
أعلنت وزارة الصحة بغزة، أول أمس، عن ارتفاع عدد الشهداء إلى 6546 بينهم 2704 طفلاً. ولليوم العشرين يواصل جيش الاحتلال الصهيوني استهداف القطاع بغارات جوية مكثفة دمّرت أحياء وخلفت آلاف الشهداء والجرحى من المدنيين، فيما تستمر المقاومة الفلسطينية بإطلاق صواريخ من القطاع على مستوطنات والمدن المحتلة.
وأعلنت وزارة الصحة أن 12 مستشفى و32 مركز رعاية أولية خرجوا عن الخدمة، جراء الاستهداف الإسرائيلي المباشر، أو عدم قدرتها على استمرارية العمل بسبب نفاد الوقود. وقال المتحدث باسم الوزارة أشرف القدرة، إن المنظومة الصحية وصلت إلى مرحلة هي الأسوأ في تاريخها، مؤكدا أن الاحتلال الصهيوني يتعمد إضعاف المنظومة الصحية بالاستهداف المباشر والتهديد وإنذارات الإخلاء ومنع الوقود. وحذرت منظمة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) من أنها ستضطر إلى وقف جميع عملياتها ما لم يتم السماح بدخول الوقود إلى غزة على الفور. وقال بشار مراد المدير التنفيذي للهلال الأحمر الفلسطيني إن المستشفيات تتوقف عن العمل بسبب نقص الوقود والمياه والإمدادات الطبية والموظفين. ويتم تقنين توزيع الوقود بشدة لعدد مختار من المرافق الحيوية وإن المولدات الاحتياطية ليست مجهزة للتشغيل المستمر وقد تتعطل.
تهجير الصهاينة سكان شمال غزة “قد يرقى لجريمة حرب”
من جانبها قالت منظمة العفو الدولية إن تهديدات الجيش الصهيوني التي تأمر سكان شمال قطاع غزة بـ “نزوح قسرا” قد ترقى إلى “مستوى جرائم حرب”. ولفتت المنظمة، عبر بيان مساء الأربعاء الماضي، إلى أن الجيش الصهيوني ألقى في 21 أكتوبر الجاري منشورات على شمال غزة تأمر السكان بإخلاء المنطقة فورا؛ “بدعوى أن حياتهم في خطر”. وقالت كبيرة مستشاري برنامج الاستجابة للأزمات في منظمة العفو الدولية، دوناتيلا روفيرا، إن “إعلان مدينة أو منطقة بأكملها هدفا عسكريا يتعارض تماما مع القانون الدولي الإنساني الذي ينص على أنه يجب على مَن ينفذون الهجمات التمييز بين المدنيين أو الأعيان المدنية والأهداف العسكرية”. وأكدت أن “انتهاك مبدأ التمييز من خلال استهداف المدنيين أو الأعيان المدنية، أو من خلال تنفيذ هجمات عشوائية تؤدي إلى مقتل أو إصابة المدنيين، يُعدّ جريمة حرب”. وأضافت أنه “لا يمكن اعتبار الرسائل الواردة في هذه المنشورات تحذيرا فعالا للمدنيين؛ بل تقدم بدلا من ذلك دليلا إضافيا على أن الحكومة الإسرائيلية تهدف إلى تهجير المدنيين في شمال غزة قسرا”. وتابعت:” وقد ترقى هذه التهديدات أيضا إلى مستوى جريمة الحرب المتمثلة في العقاب الجماعي؛ بسبب تحميلها مئات الآلاف من المدنيين المسؤولية عن أفعال لم يرتكبوها”. ونزح نحو 1.4 مليون فلسطيني من أصل 2.3 مليون نسمة هم سكان غزة، الذين يعانون بالأساس من أوضاع معيشية متدهورة للغاية؛ جراء حصار صهيوني مستمر منذ أن فازت حركة “حماس” بالانتخابات التشريعية في 2006.
التصعيد الصهيوني في الضفة الغربية
واصل طيران الاحتلال الصهيوني في اليوم العشرين العدوان على غزة استهداف المدنيين بعد ليلة شهدت قصفا عنيفا خلّف نحو 100 شهيد، مما رفع الحصيلة الإجمالية إلى 6055 شهيدا، وأكثر من 16 ألف مصاب، جُلهم من الأطفال والنساء، بحسب بيانات المكتب الإعلامي الحكومي ومصدر طبي. وبالتوازي استمر التصعيد الصهيوني في الضفة الغربية، حيث استشهد 5 فلسطينيين بنيران الاحتلال، واعتقل نحو 60 آخرين خلال عمليات اقتحام شملت مناطق بينها: مدينة جنين ومخيمها. أفادت مصادر طبيّة بارتفاع عدد شهداء العدوان الصهيوني المستمرّ على غزة إلى 6 آلاف و55، إضافة إلى إصابة 15 ألفاً و143. يأتي هذا في وقت لا تزال فيه قوات الاحتلال تستهدف المنازل والأحياء السكنية والمدنيين، إذ تمّ انتشال 10 شهداء وعدد من الجرحى، صباح اليوم، إثر استهداف منزل غربي مدينة غزة، و9 شهداء آخرين في قصف طال مبنى سكنياً في تل الهوى، وتسبب أيضاً بسقوط عدد من الجرحى. كما قصُف منزل في شارع يافا شرقي المدينة. وفي الليلة الماضية، تمّ إحصاء 98 شهيداً، في أعقاب الغارات الصهيونية التي استهدفت منازل مأهولة في القطاع.
إبـادة جـمـاعـيـة
وقال المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية أشرف القدرة إن الوضع في غزة هو الأسوأ منذ احتلال فلسطين سنة 1948، مؤكدا أن الشعب الفلسطيني يتعرض إلى إبادة جماعية، مضيفا أن” عوائل بكاملها تخرج من السجل المدني الفلسطيني وتدمير 180 ألف وحدة سكنية تم تدميرها كليا أمام صمت العالم الخارجي والمجتمع الدولي معطيا الضوء الأخضر للاحتلال للاستمرار في مجازره “, وخلص القدرة إلى اتهام المجتمع الدولي في المساهمة في الاجرام الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني مشيرا إلى أن 70 بالمائة من الشهداء هم أطفال ونساء ومسنون
1.4 مليون نازح
إلى ذلك أعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) إن نحو 600 ألف نازح يقيمون في 150 منشأة تابعة للوكالة في قطاع غزة. وقالت الوكالة إن الملاجئ في غزة تستوعب 4 أضعاف طاقتها، مشيرة إلى أن العديد من الأشخاص ينامون في الشوارع. وتشير أحدث حصيلة نشرتها السلطات في غزة إلى أن عدد النازحين جراء العدوان الصهيوني المستمر منذ أكثر من أسبوعين وصل إلى 1.4 مليون نازح.
ق.ح