تكنولوجيا

جدل حول أمان روبوت الدردشة “ديب سيك” وسلامته…

فشل ذريع أم حملة تضليل أمريكية؟

أثار تقرير أمني نشره فريق بحثي من شركة “سيسكو” وجامعة بنسلفانيا جدلاً واسعا حول مدى أمان روبوت الدردشة الصيني “ديب سيك” R1، إذ كشف التقرير عن ثغرات خطيرة في النموذج سمحت بتخطي جميع إجراءات الحماية، مما جعله عرضة للاستغلال في إنشاء محتوى ضار بمعدل نجاح هجوم بلغ 100 بالمائة.

 

“ديب سيك”.. بين الواقع والمغالطات

وبحسب التقرير الذي نشره موقع (إنترستنغ إنجنيرينغ)، فإن فريق البحث أجرى اختبارات باستخدام تقنية “الخوارزميك جلبريك”، المصممة لاختبار مدى مقاومة نماذج الذكاء الاصطناعي للمطالبات الضارة.

وأظهرت النتائج أن “ديب سيك” فشل تماما في صد أي من هذه الهجمات، في حين قدمت النماذج المنافسة مثل “GPT-4o” و”Gemini 1.5 Pro” و”Claude 3.5” مقاومة متفاوتة.

 

“ديب سيك”.. أداء مبهر ولكن بثمن باهظ؟

حظي روبوت الدردشة الصيني باهتمام واسع نظرا لأدائه القوي وتكلفته المنخفضة مقارنة بالنماذج الغربية، إذ تزعم الشركة أن تكلفة تطويره لم تتجاوز 6 ملايين دولار، بينما تؤكد تحليلات مستقلة أن المبلغ الحقيقي قد يصل إلى 1.3 مليار دولار.

ورغم أن “ديب سيك” يستخدم تقنيات متقدمة مثل التعلم المعزز وسلسلة الأفكار وتقنية التقطير، إلا أن الخبراء يرون أن هذه الأساليب ربما جاءت على حساب معايير الأمان، مما جعله هدفا سهلًا للهجمات الإلكترونية والمحتوى غير القانوني.

 

حملة أمريكية ضد التكنولوجيا الصينية “ديب سيك”

 

في الوقت الذي يُنظر فيه إلى هذا التقرير باعتباره ضربة لمصداقية “ديب سيك”، يثير بعض المراقبين تساؤلات حول توقيت نشره وأهدافه. فقد شهدت السنوات الأخيرة تصاعدا في الحرب التقنية بين الصين والولايات المتحدة، حيث تسعى واشنطن إلى كبح تطور الذكاء الاصطناعي الصيني عبر فرض قيود على تصدير الرقاقات المتقدمة وفرض عقوبات على الشركات الكبرى.

ويرى البعض أن التقرير قد يكون جزء من استراتيجية أوسع لتشويه سمعة “ديب سيك”، على غرار المنتجات الصينية في سوق الذكاء الاصطناعي، خاصةً أن الصين تعمل على تعزيز استقلالها التكنولوجي بعيدا عن الشركات الأمريكية مثل “أوبن إيه آي” و”غوغل” و”ميتا”.

في المقابل، لم تصدر “ديب سيك” حتى الآن أي بيان رسمي للرد على نتائج الاختبارات، مما يترك المجال مفتوحا لمزيد من التكهنات حول حقيقة الفشل التقني أو احتمالية وجود حملة تضليل إعلامي تستهدف تقويض صعود الذكاء الاصطناعي الصيني عالميا.

ياقوت زهرة القدس بن عبد الله

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى