
دعا الحراك الشبابي الشعبي في القدس المحتلة، إلى اعتبار يوم أمس، “يوم العلَم الفلسطيني”، وإلى رفع علم فلسطين على كل بيت وساحة وشارع في المدينة المقدسة وصولًا إلى ساحة باب العامود، لمواجهة ما تسمى “مسيرة الأعلام الإسرائيلية”.
وصرح الحراك في بيان صحافي تناقلته وسائل إعلام فلسطينية، بعد أن اختزل هذا المحتل الجبان المهزوز سيادته المزعومة في ساحة باب العامود، وفي علم فلسطين الذي جعله ذريعة عدوانه على الجنائز، وبعد أن كان العلم المرفوع على قبة الصخرة بالمسجد الأقصى في رمضان عنوان غيظه، فإننا ندعو أهلنا وأبناء مدينتنا في القدس إلى اعتبار من يوم أمس، يوم العلم الفلسطيني.
ودعا الحراك، إلى رفع العلم الفلسطيني بكل شكل ممكن في سماء المدينة، وعلى كل بيت وشارع ومنشأة؛ وإلى الوصول بالعلم إلى ساحة باب العامود لكل قادر على الوصول إليها، في مواجهة مسيرة الأعلام التي يسعى الاحتلال إلى فرضها وتمريرها عبر باب العامود.
وأهاب الحراك بالفلسطينيين، إلى شد الرحال إلى المسجد الأقصى منذ فجر الأحد، للوقوف صفًا واحدًا في وجه اقتحامات الاحتلال.
وينظّم المستوطنون “مسيرة الأعلام” بالقدس المحتلة سنويًا في يوم الأحد 29 ماي الجاري، وهو ذكرى ضم إسرائيل للجزء الشرقي من المدينة، بعد احتلاله في حرب جوان 1967.
وتحمل المسيرة هذا الاسم، نظرًا إلى العدد الكبير من الأعلام الإسرائيلية التي يحملها المشاركون فيها، وستمر المسيرة من باب العامود، أحد أبواب البلدة القديمة، وتمر في أزقة البلدة ويتخللها التلويح بأعلام إسرائيلية وترديد شعارات بينها “الموت للعرب”.
وكانت شرطة الاحتلال قد أعلنت أنها قررت نشر الآلاف من عناصرها في القدس، لتأمين المسيرة، فيما هددت الفصائل الفلسطينية إسرائيل من ارتكاب أية حماقة بالسماح باقتحام المسجد الأقصى عبر السماح بتنظيم مسيرة الأعلام الإرهابية.
إضراب في بيت لحم
في غضون ذلك، عمّ الإضراب الشامل، أول أمس، مدينة بيت لحم جنوبي الضفة الغربية المحتلة؛ حدادًا على روح الشهيد الطفل زيد محمد غنيم 14 عامًا، الذي ارتقى برصاص قوات الاحتلال خلال مواجهات في بلدة الخضر مساء أمس الجمعة.
وأعلنت لجنة التنسيق الفصائلي في بيت لحم، الإضراب الشامل في مناحي الحياة كافة حتى الساعة الواحدة ظهرًا باستثناء القطاع الصحي.
ومن المقرر أن تنطلق جنازة عسكرية للشهيد الطفل في تمام الساعة 11 صباحًا من أمام مشفى بيت جالا الحكومي وصولًا إلى مسقط رأسه في بلدة الخضر، لأداء صلاة الجنازة بعد الظهر قبل مواراته الثرى في مقبرة شهداء الخضر.
وفي سياق متصل، أعلنت قوات الاحتلال الإسرائيلي عن اعتقال خمسة فلسطينيين خلال مداهمات في الضفة، فجر اليوم السبت.
غزة تتضامن مع الأقصى: إليكم ما نعرفه عن “مسيرة الأعلام” الإسرائيلية
ندّد فلسطينيون في قطاع غزة، بمسيرة الأعلام الإسرائيلية، المُقرر أن ينظّمها، مستوطنون، بمدينة القدس المحتلّة، مساء الأحد.
جاء ذلك خلال عدد من الوقفات الاحتجاجية، التي نظّمتها فصائل فلسطينية، ومؤسسات حقوقية، في مناطق مختلفة من القطاع.
ورفع المشاركون في هذه الوقفات، الأعلام الفلسطينية، إلى جانب لافتات كُتب على بعضها “مقدّساتنا الإسلامية والمسيحية خط أحمر”، و”الأقصى وما فيه مقدّسات إسلامية خالصة”.
كما عبّر المُشاركون، عن غضبهم إزاء، اقتحام مئات المستوطنين، صباح الأحد، للمسجد الأقصى، ورفع بعضهم للعلم الإسرائيلي هناك.
وفي وقت سابق الأحد، قالت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس إن 1044 مستوطنًا اقتحموا باحات الأقصى، خلال فترة الاقتحامات الصباحية التي امتدت لنحو 4 ساعات.
وكانت مجموعات إسرائيلية دعت لتنفيذ اقتحامات واسعة للمسجد الأقصى بمناسبة ذكرى احتلال القدس الشرقية، وفق التقويم العبري.
ويقتحم المستوطنون المسجد، منذ عام 2003، تحت حراسة الشرطة، طوال أيام الأسبوع، عدا الجمعة والسبت.
ويأتي هذا الاقتحام، قبل ساعات من تنظيم المستوطنين، مساء، لمسيرة “الأعلام”، السنوية، احتفالًا باحتلال الشق الشرقي من القدس، والتي من المقرر أن تمر من باب العامود والبلدة القديمة، وتنتهي بحائط البراق، الملاصق للمسجد الأقصى.
حركة حماس
في غضون ذلك، نظّمت حركة “حماس”، وقفة احتجاجية، أمام منزل رئيس الحركة، إسماعيل هنية، غربي مدينة غزة.
وحذّر إياد الدجني، رئيس الهيئة الإدارية لمنطقة غرب مدينة غزة، في “حماس”، من تداعيات المساس بالمسجد الأقصى، وقال في كلمته الأقصى والقدس عقيدة المسلمين جميعًا، ونحن خلف قيادة الشعب الفلسطيني، ونحن جاهزون –للرد-.
وأضاف، إن خيار الرد متروك للمقاومة، فهي التي تُقدّر حجمه ووقته، كما أنها قادرة على إيقاع وجع الاحتلال، ودعا إلى استمرار الاحتشاد في المسجد الأقصى، مضيفًا أن هذه الزحوف والجولة، واحدة من الجولات التي تقرّب الفلسطينيين من النصر.
المجلس التشريعي
ورفضًا لاقتحام المستوطنين له، نظّم المجلس التشريعي بمدينة غزة، وقفة، نصرة للمسجد الأقصى.
وأدان أحمد بحر، رئيس المجلس، في كلمته المخطط الصهيوني الخطير الذي يعتزم الاحتلال تمريره عبر مسيرة الأعلام الإسرائيلية، وأضاف المسجد الأقصى حق خالص للمسلمين، لن نفرط به ولن نسمح بأي تلاعب أو تغيير يطاله.
وحذّر إسرائيل من تجاوز الخطوط الحمراء، والمساس بالثوابت الدينية والوطنية وحقوق الشعب في الأقصى والقدس.
ودعا الفلسطينيين في القدس والضفة الغربية وداخل الخط الأخضر، إلى تكثيف تواجدهم على بوابات المسجد الأقصى، لمنع مسيرة الأعلام”، مطالبًا بتصعيد كل أشكال المقاومة والاشتباك مع الاحتلال.
المؤسسات الحقوقية
بدوره، نظّم تجمع المؤسسات الحقوقية –حريّة- وقفة احتجاجية، أمام مقر المنسق الأممي لعملية السلام بالشرق الأوسط “أونسكو”، بمدينة غزة.
وطالب ياسر الديراوي، المحامي في مركز حماية لحقوق الإنسان، المؤسسات الحقوقية الدولية، والمجتمع الدولي، بالضغط على إسرائيل، لوقف انتهاكاتها في الأقصى، وقال في كلمته، على المجتمع الدولي إدانة الانتهاكات التي ينفّذها المستوطنون، والضغط باتجاه محاسبة الاحتلال على جرائمه، كما دعا الدول العربية والإسلامية إلى التحرك الجاد، وتحمّل مسؤولياتها باتجاه المسجد، ووقف اعتداءات المستوطنين المُتكررة.
وفي السياق ذاته، قال شعيب أبو سنينة عضو في مؤسسة القدس الدولية، إن إسرائيل بدأت بالتجهيز للمسيرة، بموجة اعتقالات، للاستفراد بالمسجد الأقصى، واستنكر أبو سنينة الإجراءات الإسرائيلية في القدس قائلًا إنها تتعارض مع القانون الدولي.
ودعا إلى رفع الأعلام الفلسطينية فوق المنازل، وفي كل المناطق المُحتلة، للتأكيد على السيادة الفلسطينية على الأرض.
“مسيرة الأعلام“
وفكرة “مسيرة الأعلام” أطلقها الحاخام اليهودي “تسفي يهودا كوك” وتلامذة المدرسة الدينيّة المتطرفة “مركاز هراب”، والتي تكونت فيها النواة الصلبة للمنظمات الاستيطانية المتطرّفة.
وبدأت المسيرة مع احتلال “إسرائيل” للجزء الشرقي من مدينة القدس، في أعقاب حرب جوان 1967، احتفالًا بما يسمى يوم “توحيد القدس”، والذي يعد “عيدًا وطنيًا” بالنسبة للاحتلال والمستوطنين المتطرفين.