لك سيدتي

المرافقة النفسية بالمؤسسات التربوية ضرورية للأطفال

حتى يتجاوزون ما تتعرض له أمهاتهم المصابات بالسرطان

تواصل يومية “البديل” تناولها لموضوع “النساء مريضات السرطان” في شهرهن الوردي، عبر تسليط الضوء على مسيرتهن النضالية اليومية ضد هذا الداء الذي ينافسهن في المقاومة.

 

وفي هذا الإطار، فقد اختارت يومية “البديل” أن تختتم حملتها بالتركيز على دور المرافقة النفسية للأطفال، حتى لا يؤثر التغيير النفسي والجسدي لأمهاتهم على نفسيتهم ومستواهم الدراسي، هذا الأخير الذي أصبح يشهد تراجعا مثيرا يحتاج إلى تكفل حقيقي من طرف الجهات المعنية أهمها الصحة، التربية والعائلة، وفيما يلي نماذج قصصية عن تلك البراءة:

 

“عبد القادر” يعيد السنة الثالثة ابتدائي بعدما كان من الأوائل

تحكي والدته “نعيمة” بكل أسى ومرارة عن الصدمة التي تلقتها في نهاية الموسم الدراسي الماضي، وهي تقرأ النتيجة النهائية لابنها “عبد القادر”، “يعيد السنة”، حيث لم تتقبل المعدل ودخلت في حالة اكتئاب، لأنها اعتبرت نفسها المسؤولة المباشرة عن وضعية ابنها الدراسية، كونه كان يحصل على نتائج جيدة في السنتين السابقتين، لما كانت في بداية إصابتها بداء السرطان، لتتراجع صحتها منذ عام لأن التأثير على الحنجرة قوي، خاصة بعد خضوعها لجلسات الكيماوي، ولم يجد “عبد القادر” من يدعمه دراسيا، لأن أخته التي تكبره بسنوات كانت تركز على دراستها ومساعدة والدتها في أشغال البيت، وهي المسؤولية الكبرى والتي مازالت “ناريمان” تتحملها رغم قلة جهدها.

وفي هذا الصدد، فقد أبدت “نعيمة” تأسفها بعدما لم يتم التكفل النفسي بابنها في المدرسة التي يزاول بها تعليمه، في الوقت الذي تأثر نفسيا وأصبح يعاني من مشاكل نفسية لاسيما عند رؤيته لأمه وهي تتألم.

 

“إلهام” تركت الثانوية لهذا السبب

رفضت “إلهام” مواصلة الدراسة بشكل نظامي في الثانوية، لأن والدتها أولى بالرعاية والاهتمام، لأن تعافيها من مرض السرطان يبدو ضعيفا.

ورغم أن والدتها أصرت على إقناع ابنتها بالدراسة، إلا أن “إلهام” قررت التوقف عن الدراسة مباشرة بعدما أصبحت تتعرض التنمر من طرف زملائها، بعدما علموا بمرض والدتها، وأحاديثهم التي لا تخلو من التخويف من إصابتهم بمرض السرطان والترويج بأنه مرض معد، ما جعلهم يتحاشون الاقتراب منها، بينما الأساتذة لم يهتموا واعتبروا المسألة عادية ولا تستحق التركيز معها، لأن “إلهام” هي المعنية وتعلم أن داء السرطان ليس مرضا معديا.

وفي سياق الضغوط التي أصبحت تتعرض لها “إلهام”، لم تجد بدا من التوقف النهائي عن الدراسة والاهتمام بوالدتها التي تخضع للعلاج ولا تجد من يساعدها في شؤون البيت، خاصة عند خضوعها لجلسات التشافي الكيميائي ومجيء الضيوف لعيادتها. بينما مازالت والدتها تدعوها لمواصلة دراستها عبر المراسلة ضمانا لمستقبلها التعليمي الذي أصبح مهددا، في حين تصر “إلهام” مرافقة والدتها حتى ترتاح، وبعد تعافيها تختار سواء مواصلة تعليمها أو الالتحاق بالتكوين المهني.

 

“أسامة” تخلى عن والدته والتحق بوالده لعدم تقبله المرض

مازالت “فاطمة” تعاني آلام الفراغ الذي خلفه رحيل ابنها “أسامة” نحو والده، بعدما عرف بإصابتها بداء السرطان.

تحكي “فاطمة” قصتها بكل ألم، وهي تستعيد تلك الجلسة التي جمعتها بابنها “أسامة”، وهي تحاول إقناعه بالبقاء معها ببيت جده، ليؤنس وحدتها وهي تصارع المرض بعد استئصال ثدييها، “أسامة” صدم بخبر داء والدته، لأنها اكتشفت مرضها في المرحلة الأخيرة، وأصبحت تلازم الفراش نظرا بعدم قدرتها على الحركة،رفض البقاء بدار جده والتحق ببيت والده، هذا ما شكل صدمة بالنسبة للوالدة المريضة التي تخلى عنها زوجها وطلقها فور اكتشاف مرضها وتعرضها لعملية الاستئصال، بحاجة أنه مازال في قوته الصحية والبدنية ويحتاج إلى زوجة تلبيطلباته، وقد أعاد الزواج مباشرة بعد تطليقها.

وتضيف”فاطمة” أن أهم مشكل هو ترك ابنها لمقاعد الدراسة في مرحلة المتوسط، وهو ما يعني أن الشارع مصيره ولا مفر من تبني عصابات الإجرام له.

 

لا مفر من المرافقة النفسية بالمؤسسات التربوية 

من خلال ما تقدم من المعطيات التي تم التوصل إليها في للتغطية، التي شملت مختلف زوايا هذا المرض الذي تعانيه المرأة المصابة بداء السرطان، خلصت يومية “البديل” إلى أنه من الضروري التكفل النفسي بالتلاميذ الذين يعاني أحد والديهم خاصة الأم بداء السرطان من أجل تشجيعهم على تقبل المرض، والتعايش مع الوضعية الجسدية والنفسية لأوليائهم من أجل متابعة حياتهم اليومية بشكل طبيعي، ومنحهم الدعم النفسي لمواجهة تحديات الحياة لأنهم يمثلون أمل أوليائهم.

ميمي قلان 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى