الثـقــافــة

تربطني بالتنشيط علاقة عشق لامتناهية

الإعلامية والشاعرة فايزة حدادين، تبوح لجريدة "البديل":

        الكتابة مخاضٌ عسيرٌ وغوايةٌ مُمتعةٌ وجُنونٌ مهيبٌ ومُغامرةٌ شيّقةٌ

تعتبر الإعلامية والمنشطة والشاعرة فايزة حدادين، من الإعلاميات اللواتي يعدن على رؤوس الأصابع في الجزائر ممن إجتمعت فيهن (التنشيط الإذاعي والفني والكتابة الأدبية)، كما عُرفت بحضورها المتفرّد والمتميز على خشبة المسارح واستديوهات الإذاعة والتلفزيون ناعيك في الحفلات والسهرات الفنية في الساحات العمومية حتى أصبحت مطلوبة بإلحاح شديد في كل مناسبة على غرار سهرات (ليالي مسرغين) الذي أصبحت منشطتها بامتياز كل صائفة.

فايزة حدادين، شخصية في حديثها وثانية في ابتسامتها وثالثة في أناقتها ورابعة في ثقافتها وخامسة في تألقها، و..و.. و.. كان بوسعها أن تكون شخصية واحدة لكنها فكرت فقدرت ثم قدّرت ان تكون شخصيات مُتلاحقة لوجه يفيض أضراقة بأنوثتها وحيائها وعفتها ودلالها. في هذا الحوار الذي تنفرد به جريدة (البديل) تبوح لنا بما لا يعرفه الكثير عنها.

لو تركنا لك بداية الحوار، من أين ستكون يا ترى؟

في البداية ليس من السهل الحديث عن نفسي ومشواري في فضاء التنشيط والإعلام والكتابة الأدبية. كانت لي التجربة ان ذاك لما كان عياش يحياوي في الشعب ولكن لم أبق طويلا بحيث كنت مولعة بالمسرح والتنشيط على حد سواء. كما مثلث في عدة مسرحيات وقدمت مسرحية لعالم الطفل إلى جانب المرحوم محمد بوضو.

 

علاقتك بالتنشيط كانت وطيدة لكن لديك تجارب أخرى، هل ممكن معرفتها باختصار؟

إلى جانب التنشيط الذي تربطني به علاقة عشق لامتناهية بعدها مباشرة يطلب من السيد شامخ عبد القادر بأن أقدم حصة اسبوعية بإذاعة وهران الجهوية، حيث قدمت عدة حصص على غرار (انت تسأل والقانون يجيب) و(فنون) و(جامعة التكوين المتواصل)، وبعدها طلب مني أن أقدم الفترة المسائية الليلية، وكانت البداية مع (راديو وهران) لمدة 12 سنة، في التسعينات من القرن الماضي. وموازاة مع (إذاعة وهران) إلتحقتُ بمؤسسة التلفزيون الجزائري بمحطة وهران وقدمت برامجا على المباشر مثل (صباح الخير يا جزائر) و(كاميرا تتجول) وعدة برامج أخرى

 

ما هو الفرق بين التنشيط الإذاعي والحفلات الفنية والأمسيات الأدبية؟

اكيد هناك اختلاف كبير بين التنشيط الاذاعي والحفلات الفنية والامسيات الأدبية، حيث أنّ التقديم في الإذاعة وراء الميكروفون انت تقدم سواء كان معك ضيوف أو وحدك في الاستوديو، لكن في الحفلات والأمسيات الأدبية تكون مباشرة مع الجمهور وجها لوجه وهنا يكمن الفارق الكبير وتظهر موهبة المنشط من حيث ثقافته ولبقاته ومظهره وأناقته وارتجاله وإلمامه بمختلف المواضيع، بحيث إمّا أن يؤكد حضوره القوي بثقته وشخصيته وثقافته فيترك انطباعا جليا ومتباينا في عيون الجمهور وبالتالي يؤسس لنفسه مكانة ويشق طريقه نحو التألق والشهرة، أو يفشل في حال ارتباكه وعدم التحكم في زمام نفسه أمام الجمهور الذي غالبا لا يرحم ولا يُعطي تجاوبه لمن هب ودب.

بعيدا عن التنشيط والحفلات، ماذا عن الكتابة وهواجس الإبداع؟

الكتابة الأدبية هاجسي الإبدي ولا أتصورني دونها، هي ملاذي وراحتي، شجوني وراحتي، فضائي الذي اعيشه من الداخل وأسس له أقاليمي المأهولة بالحلم والأمل والإنتشاء والغد الرائع. الكتابة مخاضٌ عسيرٌ وغوايةٌ مُمتعةٌ وجُنونٌ مهيبٌ ومُغامرةٌ شيّقةٌ، بحثٌ عميقٌ واكتشافٌ دقيقٌ واحتراقٌ متواصلٌ ويضيئ الجانب المُظلم لكُلّ غُمُوض ويُذيبُ جليد الرّتابة في حالة اللاموت. حين نكتُبُ، فإنّنا لا نمُوت بل نُؤرّخ لذاتنا ونُؤسّسُ لوُجودنا، والكاتب المُبدع الحق هو الذي يُنتجُ المفاهيم والرّؤى ويطرحُ الأسئلة لواقعه ويبحثُ الإجابة بداخلها، وهو بذلك يصنع قيمًا مجرّدة من كلّ خلفيّة ويُكرّسُ أبجديّة التّحاور والتّخاطب مع مُجتمعه أوّلا ثمّ الإنسانية بعد ذلك.  لقد كانت البداية مع جمعية (تعابير للإبداع الفني) سنة 1992 وكنت أخي رامي معنا، ومع نادي افبداع الدبي في قصر الثقافة الفنون بوهران، ثم واصلت مسيرتي الإبداعية في الشعر وخاصة كتبت الكثير من القصائد قد غناها العديد من المطربين والمطربات، وعليه لا يمكنني ابدا التخلي عن الكتابة ما دمت على قيد الحياة.

هل من تداعيات أخيرة نختم بها هذا الحوار؟

الشكر لك أخي رامي ومن خلالك لهيئة جريدة (البديل) التي منحت لي هذه الإطلالة الإعلامية، لأننا تعودنا الحديث عن الأخرين ولا أحد يتحدث عنا، أتمنى النصرة لإخواننا في غزة رمز العزة، والنماء والعمار والرخاء لبلدنا الحبيب ومن خلال منبركم الإعلامي هذا، شكرا لكا من شجعني ولو بكلمة طيبة ولكل الذين يتابعونني إذاعيا وتلفزيونيا ألف تحية للجمع مني فائق التقدير والإحترام، وتحيا الجزائر

حاورها: رامـي الحاج

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى