إستطاع الباحث والمفكر الجزائري محمد شوقي الزين أن يجمع المنهج المعرفي والفلسفي والثقافي عبر مختلف كتاباته المتنوعة التي قدم فيها طاقما ثقافيا فكريا فلسفيا قدمه في طابق أدبي مميز حين إستضافه الروائي عبد الوهاب بن منصور بمقر المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية محمد ديب بتلمسان ضمن لقاء الفكر الشهري الذي يعد من بين اللقاءات المميزة التي تستضيف فيها مكتبة ديب محمد كبار المثقفين والأدباء وصانعي الثقافة وأكد الأستاذ الفيلسوف محمد شوقي الزين الذي تحدث مطولا عن مشروعه النقدي للعقل الثقافي أن الثقافة لا تزال بحاجة إلى مراجعة وإعادة قراءة وتأويل وهي من بين الوسائل التي تساعد على الدفع بالثقافة نحو مجالات جديدة من التمعن والاشتغال والوعي الذي نحن في حاجة ماسة إليه لفهم واقعنا ومعالجة هموم الإنسان العربي في حياته المعاصرة معتبرا أن مؤلفه نقد العقل الثقافي هو معاصرة لأشكال الحياة والكينونات وممارسات الثقافة التي تعتبر فلسفة واقعية يرجعها المفكر الجزائري إلى ثلاث علاقتها بالذات في نموذج كاسيريل حين يقول الطبيعة البشرية هي نص صعب وأن نشاط الفلسفة هي تكبير هذه الحروف الموجودة في ذات الإنسان وعلاقتها بالأخر وهنا يقدم نموذج هيق وعاد الزين ليتحدث عن كتابه الأخير الثقاف في الأزمنة العجاف في مقاربة فلسفية لسؤال الثقافة عبر قراءة الماضي الفكري للغرب والعرب وبأدواته النقدية يفكك صاحب تأويلات وتفكيكات والذات والآخر والحاصل على الدكتوراه في الدراسات العربية والإسلامية والفلسفة الفكر الكلاسيكي والمعاصر على مقاربات فلسفية من أدب إبن عربي المفكر الصوفي الأندلسي الذي أعد رسالة دكتوراه عنه وهو الذي نهل أيضا من فكر جاك دريدا وتأثر به وهذا المشروع الذي حمل عنوان فلسفة التكوين وفكرة الثقافة والذي يأتي في أربعة أجزاء كل جزء أو كتاب تناول مركبا من مركبات الفكرة الثقافية الأربعة حسب الفيلسوف محمد شوقي الزين وقد صدر لحد الآن جزءان من المشروع حيث تناول الكتاب الأول مفهوم التكوين أو التثقيف بالمعنى الذي عرفه الفيلسوف الألماني بيلدونغ حيث حث الكتاب في أصول المصطلح وتاريخية تشكله وتطوره أما الجزء الثاني فتناول رؤية العالم ونظام الثقافة وهو الآخر مصطلح معروف وشائع عند الفلاسفة الألمان وعلاقته بمباحث أساسية كالفلسفة والدين والفن والأدب والجزء الثالث الذي سيصدر قريبا فتناول فلسفة الفعل والتأمل بالاعتماد على فكر الثقف الذي هو نمط اشتغال الفعل وهويته المباشرة أما الجزء الرابع والأخير من هذا المشروع الفلسفي فسيتناول فكرة المثاقفة بمعنى التواصل وامتداد الثقافة إضافة إلى الحديث عن هذا المشروع الضخم والمهم في نقد العقل الثقافي فقد قدم كذلك خلال هذا اللقاء أربع ترجمات لأستاذة الفلسفة بجامعة نيس الفرنسية لورانس فانين والتي صدرت مؤخرا لتكون هذه الكتب لطلاب الثانويات وكذلك الجامعات بأسلوب بسيط وميسر وفي ختام مداخلته أقرّ الأستاذ محمد شوقي الزين بضخامة هذا المشروع الكبير الذي يتطلب وقتا وجهدا لاكتماله وأكد مدير المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية بتلمسان طرشاوي محمد أن هذه اللقاءات الفكرية الثقافية التي تدخل ضمن شهر التراث جاءت لتبرز مختلف الأعمال الأدبية الفكرية لكتاب وادباء ساهموا في الحراك الثقافي كاشفا عن جملة من النشاطات والمعارض خلال هذا الأيام.
ع جرفاوي
