
نظم مخبر الدراسات الاتصالية والإعلامية وتحليل الخطاب (ECIAD5) بكلية العلوم الاجتماعية “جامعة عبد الحميد بن باديس” بمستغانم، ملتقى وطنيا حول “الاتصال الإستراتيجي في المنظمات الحديثة بين تحقيق الأهداف ومواجهة التحديات”، وذلك بمشاركة نخبة من الباحثين والأكاديميين من مختلف جامعات الوطن.
وقد ركز اللقاء العلمي على مناقشة التحولات التي يعرفها الاتصال داخل المؤسسات، خاصة في ظل التحول الرقمي والضغوط المتزايدة على الأداء التنظيمي، وقد جاء تنظيم هذا الملتقى استجابة لحاجة متزايدة إلى مرافقة المؤسسات الجزائرية بمنهجيات اتصالية فعالة، تضمن التكامل بين الرؤية الإستراتيجية وواقع الممارسة الاتصالية.
في كلمته الافتتاحية شدد الأستاذ “العربي بوعمامة” على أن الاتصال لم يعد وظيفة تقنية، بل مكون بنيويا ضمن عمليات التخطيط وصنع القرار، كما اعتبر أن الجامعة مطالبة بمضاعفة جهودها في تطوير أدوات تحليل الخطاب التنظيمي، وتقديم رؤى عملية تستجيب إلى تحديات التسيير في المؤسسات العمومية والخاصة، حيث قدم المتدخل في الجلسة الافتتاحية محاضرة بعنوان “الاتصال التنظيمات الثورة الرقمية، الثابت والمتغير”، تناول فيها أبرز التحولات التي طرأت على أنماط الاتصال المؤسسي خاصة في ظل الثورة الرقمية، مبرزا تأثير تلك التحولات لى التفاعل الداخلي للمؤسسات وصورتها الخارجية، والتأكيد على ضرورة تبني منطق استباقي في إدارة الاتصال المؤسساتي.
كما عرفت الجلسات العلمية نقاشات متعددة عكست تنوع المقاربات النظرية والميداني، حيث تناول الباحثون العلاقة بين جودة الاتصال الداخلي والأداء المهني، كما تطرقت المداخلات إلى إشكالية الرقمنة وتأثير الوسائط الجديدة في تحويل طبيعة الرسائل الاتصالية، وتحديات التحكم في المحتوى في ظل الفضاءات المفتوحة،
كما خصصت بعض المساهمات لتحليل دور الاتصال في تعزيز الصورة المؤسسية وإدارة الأزمات والتنظيم، مع تقدم دراسات ميدانية من واقع مؤسسات جزائرية، وتم التأكيد على أهمية التواصل الداخلي في خلق الانسجام بين مختلف الفاعلين داخل المنظمة وتقوية الانتماء المؤسسي.
هذا، ومن أبرز التوصيات الصادرة عن هذا الملتقى تعزيز دور الاتصال الإستراتيجي ضمن البنية التنظيمية للمؤسسات، وتحويله إلى وظيفة مهيكلة، وإعادة الكفاءات الاتصالية لمواكبة متطلبات البيئة الرقمية، وأساليب التواصل الحديثة، كذلك تم طرح الربط بين البحث الجامعي والممارسة الميدانية من خلال مشاريع تطبيقية موجهة نحو المؤسسات، واقتراح إدراج وحدات تكوينية متخصصة في الاتصال الإستراتيجي ضمن برامج الماستر والدكتوراه.
آفاق ما بعد الملتقى
أكد المنظمون أن هذا الملتقى يندرج في إطار جهود مخبر eciad الرامية إلى توسع دائرة النقاش العلمي حول قضايا الاتصال وربطها بالواقع المؤسساتي في الجزائر، خصوصا في ظل تعاظم الحاجة إلى ادوات تواصل فعالة تساعد على تجاوز الإكراهات التنظيمية وتؤسس لثقافة ادارية تقوم على الانفتاح والتفاعل المهني المنظم.
مختار.م