
كشفت حصيلة نشاط وحدات الكشف الطبي المدرسي، عن 44 حالة جديدة لقصر القامة وسط التلاميذ خلال السنة المنصرمة ليرتفع إجمالي الحالات المصرح بها بوهران لقصر القامة إلى 101 حالة، لأطفال أقل من 10 سنوات، وسط إشكال غياب الهرمون الذي يساعد في نمو البنية الجسدية لهذه الفئة .
يأتي ذلك في ظل وقف العلاجات السابقة، بسبب المضاعفات الصحية التي سجلت للأطفال الذين يشكون نقص القامة. وبحسب مصلحة الوقاية بمديرية الصحة والسكان لوهران، فإن 57 حالة مصرح بها رسميا لأطفال قصر القامة، الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و12 سنة، الذين تم التكفل بهم مع أخذ عينات الطول والوزن سنويا، وتتبع مراحل نموهم. ويعد هرمون النمو من أكثر الهرمونات تداولا في حديث العامة من الناس من قصيري القامة، الذين يتطلعون لإضافة بضعة سنتيمترات إلى أطوالهم، وضعاف الجسم والبنية والتكوين، الذين يرغبون في “العملقة” والعضلات المفتولة، حيث ارتبطت معظم تلك الحالات بنقص في إفراز هذا الهرمون، مما جعلهم يسعون وراء اقتنائه.
ويقتصر العلاج لقاصر القامة، بحسب المصالح، إلى تكثيف ممارسة رياضة السلة، والتغذية السلمية، لتفادي المضاعفات الصحية للهرمون، حيث أشار الدكتور “يوسف بوخاري”، رئيس مصلحة الوقاية بمديرية الصحة والسكان لوهران، أن هرمون النمو ما زال محاطا بهالة من الغموض، ويتداوله العلماء والأطباء بالكثير من الحذر، بسبب مضاعفاته الجانبية الخطيرة سواء على الأطفال قصيري القامة أو على البالغين، التي تتمثل في اختلال الشكل العظمي للانسان وتضخم الأطراف.
من جهته، رئيس مصلحة طب الأطفال والمختص في أمراض السكري وقصر القامة، والغدد بالمؤسسة الاستشفائية لتلمسان البروفيسور “بن ددوش”، أشار أن هرمون النمو هو أحد هرمونات الغدة النخامية “الصنوبرية” الموجودة في المخ، وهو الهرمون المسؤول عن نمو الإنسان بعد الولادة، ويساعد في بناء جسم الإنسان، وذلك بنمو العظام والأنسجة عن طريق زيادة تكوين البروتينات، كما أنه يعمل على تكسير الدهون وتكوين الأجسام الكيتونية، وله تأثير مضاد للأنسولين، مما يؤدي إلى زيادة مستوى الجلوكوز في الدم، ويرفع مستوى بعض الأملاح في الدم، مثل أملاح الصوديوم والبوتاسيوم والماغنيسيوم، وهي ظاهرة تقلق كثيراً من الأمهات والآباء في وقتنا الحالي، بسبب نقص هرمون النمو، وهي حالة تحدث بنسبة عالمية تتراوح بين 1 لكل 4000، و1 لكل 10000 طفل. كما أشار المختص في أمراض السكري والغدد وقصر القامة، في أن عدد التحاليل التي يقوم بها المركز الجهوي بتلمسان، معتبرة كونه المخبر الوحيد مجانا بالجهة الغربية للوطن، من حيث عدد التحاليل و الحالات التي قوم بها لمختلف الحالات، منوها أن نقصا كبيرا في الهرمون في الجزائر، كون مخبر واحد فقط يقوم باستيراده، فيما يعدو العديد منهم لاستيراده . منوها أن المرضى يخضعون لحقنة يوميا لفترة معينة، للوصول إلى القامة العادية، مضيفا أن فترة التشخيص تبدأ من عمر 3 سنوات، حيث شرعت المصلحة بالتنسيق مع وحدات الكشف الطبي المدرسي بمعاينة كافة المؤسسات التربوية لاكتشاف الحالات، ومتابعتها لتشخيص المرض مبكرا لأخذ عينات للأطفال. وفي سياق ذي صلة، أكد المتحدث أن أسباب المرض جينية، وتحدث نتيجة تعطل في وظيفة بعض الكروموسومات المسؤولة عن تحفيز هرمون النمو، كما لها علاقة بأمراض أخرى مثل متلازمة تيرنر أو أمراض الكلى المزمنة أو الفشل الكلوي المزمن، أسباب لها علاقة بطريقة الولادة وأخرى تتعلق بفترة الحمل مثل تعاطي الكحول، التدخين، ارتفاع شديد غير منتظم في ضغط الدم، هبوط في الغدة الدرقية، أو نقص الأوكسجين عند الطفل أثناء الولادة.
ويقود النقص الحاد في هرمون النمو إلى قصر القامة، ويمكن أن يصيب الطفل بالتقزم، حيث يتوقف النمو العضوي للجسم عند حد معين، على الرغم من النمو العقلي والإدراكي. وفى الأغلب ينشأ النقص من خلل في الغدة النخامية المسؤولة عن إفرازه حيث يولد الطفل بشكل طبيعي، ويكون طوله في وقت الولادة مساويًا لأقرانه، وتظهر علامات نقصان الهرمون في عمر الثانية أو الثالثة.
منصور.ج