الحدث

الرئيس تبون يتباحث مع نظيره قيس سعيد مستجدات الوضع ببلاده

رياح التغيير تعصف بتونس مجددا

تسارعت الأحداث في الشقيقة تونس خلال 24 ساعة الأخيرة، بعد إعلان الرئيس التونسي قيس سعيد عن تجميد البرلمان ورفع الحصانة عن النواب، وهو الإجراء الذي قابله الكثير من التونسيين بالترحيب، مع تسجيل رفض البعض له، وتلقى رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون اتصالا من نظيره التونسي قيس سعيد، تباحثا فيه الأوضاع في تونس.

وجاء قرار الرئيس التونسي مباشرة بعد الاحتجاجات التي شهدتها تونس في العديد من الولايات، ضد حزب النهضة التونسي للمطالبة بإسقاط النظام السياسي في البلاد، وشهدت اشتباكات بين أنصار النهضة والمتظاهرين، بعد هجوم الجموع الغاضبة على مقارها، والمطالبة برحيلها عن الحكم خصوصا وأنهم يشكلون الأغلبية في مجلس النواب.

وحسم قيس سعيد الموقف في بدايته بإعلانه القوي عن تجميد عمل البرلمان ورفع الحصانة عن النواب، وإعفاء رئيس الحكومة هشام المشيشي من منصبه، مشيرًا في تصريح له أنه قرر تولي السلطة التنفيذية بمساعدة رئيس حكومة يعينه بنفسه، عقب ترؤسه اجتماعًا طارئا مع القيادات العسكرية والأمنية في البلاد.

كما أصدر الرئيس التونسي أمرا رئاسيا قرّر من خلاله إعفاء كل من وزير الدفاع إبراهيم البرتاجي وحسناء بن سليمان، الوزيرة لدى رئيس الحكومة المكلفة بالوظيفة العمومية ووزيرة العدل بالنيابة، من مهامهما، مع تولي الكتاب العامين أو المكلفين بالشؤون الإدارية والمالية برئاسة الحكومة والوزارات المذكورة تصريف أمورها الإدارية والمالية إلى حين تسمية رئيس حكومة جديد وأعضاء جدد فيها.

ونزلت قوات الجيش التونسي لتطوق أهم المقار الحكومية بعد ساعات من تصريح الرئيس التونسي، ولتطبيق التعليمات التي تم توجيهها، حيث منع في هذا الإطار رئيس مجلس النواب التونسي راشد الغنوشي من الدخول إلى مقر المجلس، الذي شهد محيطه مناوشات بين مناصري الرئيس قيس سعيد، ومناضلي حزب النهضة الذي ينتمي إليه الغنوشي، قبل أن ينسحب هذا الأخير.

كما دعا الاتحاد العام التونسي للشغل، أحد أهم الفاعلين في الحقل السياسي التونسي، رئيس الجمهورية قيس سعيد إلى ضمانات وضبط أهداف التدابير الاستثنائية التي اتخذها بحل البرلمان وإقالة الحكومة، مطالبا بإبقاء المؤسسة العسكرية بعيدة عن التجاذبات السياسية.

وتباينت الآراء حول ما حدث في تونس بين أفراد الشعب التونسي، ففي الوقت الذي خرجت فيه جموع غفيرة للاحتفال بالقرار واعتباره انتصارا للبلد، طالب آخرون بالابتعاد عن هذه الحلول ورفع التجميد عن عمل نواب الشعب التونسي، وتجنب كل ما يمكنه أن يزيد الاحتقان في البلد، في ظل الأزمة الاقتصادية، وتفاقم الجائحة الوبائية.

وفي هذا السياق تلقى رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، أمس، مكالمة هاتفية من أخيه قيس سعيد رئيس الجمهورية التونسية، حيث تبادل الطرفان خلال الاتصال مستجدات الأوضاع في الشقيقة تونس، كما تطرق الرئيسان إلى آفاق العلاقات الجزائرية التونسية وسبل تعزيزها.

ويؤكد الاتصال تمسك تونس بإبقاء الجزائر قريبة من الأحداث التي تدور في الجارة الشرقية، خصوصا وأن أي تدهور للأوضاع سيكون له الأثر الكبير على كامل المنطقة، في ظل استمرار الأوضاع المضطربة في ليبيا.

وزير الخارجية يختتم زيارته إلى تونس

اختتم وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج رمطان لعمامرة، ظهر يوم أمس، زيارة العمل التي قام بها إلى تونس، أين حظي باستقبال من قبل رئيس الجمهورية التونسية قيس سعيد.

وحسب مصادر مطلعة من وزارة الخارجية، نقل لعمامرة إلى الرئيس التونسي رسالة أخوة وصداقة من أخيه الرئيس عبد المجيد تبون، أكد فيها التزامه الراسخ بتعزيز أواصر الأخوة والتضامن والعلاقات الاستراتيجية التي تربط البلدين.

وفي هذا السياق، وجّه الوزير تحياته إلى الجالية الجزائرية المقيمة في تونس، وشكل الاستقبال فرصة لتبادل وجهات النظر حول العلاقات الثنائية وآفاق تعزيزها من أجل تمكين البلدين من مواجهة التحديات المشتركة بشكل أكثر فاعلية، بما في ذلك تلك المتعلقة بجائحة كوفيد-19.

وأضاف المصدر، إن هذا اللقاء مثل مناسبة أيضا للتطرق إلى القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، لاسيما الوضع في منطقة المغرب العربي، ومنطقة الساحل والصحراء، وكذلك على مستوى العالم العربي.

ومن جهة أخرى، عقد رمطان لعمامرة جلسة عمل مع نظيره التونسي عثمان الجرندي، حيث رحّب رئيسا دبلوماسية البلدين بتقارب المواقف حول القضايا ذات الاهتمام المشترك على المستويين الإقليمي والدولي واتفقا على العمل من أجل مواصلة وتعزيز سنة التشاور والتنسيق في جميع المحافل الإقليمية والدولية.

ق.ح

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى