
جدد رئيس الجمهورية، السيد “عبد المجيد تبون”، الخميس الماضي ببشار، التزامه بتحسين معيشة المواطنين عبر كل ربوع البلاد من خلال مختلف المشاريع التي تم إنجازها أو تلك التي سيتم إطلاقها.
وفي لقائه مع المجتمع المدني لولاية بشار التي حل بها في زيارة عمل وتفقد، قال رئيس الجمهورية:” أنا أدعم كل ما يسهل معيشة المواطنين، حيث أنجزنا ونواصل في إنجاز مختلف المشاريع التي تخص الحياة اليومية للمواطن في كل ربوع بلادنا، لكن حسب الأولويات التي وجب علينا ترتيبها”، مُضيفا في السياق ذاته “نتصرف حسب احتياجاتنا، دون أن نلجأ إلى المديونية الخارجية” التي تكمم الأفواه عندما يتعلق الأمر “بالدفاع عن القضايا العادلة في العالم، على غرار القضيتين الفلسطينية والصحراوية”.
وفي سياق متصل، شدد رئيس الجمهورية “ممنوع علينا رهن السيادة الوطنية“، ولكن “الجزائر اليوم محسودة”. وعليه، أكد بكل ثقة وحزم وحسم “الجزائريون وجب عليهم الدفاع عن وطنهم الذي يشرفهم بالدور الجبار الذي يقوم به في المحافل والمنابر الدولية”، مُعربا في ذات الصدد عن أمله في أن تحقق الجزائر “مزيدا من الأمن والاستقرار والتقدم والرفاهية”.
تدشين مقطع خط السكة الحديدية بشار-العبادلة
وخلال هذه الزيارة إلى ولاية بشار، أشرف السيد “عبد المجيد تبون”، على تدشين مقطع خط السكة الحديدية بشار- العبادلة على مسافة 100 كلم، وذلك خلال زيارة العمل والتفقد التي يقوم بها إلى ولاية بشار، وخلال متابعته عرضا حول مشروع إنجاز خط السكة الحديدية المنجمي الذي يربط بشار بمنجم غارا جبيلات للحديد على مسافة 950 كلم، توجه رئيس الجمهورية بتحياته الخالصة إلى كل العمال والإطارات الذين ساهموا في هذا الإنجاز، الذي يسمح باستغلال هذا المنجم الكبير “وما يتبعه من نشاط اقتصادي“. مُعتبرا بأن إنجاز هذا المشروع هو “حلم تحقق”، ومؤكدا بالقول: “لدينا طاقات وطنية لإنجاز مثل هذه المشاريع الاستراتيجية”.
وعليه، وبعد أن أوضح رئيس الجمهورية في السياق ذاته، أن العمل جاري لتمكين الجزائر من الالتحاق بركب الدول الناشئة، مُعربا عن أمله في “مواصلة العمل على هذا المنوال لتوسيع خط السكة الحديدية إلى ولاية أدرار ومن المنيعة إلى تمنراست”، ومُضيفا أيضا “يكون جيلنا قد أدى واجبه بعد أن قام جيل الثورة التحريرية المجيدة بواجب تحرير البلاد، فتحيا الجزائر وهنيئا لها”.
وحسب مسؤولي الوكالة الوطنية للدراسات ومتابعة إنجاز الاستثمارات في السكك الحديدية وهي صاحبة المشروع، فإن محطة العبادلة لهذا المشروع تعد تحفة معمارية حديثة تتربع على مساحة قدرها 1.783 متر مربع مبنية، مكونة من طابق يشمل العديد من الفضاءات التجارية والإدارية. ويندرج تجسيد هذا المقطع الممتد على مسافة 100 كلم، في إطار مشروع الخط المنجمي الغربي للسكك الحديدية وهران- بشار – تندوف -غارا جبيلات، حسب مسؤولي هذه الوكالة.
وقد تميزت أشغال المشروع بإنجاز 1.4 مليون متر مكعب من الحفر و8 مليون متر مكعب من الردم، إضافة إلى وضع ما مجموعه 14.653 طن من قضبان السكة و 102.031 عارضة، حسب البطاقة التقنية للمشروع. كما تم إنجاز عدة منشآت للمشروع من بينها 181 وحدة عبور على مسار 8.900 متر طولي و 58 قناة جاهزة لصرف المياه و12 قناة مصبوبة في الموقع و494 هيكل أشغال، إضافة إلى إنجاز 05 جسور و12 نفقا سفليا و03 هياكل قاعدية.
وقد أنجزت هذه الأشغال تحت إشراف الوكالة الوطنية للدراسات ومتابعة إنجاز الاستثمارات في السكك الحديدية وجسدتها شركات عمومية، على غرار مجمع السكك الحديدية بشار ـ حماقير، الذي يضم كل من شركة “كوسيدار” والمؤسسة العمومية للأشغال العمومية -الجزائر، وشركة الدراسات وإنجاز الأعمال الفنية للشرق والمؤسسة الوطنية للهياكل الرئيسية والشركة الوطنية للبنية التحتية للسكك الحديدية.
وضع حجر الأساس لمشروع مركب إنتاج “مركز وكريات الحديد” بمنطقة “توميات”
كما أشرف رئيس الجمهورية، السيد “عبد المجيد تبون” أيضا خلال هذه الزيارة، على وضع حجر الأساس لمشروع مركب إنتاج “مركز وكريات الحديد” الواقع بمنطقة “توميات” ببشارـ في إطار مشروع استغلال منجم الحديد غارا جبيلات.
وكان رئيس الجمهورية قد شرع في وقت سابق في زيارة عمل وتفقد إلى ولاية بشار يشرف خلالها على تدشين ومعاينة عدد من المشاريع التنموية، تخص عدة قطاعات.
وضع حيز الخدمة محطة ضخ المياه “القطراني 2” ومحطة تصفية المياه المستعملة
وفي السياق ذاته، أشرف رئيس الجمهورية، على وضع حيز الخدمة محطة ضخ المياه “القطراني 2” ومحطة تصفية المياه المستعملة ببشار، وذلك خلال زيارة العمل والتفقد التي يقوم بها إلى هذه الولاية، حيث استمع إلى عرضين تناولا مراحل إنجاز المحطتين، حيث تعد محطة تصفية المياه المستعملة ببشار من أكبر المحطات بالمنطقة وتتربع على مساحة تقدر بـ14 هكتارا وتعالج 55 ألف متر مكعب يوميا، وهي مزودة بنظام المعالجة الثلاثية وبتكنولوجية حديثة وفق معايير دولية. وقد تم تزويد المحطة بمخبر للتحاليل الفيزيائية ويتم توجيه المياه المصفاة إلى المنطقة الصناعية “توميات” على بعد 30 كلم.
أما محطة ضخ المياه “القطراني 2″، فتعد من أكبر المشاريع المسطرة ضمن برنامج رئيس الجمهورية الموجه لتعزيز الأمن المائي بالولاية. ويزود مشروع تحويل المياه الجوفية من حقل مياه القطراني، كلا من مدن بشار، العبادلة والقنادسة بالمياه الصالحة للشرب. ويتضمن هذا المشروع 26 بئرا بعمق 550 مترا لكل بئر، كما يضم 3 محطات ضخ كبرى بسعة 926 لترا في الثانية وخزانا مائيا بسعة 20 ألف متر مكعب. ويعمل هذا المشروع بنظام تشغيل آلي متطور وبتقنيات التحكم عن بعد بتكنولوجيا الألياف البصرية، ما يضمن الدقة العالية في توزيع المياه. للإشارة، فإن المشروعين تم إنجازهما بسواعد وكفاءات وطنية.
استقبال شعبي حار من قبل مواطني وأعيان ولاية بشار
للإشارة، خص رئيس الجمهورية، السيد “عبد المجيد تبون”، خلال زيارة العمل والتفقد التي يقوم بها إلى بشار، باستقبال شعبي حار من قبل مواطنات ومواطني وأعيان الولاية. وقد صنع مواطنون صورا عفوية وصادقة جمعتهم مع السيد الرئيس، أكدت تلاحم أبناء المنطقة مع مشروع بناء الدولة القوية والمنتصرة. وقد حيا رئيس الجمهورية حشود المواطنين، مجددا عهد الثقة مع الشعب ومؤكدا أن الجنوب ليس عمق الجزائر الجغرافي فحسب، بل يعد قلبها النابض.
للتذكير، رافق رئيس الجمهورية، في هذه الزيارة الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول “السعيد شنقريحة”، وعدد من أعضاء الحكومة. وكان في استقبال رئيس الجمهورية لدى وصوله إلى ولاية بشار وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية، السيد “ابراهيم مراد”، رفقة السلطات المحلية المدنية والعسكرية.
محمد الأمين