زوايـا وأقـلام

خيارنا في المستقبل

لو درسنا الفلسفات الإنسانية والنصوص المقدسة على مر العصور لوصلنا إلى إقرار وتسليم كامل بأن المبادئ، القيم، الكرامة، والعدالة الاجتماعية والإنسانية هي قيم قابلة لتصوير التعاون المشترك لتحقيقها، مع بقاء الاختلافات الفكرية والعقدية، لا يمكن لأي تعايش وتعاون مشترك على حساب التنازلات عن المعتقد أو المرجع أو أي طقوس أخرى ،لابد لنا من إتباع مبدأ الإعتراف المتبادل بين الأطراف، بالحريات إتجاه توجهاتهم الفكرية والعقيدية، لأنه يوجد عامل مشترك بينهم هو الدين واللغة والعرق ومن حق كل تيار إختيار استراتيجيات تتناسب مع منظومة فكره العقدي.. ليتسنى لمبدأ التعايش أن يتحقق في مجتمعاتنا وعلى أرض الواقع لابد من توفر شروط وقيم مصاحبة لهذا التعايش، من أجل دعمه للنجاح، منها المعرفة والإدراك، كما يحدث في المجتمعات المتحضرة والمتطورة الغربية، رغم اختلافاتها المتعددة يسودها مبدأ التعايش وكذلك الأنظمة والقوانين، وتطبيقها بصورة عادلة تحكم طبيعة التعايش، وأهم شروط هذا التعايش هو إرساء مبدأ الحوار، يعتبر عنوان ثقافة التعايش وأسمى دلالاته… مبدأ التعايش ليس ترف فكري يقتصر على الطبقة المفكرة والمثقفة، بل هو ضرورة بشرية لتجنب الكراهية والعنف وويلات الحروب والتشرد وكذلك الإقصاء، أساسه المذهبية والطائفية المقيتة… من هنا تبدو أهمية غرس قيمة التعايش في المناهج التعليمية بكافة مراحلها، ووسائل الإعلام، والأسرة وأماكن العبادة هذا هو خيارنا المستقبلي…أيها العرب إذا كنتم تدعون وتريدون السلآم.

بقلم: ديما ابراهيم (إسبانيا)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى