
استخدم جيش الاحتلال الإسرائيلي الرصاص المعدني المغلف بالمطاط، خلال مواجهات مع الجيش الإسرائيلي بالضفة الغربية المحتلة لتفريق مسيرة منددة بالاستيطان في بلدة بيتا جنوبي نابلس ما أدى إلى سقوط إصابات.
وصرحت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، إن طواقمها تعاملت مع 4 مصابين بالرصاص المعدني في بلدة بيتا.
إصابات بالرصاص المعدني
كما اندلعت مواجهات مماثلة في بلدة بيت دَجن شرقي نابلس، وفي قرية قريوت جنوبي نابلس، شمال الضفة.
وفي بلدة كفر قدّوم شرقي قلقيلية، أفاد منسق لجان المقاومة الشعبية مراد شتيوي، في بيان صحافي، أن 11 شابًا أصيبوا بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط وعشرات بالاختناق خلال قمع الجيش الإسرائيلي لمسيرة كفر قدوم الأسبوعية المناهضة للاستيطان.
أما في جنوبي الضفة، قال منسق لجان الحماية والصمود في جنوب الخليل فؤاد العمور للوكالة الرسمية الفلسطينية، إن الجيش الإسرائيلي قمع فعالية شعبية أقيمت في منطقة “العين البيضا”، و”الجوايا” بمسافر يطا، حيث تقوم إسرائيل بشق شارع استيطاني في أراضي الفلسطينيين، وأضاف أن العشرات أصيبوا بالاختناق بالغاز المسيل للدموع، في الفعالية التي حملت عنوان “لا لنكبة جديدة بمسافر يطا”.
وتشهد مناطق متفرقة من الضفة الغربية فعاليات أسبوعية رافضة للاستيطان على خطوط التماس مع الجيش الإسرائيلي، الذي يقوم بتفريقها وملاحقة المتظاهرين داخل قراهم وبلداتهم، واستشهد 3 شبان فلسطينيين بعدما أمطرت قوات الاحتلال سيارة كانوا يستقلونها بالرصاص خلال اقتحامها لمدينة جنين.
وقصرح تلفزيون فلسطين الرسمي، إن الجيش الإسرائيلي نفّذ عملية اغتيال في مدينة جنين، أسفرت عن استشهاد براء لحلوح، وليث أبو سرور، ويوسف صلاح.
إسرائيل تعتدي على العمال الفلسطينيين
استشهد عامل فلسطيني يوم أمس، برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، قرب جدار الفصل العنصري جنوبي قلقيلية شمالي الضفة العربية المحتلة، وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية، بأن العامل أحمد تيسير غانم، من سكان نابلس، استشهد برصاص الاحتلال أثناء محاولته الدخول عبر بوابة “جلجولية”.
ونقلت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية عن الارتباط الفلسطيني قوله، إن قوات الاحتلال لا تزال تحتجز جثمان غانم البالغ من العمر 53 عامًا، من سكان قرية صرة، في مستشفى مئير في كفار سابا داخل الخط الأخضر.
وجاءت الحادثة، بعد يومين من عملية اغتيال ثلاثة شبان فلسطينيين في مدينة جنين شمالي الضفة الغربية المحتلة، إضافة إلى حملة تصعيد إسرائيلية شملت اعتقالات بين الفلسطينيين واقتحامات متواصلة للمسجد الأقصى.
وذكر مدير نادي الأسير الفلسطيني في جنين منتصر سمور لـ”وفا”، أن قوات الاحتلال اقتحمت برطعة وداهمت عمارة سكنية، وفتشتها، واعتقلت 13 عاملًا، واقتادتهم إلى التحقيق، ويتعرض العمال الفلسطينيون لشتي أنواع التضييق على يد الاحتلال، أبرزها الملاحقة، والاعتقال بحجة عدم حيازة تراخيص لدخول أراضي الخط الأخضر.
اقتحام المسجد الأقصى
ووسط حراسة مشددة من قوات الاحتلال الإسرائيلي، اقتحم مستوطنون، باحات المسجد الأقصى المبارك على شكل مجموعات متتالية من جهة باب المغاربة، وقاموا بأداء طقوس تلمودية وجولات استفزازية.
وتأتي اقتحامات المستوطنين المتكررة ضمن محاولات الاحتلال، لفرض مخططات التقسيم الزماني والمكاني في المسجد الأقصى، وتشهد فترة الاقتحامات إخلاء قوات الاحتلال المنطقة الشرقية من المسجد من المصلين والمرابطين، وذلك لتسهيل اقتحام المستوطنين.
وتجري الاقتحامات عادة على دفعتين، الأولى في الفترة الصباحية والثانية بعد صلاة الظهر، بتسهيلات ومرافقة من قوات الاحتلال.
الاحتلال يستهدف الصيادين شمالي قطاع غزة
وفي قطاع غزة، أطلقت بحرية الاحتلال الإسرائيلي، نيران رشاشاتها الثقيلة صوب مراكب الصيادين في بحر شمالي قطاع غزة.
وأفادت المصادر، بأن جنود البحرية الإسرائيلية المتمركزين في عرض بحر محافظة شمالي القطاع فتحوا وبشكل عنيف نيران رشاشاتهم الثقيلة تجاه مراكب الصيادين العاملة في عرض بحر منطقتي الواحة والسودانية، وأجبروا الصيادين عنوة على الانسحاب من البحر.
وفي تصعيد جديد في قطاع غزة، شنت طائرات الاحتلال الإسرائيلي، سلسلة غارات جوية على عدد من المواقع مناطق مختلفة من القطاع، ورأت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” في غزة أن التصعيد الإسرائيلي عدوانًا آخر على الفلسطينيين.
وقالت الحركة على لسان المتحدث باسمها حازم قاسم، إن القصف الإسرائيلي محاولة بائسة وفاشلة لوقف حالة العنفوان الثوري التي تجتاح كل مدن فلسطين.
التصعيد في غزة
وفي هذا الإطار، اعتبر الكاتب الصحافي الفلسطيني وسام عفيفي، أن القصف الإسرائيلي على القطاع يدل على هشاشة التهدئة الممتدة منذ نحو عام، ومدى قدرة الجانب الفلسطيني على احتواء التصعيد.
ورجح عفيفي أن تتجه الأوضاع نحو المواجهة الأوسع، خصوصًا وأن إسرائيل تحاول من خلال تصعيدها الفصل بين الساحات بمعنى ألا ترد المقاومة على ما يجري في الضفة أو المسجد الأقصى.
وأضاف، أن المقاومة الفلسطينية معنية بحالة استنزاف الاحتلال في أكثر من ساحة، وتجنب أي مواجهة عسكرية كاملة بالآلية والطريقة نفسها التي كانت في معركة “سيف القدس” قبل نحو عام.
و”سيف القدس” اسم أطلقته فصائل المقاومة الفلسطينية على عدوان عسكري شنته إسرائيل ضد غزة استمر 11 يومًا، بين 10 و21 ماي 2021، وأسفر عن استشهاد وجرح آلاف الفلسطينيين.
وشدد عفيفي على وجوب أن يحرص الفلسطينيون على الخروج بأقل الخسائر في ظل الوضع السياسي الإقليمي، خصوصًا وأن الفلسطينيين غالبًا ما كانوا يدفعون ثمن الكثير من المشاريع في المنطقة على حساب القضية الفلسطينية، في ظل غياب أي مشروع سياسي للسلطة الفلسطينية وغياب المظلة العربية التي اتجهت نحو التطبيع مع إسرائيلي، واعتماد المقاومة في الصراع على أحد الحلفاء الذي هو بدوره يخوض صراعًا مع أطراف عربية أخرى.