
أصبحت الهواتف الذكية شبحا يهدد أمن وسلامة الأولياء نفسيا، بعدما سرقت عقول واهتمام أطفالهم بدلا عنهم، حيث ذكرت “حنان” أنها فقدت ابنتها منذ منحتها الهاتف، هذا الأخير الذي سيطر على اهتمامها، فأصبحت ترفض الأكل حتى لا تخسر وقتا من تركيزها على الهاتف، رغم أن سنها لم يتعد 5 سنوات، في حين عبر “قاسم” عن اندهاشه عندما اكتشف أن ابنه “آدم” يتحدث مع أشباح داخل الغرفة، وبعد التحقيق معه، تبين أنه أصبح يحظى بأصدقاء لا يعرفهم في الواقع، لكنه يعتبرهم الأقرب له، لأنهم يقضون جل الوقت يلعبون عن بعد في مجموعات وفرادى.
من جهتها، اعتبرت المعلمة “نورية” أن التكنولوجيا أصبحت الشكل خطرا حقيقيا على صحة وسلامة الطفل ذهنيا، لأنه يجد راحته وشغفه فيما يبث له عبر شاشة الهاتف، التي تريه ما يعجبه وتقدم له ما يغريه ويسيطر على عقله الصغير، موضحا أن الكثير من الأولياء أصبحوا يصطدمون بحقيقة مرة لدى التحاق أبنائهم بالمدارس، بعدما يكتشف الطاقم التربوي أن الطفل مصاب بالتوحد ويصعب إدماجه مع زملائه بصفة طبيعية، وهي الصدمة التي أصبحت تتكرر مع كل موسم دراسي جديد. وحسب الدكتور النفسي “بلموفق”، فإن الأسرة تتحمل مسؤولية ما يصبح عليه الطفل، محملة المسؤولية الكبرى للأم، لأنها من تقضي أكبر وقت مع أطفالها، وغالبا ما تتحجج بأشغال المنزل، وضرورة التخلص من الطفل وحركاته وطلباته الكثيرة، من خلال وضعه أمام التلفاز عندما يكون في مراحله العمرية الصغيرة، ثم التخلص منه عبر منحه الهاتف الذكي وفتح باب الجحيم المستقبلي لها وله فيما بعد، بسبب التأثيرات السلبية عليه، مضيفة أن الطفل لا يفرق بين ما يفيده ويضره، فهو مجرد مستقبل للمحتوى، الذي أصبح يبث سموما مغلفة تضرب قيم المجتمع وتخرق الطبيعة البشرية، بغرس تعاليم وأفكار سيئة في ذهنه، لاسيما ما تعلق بالجندرية التي أصبحت مشكلة يواجه البشرية عامة فما بالك بالطفل، إلى جانب التحرش به.