
اجمع أمس، من الأطباء والمختصين خلال أشغال اليوم الوطني حول نظافة المستشفيات الذي انعقد بمعهد تكوين الشبه الطبي بسيدي بلعباس، على سوء تسيير ورسكلة النفايات الاستشفائية التي ارتفعت في الآونة الأخيرة بـ 50 بالمائة وسط جهل المشرفين على عملية التخلص وحرق تلك النفايات لمدى خطورة سوء فرزها عند التخلص منها على صحة العاملين بالقطاع وكذا على المواطنين.
اعترف البروفيسور بغدالي بمصلحة طب العمل بالمستشفى الجامعي عبد القادر حساني، بعجز مختلف المؤسسات الاستشفائية على رسكلة وتسيير نفاياتها سيما مخلفاتها الناتجة عن الأمراض المعدية رغم وجود نصوص قانونية صدرت منذ سنة 2013 قصد تنظيم تسيير تلك المخلفات، نظرا خطورتها بدءا من عملية متابعة وفرزها إلى نقلها وحرقها وفق معايير السلامة إلا ان جميعها تبقى غير محترمة على مستوى كافة المستشفيات.
وكشف ذات المتحدث، على انه وبالرغم من مرور أكثر من 10 سنوات عن تلك النصوص لم تستوعب بعد المؤسسات الاستشفائية مدى خطورة سوء تسيير تلك النفايات على الصحة العامة، رغم المبادرات التي تقوم بها بين الفينة والأخرى في محاولة منها لاستدراك العجز المسجل في التخلص من تلك النفايات المتراكمة يوم بعد آخر.
حيث استشهد البروفيسور بغدالي في ذات السياق، بتجربة المستشفى الجامعي عبد القادر حساني الذي رغم مساعيه الرامية إلى تكوين الموظفين المكلفين بهذه العملية إلا أن النسب المحققة في التسيير الجيد ورسكلة النفايات تبقى ضعيفة،إذ أردف المتحدث بأنه تم تنصيب لجنة تتكفل بمراقبة مدى احترام المعايير التقنية للسلامة في التخلص من النفايات الاستشفائية وكذا مدى تنفيذ النصوص التشريعية المنظمة لتلك العملية.
كما شدد المتحدث ذاته، على ضرورة تكوين العمال المعنيين في كيفية الفرز الانتقائي للنفايات قبل حرقها للتقليل من المخاطر المتسببة فيها خاصة وان اغلب النفايات تعود للأمراض المعدية، مشيرا إلى انعدام أرقام رسمية حول كميتها وحتى كيفية التخلص منها مما يشكل في حد ذاته خطرا على العمال من ممارسي الصحة وحتى المواطنين على حد سواء.
والجدير بالذكر، فقد سبق وأن كشف الفرع الجهوي للوكالة الوطنية للنفايات عن لجوء العديد من المستشفيات إلى التعاقد مع المؤسسات الخاصة من اجل القيام بعمليات حرق نفاياتها السامة بصورة استعجالية بعد تراكمها وبشكل كبير مهددة الصحة العمومية.
ع.الصولي