
افتتح والي ولاية غليزان، السيد “كمال بركان”، أمس، فعاليات الدورة العادية الأولى للمجلس الشعبي الولائي، برئاسة “بغدادي عبد القادر”، التي تستمرّ على مدى 03 أيام (23، 24 و28 أفريل)، حامِلًا رسائل واضحة للأطر الإدارية والمواطنين على حدٍّ سواء.
واستهل الوالي كلمته بالتأكيد على أن عهد التساهل مع التجاوزات والاختلالات قد ولى، وقال بنبرةٍ واثقة: “لن أتوانى، وفق القوانين السارية، في إصدار قرارات تصويبية مهما كانت درجة المسؤولية، وسأسهر على أن يسود الانضباط بين أعضاء الفريق الإداري، ولن أسمح لأي طرف التشويش أو التأثير على المجموعة”.
وهذه الكلمات جسّدَت موقفًا صارمًا يهدف إلى ترسيخ ثقافة المساءلة والحوكمة الشفافة، عقب ذلك، سلّط السيد الوالي الضوء على معاناة سكان الولاية من الطرق المهترئة في كل من بلديات غليزان، بن داود، وادي ارهيو، الحمادنة، ويلل وغيرها، وذكر أنَّ الرسائل الواردة من هذه البلديات “تتحدث عن شوارعٍ تكاد تنشطر تحت وطأة الزمن”، مضيفًا:” إن سنة 2025 ستكون سنة جني الثمار، ولو بصفة متأخرة، لأنَّ مشاريع التهيئة العمرانية بدأت تتحرّك ميدانيًا”، وتعهد بإعداد برنامج خاص لصيانة الطرق والأرصفة وتحسين التسيير العمراني بالتنسيق مع البلديات ورؤساء الدوائر.
وفي إشراقةٍ جديدة لقطاع الشباب والرياضة، أعلن الوالي عن زيارة ميدانية إلى مسبحين مركونين منذ أكثر من 15 سنة، من ضمنها المسبح البلدي الذي تحول إلى أطلالٍ مهجورة، وقال:”هدفنا من إعادة تهيئة هذين المسبحين هو توفير فضاءٍ مفتوحٍ للفرق الرياضية والرياضيين المعتمدين على مدار السنة، بعيدًا عن ضيقات الملاعب المغلقة”.
وأكد أن صيف 2025 سيكون موعدًا لحفلٍ كبيرٍ يعيد للمسبحين بريقهما، بمشاركة واسعة من الجمعيات الرياضية والمواطنين، وأبدى ثقته الكبيرة في إطارات قطاع الشباب والرياضة، معلنًا أنه سيمنحهم “المهلة الكافية واللازمة لإثبات النوايا الحسنة والإخلاص والتفاني، وكذلك الالتزام والانضباط”. وهنا ركّز على أهمية تكامل الأدوار بين الإدارات والفاعلين الميدانيين لضمان انطلاق المشاريع وتنظيم الفعاليات في آجالها.
وانتقل بعد ذلك إلى الجانب الاقتصادي والمالي، مشيرًا إلى أنَّ نسبة استهلاك القروض المخصصة للمشاريع تعبّر بصدقٍ عن حالة الأشغال:” شاهدنا بعض القطاعات تتفوّق وتحقق نسب استهلاك مرتفعة، بينما تأخرت أخرى، وهذا المعيار سيكون الأساس في تقييم الأداء ومراجعة البرامج”، وأضاف أنَّ الجهاز التنفيذي ورؤساء الدوائر والبلديات سيسعون إلى رفع هذه النسبة لضمان إنجاز المشاريع في آجالها المتعهد بها وبالجودة المطلوبة.
مشروع “أقروديف”… انتعاش صناعي وتوظيف شبابي
وفي بادرة استثمارية واعدة، أعلن السيد الوالي عن استقبال مدير مجمع “أقروديف” العمومي الوطني المُختص في الصناعات الغذائية، والذي بصدد إعادة بعث وحدة مختصة في صناعة الحلويات والبسكويت، وأوضح أنَّ هذا المجمع العملاق، الذي عرف له دورٌ بارزٌ في المبادرات التضامنية، سيوفّر تموينا دائمًا لدار المسنين وبعض مؤسسات التضامن بالمواد الغذائية.
كما كشف “بركان” عن خطة المجمع لفتح فضاءات تجارية في المدن الكبرى، على أن تكون البداية من مدينة غليزان عن طريق استغلال مرافق عمومية مغلقة ومهملة، وكلف رئيس دائرة غليزان ورئيس البلدية باستضافة المدير التجاري للمجمع يوم غد الأحد لزيارة ميدانية وتعميق دراسة المواقع وإطلاق مرحلة التهيئة، ويهدف هذا الاستثمار إلى توفير مئات مناصب الشغل لفائدة شباب الولاية، تعزيز المداخيل الجبائية وشبه الجبائية لميزانيتي الولاية والبلديات، بعث ديناميكية تجارية تعرفها المنطقة منذ زمنٍ بعيد.
محاربة التجاوزات في السكن الريفي والتنسيق الجماعي أساس النجاح
وعن ملف السكن الريفي، وجَّه الوالي تحذيرًا شديدًا للمتلاعبين بالإعانات المخصصة لهذا القطاع، مؤكدًا أنَّ أي تجاوز أو اختلال سيرتب عقوبات صارمة وفق الإجراءات القانونية، مع الحفاظ على حق المستحقين الحقيقيين في الدعم، واختتم السيد “كمال بركان” تدخله بالتأكيد على أنَّ “التنسيق التام بين الهيئة التنفيذية والمجلس الشعبي الولائي والمجتمع المدني والمنتخبين عبر البلديات، هو الضمان الحقيقي لتحقيق الأهداف التنموية، لأن الإرادة الفردية مهما بلغت لن تُحقق شيئًا من دون فريقٍ متكامل”.
وهكذا، تواصلت أشغال الدورة التي حملت اسم المرحوم المجاهد “مول الكاف” على مدى 03 أيام، وسط مناخٍ من الأمل والتفاؤل، في انتظار ترجمة هذه التصريحات إلى مشاريعٍ ميدانية تعيد لولاية غليزان تألقها وتنقلها إلى آفاقٍ جديدة.
جيلالي. ب