
في خطوة استباقية تعكس وعيًا متزايدًا بخطورة المخدرات والآفات الاجتماعية، شهدت ولاية المنيعة إطلاق حملة توعوية واسعة النطاق تحت شعار “أبناؤنا ووطننا أمانة”. هذه الحملة ليست مجرد مبادرة عابرة، بل هي نموذج للتلاحم المجتمعي بقيادة المجلس الأعلى للشباب، وبالتعاون مع مختلف الهيئات الرسمية والمدنية. إنها رسالة واضحة تؤكد أن مكافحة هذه الآفة المدمرة مسؤولية مشتركة لا تقتصر على جهة واحدة.
تكامل الجهود… حصنٌ منيع
تكمن القوة الحقيقية لهذه الحملة في تظافر جهود كل الأطراف المعنية، من الأجهزة الأمنية والمؤسسات الاجتماعية إلى الهيئات الشبابية والرياضية. كل جهة أسهمت برؤيتها الخاصة في صياغة مقاربة شاملة ومتكاملة، تُركز على الوقاية والحماية وبناء مستقبل آمن للشباب.
خلال فعاليات الإطلاق، أكد ممثل الأمن الوطني أن المخدرات هي “أم الآفات” التي تفتح الباب للعديد من الجرائم، مشددا على أن مكافحتها تتطلب تكاثف جميع مكونات المجتمع. من جانبه، أوضح ممثل المجلس الأعلى للشباب أن الجزائر مستهدفة من خلال هذه الآفة، وأن الحملة تمثل ردًا قويًا يبرهن على أن الشباب الجزائري يقف صفًا واحدًا في وجه كل ما يهدد مستقبله وأمنه.
لم تقتصر المداخلات على الجانب الأمني، بل امتدت لتشمل الجانبين الاجتماعي والرياضي. فقد اعتبر ممثل مديرية النشاط الاجتماعي والتضامن أن المعركة ضد المخدرات هي معركة “اجتماعية وتضامنية”، وأن الحماية الحقيقية تبدأ من الأسرة. أما ممثل مديرية الشباب والرياضة فقد سلط الضوء على الدور المحوري للرياضة والأنشطة الشبانية، واصفًا إياها بأنها “صمام أمان” يحول طاقات الشباب نحو الإيجابية والإبداع، ويقيهم من السلوكيات المنحرفة.
وفي مداخلة مؤثرة، وصف ممثل المركب الرياضي الجواري بحاسي القارة المركب بأنه “بيت ثانٍ” للشباب، مؤكدًا أن الرياضة كانت وستبقى “خير علاج وخير وقاية” ضد مختلف المخاطر.
رسالة للمستقبل
إن ما يحدث في ولاية المنيعة ليس مجرد حملة، بل هو استثمار في المستقبل. لقد أثبتت هذه المبادرة أن المجتمعات الواعية هي دروعها الحقيقية، وأن حماية الشباب ليست مجرد واجب، بل هي أولى الأولويات. هذه الحملة هي دعوة مفتوحة لجميع المؤسسات والأفراد للمشاركة بفاعلية في بناء جيل واعٍ، قادر على حماية نفسه ووطنه، ورسم ملامح غد مشرق.
لحسن الهوصاوي