في ظل الإمكانيات المتطورة ومنها الهواتف النقالة والرسائل الالكترونية، فافرز ما يمكن تسميته بالتحرش الالكتروني، إذ أضحى الإنترنت والهواتف المحمولة والرسائل القصيرة “إس. م. س”، وسائل للتحرش بالمرأة والفتاة عن بعد. وفي هذا التحقيق يطرح موقع “وفاء لحقوق المرأة” قضية التحرش الالكتروني للمناقشة، موضحا مظاهره وأسبابه، والحاجة إلى تشريع رادع لمنعه.

 مـعـنـى الـتـحـرش الالـكـتـرونـي

التحرش الالكتروني هو استخدام وسائل الاتصال الحديثة كالهاتف الجوال وشبكة المعلومات (الانترنت) في التواصل مع المرأة بصورة غير شرعية بقصد الإضرار بها جنسيا وابتزازها اجتماعيا. فتاة الباندا “فتاة الباندا” كانت الشرارة الأولى وبداية إثارة القضية بعد أن قام شابان عربيان وآخر نيجيري باغتصاب فتاة وتصويرها بهاتف “نوكيا” عرف في ذلك الوقت بمسمى “الباندا” ونشروا صورها عبر (البلوتوث) ومواقع الإنترنت اليوتيب لتحدث جدلا واسعا في المجتمع العربي ووسائل الإعلام وجمعية حقوق الإنسان. وهزت تفاصيل هذا البلوتوث المجتمع العربي الذي شعر بالخوف من تحويل هذه التقنية إلى وسيلة مخيفة ومرعبة وأداة جريمة لتفريغ الأحقاد والكراهية. واستمر انتشار الفضائح عبر تداول المقاطع المرئية والمصورة بين الهواتف المحمولة، ووقع المجتمع في انقسام وحيرة في نفس الوقت ما بين مؤيد ومتقبلا للتقنيات الحديثة والاستفادة منها في المفيد، وما بين معارض ومحارب لفكرة انتشارها وبيان مساوئها.

 نـقـمـة أم نـعـمـة

أخصائية نفسية تقول أن التقدم التكنولوجي الذي يشهده العالم، يعد خدمة كبيرة للإنسانية، ويجب توظيفه لإنجاز مصالح الناس ولكن إذا استعمله البعض الاستعمال الساذج كالذي نشاهده في البلوتوث واليوتيب من مقاطع تافهة وسيئة يصبح وبالا.. ويعتبر طفرة تقنية في عالمنا ولكن وللأسف أصبح نقمة بسبب هؤلاء السذج الذين تعدوا حدود العادات والتقاليد. أما إحدى الأخصائيات في الجانب الاجتماعي أن تقنية البلوتوث واليوتيب اعتبرها مقياس لدرجة وعينا في التعاطي مع العالم، لأنها تعتبر إفرازا طبيعيا لثورة العلم والتقنية، فإذا كان العلم الذي يخدم البشرية ويسهم في تطويرها، نستخدمه نحن لهدم قيمنا، وفي المساس بحرية وأعراض الآخرين، ثم يكون وبالا علينا جميعا، فإن هذه كارثة إنسانية وحضارية لا تليق أبدا بأمة الحضارة والثقافة التي بسطت مفاهيمها بطول الكرة الأرضية وعرضها، فنحن بحاجة إلى إعادة قراءة لواقع اليوتيب والبلوتوث.

من جهته أحد المهندسين في الاتصالات  فيقول أن تجربة البلوتوث التي تبعتها تقنية اليوتيب أحدثت هزة عنيفة في مفاصل مجتمعنا الجزائري و العربي ، حتى عصفت بثقة الناس وبكل ما تأتي به التقنية، لأن وجودها بين أيدي من لا يحسنون استخدامها أصبح وبالا على بقية أفراد المجتمع وخصوصا الذين صاروا ضحايا لهذه الظاهرة حيث عمد البعض على توظيفها للتشهير بأعراض الناس وتبادل الصور والرسائل الفاضحة وغير اللائقة، وهذا ترك انطباعا سيئا عنها يصعب تغييره أو تصحيحه في ظل تمادي الكثيرين وإصرارهم على الفهم الخاطئ للبلوتوث واليوتيب والاستخدام السيئ لها.

 عـوالـم وهـمـيـة

وفي تقرير لها عن التحرش الالكتروني قالت احدى الصحف الجزائرية أن عالم الشات والدردشة التي تبدو في ظاهرها تعارفا شخصيا وصداقات عابرة صار عبارة عن سوق للتحرش الالكتروني ومفتوح للصغار والكبار معا من النساء والرجال. وتضيف أن مربع الشات ينشئ عوالم وهمية من الجنس والتحرش الإلكتروني ويفكك جدران البيوت المغلقة دون أن يلتفت إليه احد, مضيفة أن أكثر من نصف الفتيات في سن المراهقة يدخلن على غرف الدردشة وما يسمى بمنتديات الانترنت تلبية لدعوات جنسية يتعرضن من خلالها للتحرش الجنسي أحيانا كثيرة، وأن معظم الفتيات اللواتي يدخلن هذه المنتديات يتلقين اتصالات عبر الانترنت من أشخاص يريدون مناقشة أمور الجنس معهن أو يطلبون من الفتيات إرسال صور شخصية لهن.  وتضيف أن معظم الفتيات اعتدن الدخول على غرف الدردشة وما يسمى منتديات الانترنت دون الكشف عن هوياتهن الحقيقية لإغراء الشباب وكذلك يقوم الشباب بنفس الطريقة، والنتيجة اقتناص الجنس المحرم.

وتختم ان غياب رقابة صارمة على مواقع الجنس جعلت الشباب يجدون دائما المداخل والمخارج ويتحايلون على الموانع بشتى الطرق والوسائل، وهذا صار سببا للكثير من مشاكل الطلاق بين الأزواج ومصدر خلاف كبير بين المراهقين وأهاليهم بل تعدى إلى أن أصبح مصدرا للابتزاز الذي وصل إلى ردهات المحاكم.

بقلم: هـشـم رمـزي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى