
تجسيدا للبرنامج الثقافي والعلمي للمتحف العمومي الوطني للفن والتاريخ لمدينة تلمسان الخاص بشهر التراث الثقافي لسنة 2025، الموسوم هذه السنة تحت شعار “التراث الثقافي في عصر الذكاء الاصطناعي“، تتواصل عـبر مختلف المتاحف الفنية للولاية والمؤسسات الثقافية بالولاية تحت الوصاية مختلف النشاطات الثقافية والعلمية والتراثية المتنوعة لإحياء شهر التراث.
حيث تشمل محاضرات وندوات علمية، معارض فنية تبرز الموروث الثقافي الجزائري بشقيه المادي واللامادي، ورشات حية وأيام دراسية وتكوينية، مسابقات وسهرات فنية، اتفاقيات، والزيارة للمتاحف والمعارض المقامة بالمناسبة وغـيرها من الفترة الممتدة بين 18 أفريل إلى غاية 18 ماي 2025.
وفي هذا الصدد، وبهـدف تخليد الذاكرة التاريخية وتعزيز الروح الوطنية لدى منتسبي جهاز الجمارك، استقـبل المتحف العمومي الوطني للفن والتاريخ لمدينة تلمسان فوج من الجمارك الجزائرية التابع لمفتشية الجهوية للجمارك بوجليدة تلمسان، حيث طاف خلال هذه الزيارة أفـراد الجمارك بمختلف أقسام المتحف، أين تلقوا الشروح الوافية من طرف إطارات المتحف حول مختلف المقتنيات والمجسمات المعروضة ذات الرمزية التاريخية، بالإضافة إلى الإطلاع على الصور والخرائط التي توثق المراحل التي مرت بها المنطقة.
من جهته، شارك المتحف العمومي الوطني للخط الإسلامي في الندوة العلمية حول “رقمنة المخطوط باستعمال خوارزميات الذكاء الاصطناعي”، والمنظمة في إطار فعاليات شهـر التراث، من طرف المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية “محمد قباطي” بولاية سيدي بلعباس، حيث تمثلت المشاركة في تقديم صور مجسمة بتقنية (هولوجرام) للمجموعات المتحفـية، إلى جانب زيارة افتراضية للمتحف (زيارة بزاوية 360 درجة) مع توفير مطبوعات متنوعة من المجلات والكتيبات ودليل المخطوطات ودليل المتحف.
بالموازاة مع ذلك، حظي كل من المركز التفسيري ذي الطابع المتحفي للباس التقليدي الجزائري، مركز الفنون والمعارض والمتحف العمومي الوطني للآثار الإسلامية في فعاليات افتتاح شهر التراث لسنة 2025، بمديرية الثقافة والفنون بولاية تيزي وزو، أين تمثلت المشاركة في معرض خاص بالمعالم الأثرية الإسلامية لمدينة تلمسان بتقنية ثلاثية الأبعاد، عرض فيديو خاص بتحريك المعالم الإسلامية بتقنية الذكاء الاصطناعي، زيارة افتراضية لمعرض “احكيلي تلمسان” ومعرض “الكسكس الجزائري” بتقنية “الواقع الافتراضي 360°”، إلى جانب عرض مجموعة من إنجازات المركز، ومعرض الفنون التشكيلية الزربية والحلي الجزائري، وعرض l’hologramme خاص بالمجموعة المتحفية الخاصة باللباس للمركز، وعرض زيارة افتراضية للمركز التفسير بما فـيه قصر المشور، وعرض لمطويات دليل المركز، بالإضافة إلى كود QR .
من جهته، عـرف المتحف العمومي الوطني للفـن والتاريخ لمدينة تلمسان مشاركة بمجموعة من المعارض والفضاءات التفاعلية، أبرزها عرض الزيارة الافتراضية للمتحف باستعمال تقنية المسح الثلاثي الأبعاد 3D، وعرض بعض التحف باستعمال التصوير المساحي D3Photogrammétie، واستعمال VRCaque.
باحـثون يستفيدون من خـدمات رقمية
يستفـيد الباحثون على مستوى ملحقة تلمسان من خدمات رقمية جديدة بإشراف المركز الوطني للمخطوطات بأدرار، حيث تتمثل هذه الخدمات في تطبيق خدمـة الخزانة الرقمية والتي كانت من تصميم وابتكار السيد “العرقوب محمد” مسؤول ملحقة تلمسان هذه التقنية، حيث تتيح الإطلاع على رصيد خزانة الملحقة من المخطوطات التي قدمت على شكل هبة وعددها 10 عناوين، سيتم الإطلاع عليها رقميا عبر الولوج مباشر إلى التطبيق المحمل في أحد هواتف فرقة البحث فقط على مستوى الملحقة، إلى ذلك هناك خدمة اللوحة الذكية، حيث تم نقل رصيد المخطوطات على وسيط إلكتروني، إذ ستسمح هذه التطبيقة للباحثين من الإطلاع على مختلف العناوين عبر اللوحة الذكية، ويمكن الاطلاع أيضا على مختلف الكتب المخطوطة تفاعـليا.
هذه العملية ستساعد كثيرا الباحثين في تيسير البحث والإطلاع، خصوصا الذين يعانون من ضعف النظر، مما سيسهل عملية قراءة المخطوط والتعمق في مختلف تفاصيله، وذلك عن طريق استعمال تقنية الزوم، كما استفاد الباحثون أيضا من خدمة رمز الاستجابة السريع عـبر الهاتف الذكي، وبمسح رمز الاستجابة سيوجه المطلع على المخطوط مباشرة إلى رابط التصفح الرقمي والتي تحتوي على الصفحة الرئيسية للمخطوط، وعلى بطاقته التقنية المرفقة أيضا، والتي يمكن الإطلاع من خلالها على كل معلومات المخطوط، بالإضافة إلى تصفح المخطوط كاملا، هذه الخدمات التطبيقية كلها ستساعد المستعمل على الإطلاع على المخطوط الرقمي دون الحاجة إلى الرجوع إلى المخطوط الأصلي، مما يحمي المخطوط من التلف وغير ذلك، كما تـساعد الباحثين على تخفيض جهد البحث، وهذا على فرقة البحث بالملحقة أيضا.
للإشارة، من خلال البرنامج المسطر سيتم تسليط الضوء هذه السنة على الذكاء الاصطناعي، والذي يعد أحد الركائز الأساسية التي تقوم عليها صناعة التكنولوجيا في العصر الحالي، ويهدف إلى تحقيق أنظمة ذكية وفعالة لطريقة الناس من حيث التعلم، كما أن الاعتماد على التكنولوجيا المتطورة ومنها تقنيات الذكاء الاصطناعي في مجال التراث الثقافي لها أهمية في تعزيز روافد تنمية البيئة الثقافية وحفظ وصون الموروث الثقافي أيا كان نقطه وبيئته.
كما يأتي الشعار الذي حملة شهر التراث هذه السنة الموسوم بـ “التراث الثقافي في عصر الذكاء الاصطناعي” ليعكس الوعي المتزايد بأهمية توظيف التقنيات الحديثة، وعلى رأسها الذكاء الاصطناعي، في صيانة وتثمين التراث الثقافي، بما يضمن حماية الموروث الوطني من الاندثار، وإعادة تقـديمه في قوالب عصرية تواكب تحولات العصر وتخاطب الأجيال الجديدة.
أمـيـر. ع