
أشرف رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، السيد “عبد المجيد تبون”، أول أمس بالأكاديمية العسكرية لشرشال (تيبازة) الرئيس الراحل “هواري بومدين”، على مراسم الحفل السنوي لتخرج الدفعات التي حملت اسم المجاهد الراحل العميد “حسين بن حديد”، حيث حضر مراسم حفل التخرج كبار المسؤولين في الدولة وضباط سامين في الجيش الوطني الشعبي.
وبعد استماعه بالقاعة الشرفية إلى عرض حول مسار التكوين بالأكاديمية، أشرف رئيس الجمهورية على الحفل التقليدي السنوي لتخرج دفعات الضباط، والتي تضمنت كلا من الدفعة الـ 56 للطلبة الضباط العاملين “تكوين أساسي”، الدفعة الـ 18 “تكوين عسكري قاعدي مشترك” وكذا الدفعة الـ 9 لضباط دورة الماستر، وذلك تتويجا لحفلات التخرج السنوية للدفعات بمؤسسات التكوين للجيش الوطني الشعبي، حيث كان في استقبال السيد رئيس الجمهورية بالمدخل الرئيسي للأكاديمية الفريق أول “السعيد شنقريحة”، الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي مرفوقا بالسيد الفريق، قائد القوات البرية، واللواء قائد الأكاديمية العسكرية لشرشال.
وجاء في بيان لوزارة الدفاع الوطني، أن السيد رئيس الجمهورية استمع للنشيد الوطني وقدمت له تشريفات، أدتها تشكيلات من مختلف قوات الجيش الوطني الشعبي، ليحيي بعدها مستقبليه، كل من الأمين العام لوزارة الدفاع الوطني، قادة القوات، الحرس الجمهوري والدرك الوطني وقائد الناحية العسكرية الأولى. كما وقف عند مدخل الأكاديمية، “وقف السيد رئيس الجمهورية وقفة ترحم على روح الرئيس الراحل “هواري بومدين”، الذي تحمل الأكاديمية اسمه ووضع إكليلا من الزهور عند المعلم التذكاري المخلد لاسمه وتلا فاتحة الكتاب على روحه الطاهرة، ليستمع بعدها إلى عرض حول الأكاديمية تضمن معلومات مفصلة عن مسار التكوين بها والدفعات المتخرجة”.
كما أن رئيس الجمهورية أشرف بساحة العلم، على مراسم حفل تخرج الدفعات للسنة الدراسية 2024-2025، والتي استهلت بتفتيش التشكيلات العسكرية المصطفة بساحة العلم، قبل أن يلقي السيد الفريق أول، الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، كلمة شكر من خلالها السيد رئيس الجمهورية على تفضله بالإشراف على مراسم حفل تخرج الدفعات بالأكاديمية العسكرية لشرشال والذي يتزامن مع الاحتفالات المخلدة للذكرى الـ 63 لعيد الاستقلال واسترجاع السيادة الوطنية. هذه القلعة التكوينية العريقة، التي تضطلع على غرار باقي المؤسسات التكوينية للجيش الوطني الشعبي بتخريج إطارات، متسلحين بمختلف أنواع العلوم، ومتشبعين بالقيم الوطنية والجمهورية، ومدركين لكافة السياقات والتحولات التي يعرفها عالم اليوم”.
وفي هذا السياق، أكد السيد الفريق أول، في كلمته، على “حرص القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي على إيلاء الاهتمام اللازم والرعاية الكاملة لمنظومة التكوين العسكري في الجيش الوطني الشعبي، من خلال توفير كافة الإمكانيات البشرية والبيداغوجية والمادية الضرورية لضمان تكوين نظري وتطبيقي ثري، إيمانا بأن التكوين الجيد للمورد البشري هو حجر الزاوية لنجاح مشروع بناء جيش قوي ومهاب الجانب، قادر على رفع التحديات الأمنية المستجدة وكسب رهاناتها، وضمان التكيف الناجع مع التحولات الجيو-إستراتيجية الحاصلة على الصعيدين الإقليمي والدولي”.
مشيدا في الوقت نفسه، ببطولات الآباء والأجداد الذين ضحوا بالغالي والنفيس من أجل استرجاع الحرية والاستقلال، مطالبا الجميع بالمحافظة على هذه الوديعة الغالية، وكذا التحلي بالإرادة العالية والعزيمة القوية من أجل تجسيد نهضة الجزائر المنشودة، مع كل ما يتطلبه ذلك من الوعي بأهمية تعزيز الجبهة الداخلية ورص الصفوف، لمواجهة كافة التهديدات المحتملة بالفعالية اللازمة والنجاعة المطلوبة”.
أما اللواء قائد الأكاديمية العسكرية لشرشال، فقد أكد أنّ تخرج نخبة جديدة من إطارات الجيش الوطني الشعبي، كان بعد تلقيهم “تكوينا عسكريا وعلميا نوعيا مصقولا بالسلوك العسكري المثالي المطبوع بالروح الوطنية والإرادة القوية والتضحية في سبيل الوطن، يجعلهم جاهزين لممارسة مهامهم المستقبلية بكل جدارة واقتدار”.
وعليه، بعد أداء المتخرجين للقسم، قام السيد رئيس الجمهورية بتقليد الرتب وتوزيع الشهادات على المتفوقين الأوائل، حيث سلم الشهادة للمتفوق الأول من ضباط دورة الماستر وقلد رتبة ملازم للمتفوق الأول من التكوين الأساسي وسلمه سيف الأكاديمية، كما سلم الشهادة للمتفوق الأول من التكوين العسكري المشترك القاعدي من الدول الصديقة والشقيقة، ليفسح بعد ذلك المجال لمرافقيه لتقليد الرتب وتسليم الشهادات للمتفوقين الآخرين، حيث تواصلت المراسم بتسليم الدفعة المتخرجة من الطلبة الضباط العاملين راية الأكاديمية للدفعة الموالية، ليتقدم المتفوق الأول من الدفعة السادسة والخمسين (56) من التكوين الأساسي، طالبا من السيد رئيس الجمهورية الموافقة على تسمية الدفعة باسم المجاهد العميد “حسين بن حديد”، وليقدم بعدها نبذة عن حياة الراحل.
وبعد تقليد الرتب وتوزيع الشهادات، “أخلت التشكيلات العسكرية ساحة العلم لاحتلال منطقة الانطلاق للاستعراض، فاسحة المجال للعروض الرياضية في القتال المتلاحم، الكاراتيه، الكونغ فو، التايكواندو والحركات الرياضية الجماعية بالسلاح وبدون سلاح، تمارين كمال الأجسام واجتياز حواجز نارية، ثم تشكيل لوحات بالألوان الوطنية، بالإضافة إلى تنفيذ تمرين قتالي بياني من تنفيذ مفرزة مختلطة لطلبة الأكاديمية”.
كما شهد حفل التخرج، حسب نفس البيان، “مشاركة القوات الجوية من خلال استعراضات جوية لتشكيلات الطائرات المقاتلة، وكذا تزويد الطائرات المقاتلة بالوقود في الجو. ليتابع بعدها السيد رئيس الجمهورية، من خلال شاشة عملاقة، البث المباشر لتمارين بيانية نفذت في عرض البحر من طرف القوات البحرية، متمثلة في “تحرير رهينة على البر انطلاقا من البحر”.
بعد ذلك، وعقب استعراض في القفز المظلي، تقدمت مجموعة العلم متبوعة بتشكيلات الطلبة الضباط العاملين من التكوين الأساسي والتكوين العسكري القاعدي المشترك باستعراض عسكري تحت إيقاع الموسيقى العسكرية لفرقة الحرس الجمهوري”. وبالمجمع البيداغوجي الشهيد “ديدوش مراد”، تابع السيد رئيس الجمهورية نشاطات المعرض العلمي المنجز من قبل الطلبة المتخرجين. وفي الأخير “قام السيد “عبد المجيد تبون” رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني بتكريم عائلة المجاهد العميد “حسين بن حديد”، قبل أن يوقع على السجل الذهبي للأكاديمية”. حسب بيان وزارة الدفاع الوطني.
محمد الأمين