
استغل “عبد المجيد تبون”، رئيس الجمهورية اجتماع مجلس الوزراء لدراسة ومناقشة عديد الملفات الاستراتيجية، التي توفر مناصب شغل وتخلق الثروة وتعمل على تطور البلد وتحسين الحياة اليومية للمواطن، على غرار الرقمنة التي ستزيح البيروقراطية وتقضي على تعطيل مصالح المواطنين، السد الأخضر، الذي له دور فعال في الحد من التصحر وتلطيف الجو، فيما تعمل الهواتف النقالة على السماح باستعمال آخر التكنولوجيا وبتكاليف أقل.
حيث شهد الاجتماع الوزاري تناول عرض حال الملفات المطروحة على طاولة النقاش، وهو ما جعل الرئيس “تبون” يعبر عن ارتياحه للمستوى الذي بلغه مشروع “الرقمنة”، الذي يعول عليه كأحد الركائز المدعمة لتجسيد مبادئ “الجزائر الجديدة”، داعيا إلى المزيد من التنسيق بين مختلف الوزرات، خاصة في الشق المتعلق بالسياسة الاقتصادية المنتهجة.
نحو إعداد دفتر شروط لتركيب “الهواتف النقالة”
وفي إطار التحولات التي تعرفها الجزائر مواكبة للتطورات التكنولوجية الحاصلة في شتى المجالات، وانتقال النشاط والابداع البشري لاسيما الشبابي إلى الاعتماد على التكنولوجيا، فقد أمر الرئيس بضرورة العمل على إعداد “دفتر شروط”، يخص الاستثمار في مجال “الهواتف النقالة”، ما من شأنه منح الفرصة للشباب المولع بولوج عالم التكنولوجيا وتطوراتها، عبر انطلاقهم في الاستثمار في هذا المجال، عبر “تجميع وتركيب” الهواتف النقالة، وهو ما سيسمح باستيراد مختلف أنواع الماركات في عالم “الهاتف” لاسيما “الذكية” منها، كما سيحول هذا المشروع الجزائر إلى سوق للتنافس بين مختلف الماركات العالمية إلى جانب جلب متعاملين أجانب، لاستفادة الكفاءات الشبانية الجزائرية من خبراتهم، واكتساب ما يجعلهم يطورون هذا القطاع الحيوي، الذي سيساهم بشكل كبير في عقد شراكات استراتيجية لاسيما وأن الجزائر اتخذت منحى “المؤسسات الناشئة”، الذي يتيح الفرصة للشباب بالتوغل بشكل انسيابي في عالن الاختراع التكنولوجي والتطور الرقمي إضافة إلى الذكاء الاصطناعي.
إرجاء مشروع قانون الأوقاف
وحين تطرق مجلس الوزراء إلى ملف “قانون الأوقاف” واطلاع رئيس الجمهورية على عرض الحال المتعلق به، فضل الرئيس “إرجاء” الملف إلى وقت لاحق، للتعمق أكثر في الموضوع وإحاطته بما يلزم من تجديد، لضبطه أكثر بما يتناسب معه، لتيسير تسيير هذا القطاع الهام.
المصالح العليا للدولة تستدعي مراعاة الآليات التكنولوجية اللازمة لتحقيق الانتقال الطاقوي
ولدى تعرض مجلس الوزراء إلى ملف “الطاقات المتجددة” وتقديم عرض حال في الموضوع، دعا الرئيس “تبون” إلى ضرورة الاهتمام الدقيق بما يتعلق بالآليات والإمكانيات التكنولوجيةّ، التي تسمح بتحقيق انتقال طاقوي مدروس، يراعي المصالح العليا للدولة.
وتسعى الجزائر إلى مسايرة التغيرات الطاقوية والتوجه نحو الطاقة البديلة، على غرار “الغاز” الذي ألحت الجزائر خلال احتضانها للندوة السابعة لرؤساء الدول والحكومات المصدرة للغاز، نهاية فيفري وبداية مارس، على تصنيف “الغاز” ضمن “الطاقة النظيفة” مع العمل على استغلاله بطريقة تكنولوجية متطورة. فيما تتجه إلى اعتماد الطاقة الشمسية بالنظر إلى المساحات الاصحراوية الشاسعة التي تتربع عليها ودرجة الحرارة المرتفعة المسجلة هناك.
“السد الأخضر” فرصة للشباب
رئيس الجمهورية، ولوعيه بالأهمية القصوى التي تنطوي عليها مشروع “السد الأخضر”، في انعكاساته البيئية والاقتصادية على الجزائر، تناول هذا الملف خلال اجتماع الوزراء بالتمحيص والتدقيق في كيفية إعادة بعثه.
حيث دعا رئيس الجمهورية، إلى فتح المجال أمام الشباب للانخراط في هذا المشروع، الذي يعتبر فرصة ذهبية للشباب، من خلال تكوين مجموعات شبانية، للقيام بمشاريع غرس الأشجار على طول الحزام المخصص لذلك، بما يسمح بتعديل الجو والحد من التصحر وانجراف التربة، ما يحافظ على المساحات المخصصة للزراعة والفلاحة، والجهة الشمالية عموما، بمنعه زحف الرمال، ناهيك عن دراسة الأشجار التي يمكن غرسها، واستغلالها لاحقا، كالاشجار المثمرة، وتلك المخضرة على مدار السنة، وكذا المعمرة، والتي تتناسب مع نوعية المناخ الذي ستغرس فيه، والأهم هو مدى تحملها للعطش وابتكار أساليب ري تسمح بالاستثمار الكامل في هذا المشروع الدائم.
يشار إلى أن رئيس الجمهورية، يضع فئة الشباب ضمن أولوياته فيما يخص الإنجازات وتحقيق المشاريع التنموية، عبر استغلال كل المجالات، لمنحهم الفرصة للقيام بمحاولات الاستثمار والإنتاج والالتحاق بعالم أرباب العمل والمقاولاتية في مختلف القطاعات.
سليمة. ق