الجهوي‎محطات

“حركة حماس” في قراءة كتاب “حركة المقاومة الإسلامية”

في أمسية فكرية رمضانية بجمعية "المعالي للعلوم والتربية" بسبدو

في إطار برنامجها الرمضاني المعتاد، نظّمت جمعية المعالي للعلوم والتربية بسبدو، بمناسبة ذكرى “عيد النصر” المجيدة، أمسية فكرية رمضانية أطرها الدكتور “أحمد بن شريف”، استعرض من خلالها مختلف الجوانب في كتاب “حركة المقاومة الإسلامية حماس، دراسات في الفكر والتجربة”، وهو المؤلف الماتع الصادر عن مركز الزيتونة للدراسات والإستشارات، والذي يعد أحد أفضل وأشمل المراجع العلمية المتخصصة التي صدرت حول حركة حماس.

وافتتح المسامرة رئيس جمعية المعالي، “حسين بلبشير”، الذي تم تجديد الثقة فيه خلال الجمعية العامة الأخيرة، مرحبا بضيوف الجمعية ومؤكّدا على أهمية تقديم الكتب الصادرة حديثا، خصوصا حين تتناول مواضيع تهم الرأي العام وتشكل مبحثا يهم النخب الفكرية والسياسية معا، وقد سبح الدكتور “أحمد بن شريف” بالحضور في ضرورة الجهاد بالفكر، الذي يعد بمرتبة الجهاد بالسلاح أو أكثر، بخلاف الكتابات الغربية التى تحارب الإسلام والمسلمين. وبيّن الدكتور، أن حركة “حماس”، حركة مقاومة إسلامية مشروعة، كمثيلتها في الثورة الجزائرية، التي كانت بحق جهادا ضد الإستعمار، بدءا من مقاومة “الأمير عبد القادر” إلى “الشيخ البشير الابراهيمي”، الذي كان يعي جيدا معنى المقاومة، وهو الذي سلم مكتبته النفيسة وثمنها للقضية الفلسطنية العادلة. ويرى الأستاذ أن اعتماد المقاربة التاريخية النقدية لدراسة الجهاد والجماعات الجهادية الإسلامية، مكنه من استخراج ثلاث أجيال جهادية، حيث يتمثل الجيل الأول في جيل النهضة وجيل المفكرين والمصلحين، الذي ظهر بعد الموجات الاستعمار الغربي للدول العربية الإسلامية، والذي جاء بمفهوم جهاد العقل والفكر والتنوير والتحفيز، لتطوير المجتمعات في محاولة لمحاكاة المجتمعات الغربية. وأبرز المحاضر أهم ما جاء في الكتاب، سواء الجانب النظري الذي كتبه أكادميين مختصين أو الجانب التطبيقي، الذي كتب بأقلام قيادات “حماس”، من أمثال القائد “اسماعيل هنية وخالد مشعل والدكتور موسى أبو مرزوق”، وهي الكتابات التي قال عنها المحاضر أنها وثيقة تاريخية جديرة بالقراءة والاهتمام. كما بيّن المحاضر بأن الكتاب غني بوثائق تاريخية تتعلق بتجربة حماس النضالية، في مقاومة المحتل. لينتهي المجلس بمناقشة مستفيضة من طرف الحضور، واختتم اللقاء بالدعاء لسكان غزة من طرف الدكتور “محمد لاتي”، ونشير بأن الجلسة الليلية افتتحت من قبل المقرء الشاب “بلعبيد محمد”، بسور من القرآن الكريم تفاعل معها الحضور لما يملكه القارئ من مهارة في التجويد والترتيل.

هذا، وتبقى جمعية “المعالي” تحرص على إنجاح مشروعها الواعد، “قراءة في كتاب” الذي يشرف عليه الدكتور “عمر بلعباسي”.

  ع. جرفاوي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى