زوايـا وأقـلام

حول أبطال المقاومة والثورة التحريرية

الحكواتي "صديق ماحي" يشرع في كتابة سلسلة من الحكايات الشعبية

شرع الحكواتي الجزائري “صديق ماحي”، الأربعاء الماضي بالجزائر العاصمة، مؤخرا في كتابة سلسلة من الحكايات الشعبية التي تستعيد مسار وبطولات عدد من أبطال المقاومة والثورة التحريرية بدء بـ (الأمير عبد القادر، أحمد زبانة وحسيبة بن بوعلي)، وهذا بهدف “المساهمة في الترويج لمآثرهم ومساهماتهم الكبيرة في تحرير الوطن”.

وقال “صديق ماحي”، في إطار مشاركته في ورشة “أحكيلي بطلك” بمهرجان الجزائر الدولي الـ 16 للشريط المرسوم الذي افتتحت فعالياته الثلاثاء الماضي، بأنه شرع مؤخرا في تقديم عرضه الحكواتي الجديد بعنوان “زبانة” والذي يعتبر “بداية لسلسلة من الحكايات التي يشتغل على كتابتها حاليا، والتي تشمل أيضا نضال الشهيدة “حسيبة بن بوعلي” ومقاومة “الأمير عبد القادر”. وأضاف أنه يشتغل أيضا على حكاية شعبية أخرى حول رحلة الفقيه المتصوف “أبي مدين شعيب بن الحسين الأنصاري” المعروف بـ “سيدي بومدين الغوث” إلى فلسطين بمعية أتباعه من الجزائريين من أجل المشاركة في تحرير القدس من أيدي الصليبيين، قائلا أنه سيظهر من خلالها “الرابطة القوية التي تجمع الشعبين الجزائري والفلسطيني”، وخصوصا من خلال حي المغاربة بالقدس المحتلة. وأوضح بأن عرضه حول الشهيد “أحمد زهانة”، المدعو “زبانة”، يأتي لكونه “واحدا من رموز البطولة والنضال, ومثالا يحتذى به في حب الوطن والتضحية من أجل الاستقلال”، حيث تطرق إلى “أهم ما ميز طفولته، والبيئة الاجتماعية التي ترعرع فيها، وكذا السياق التاريخي والسياسي الذي ساهم في تكوين شخصيته الثورية”.

ولفت إلى أن الكتابة حوله استلزمت “قراءات عديدة لنصوص وأبحاث ومقالات جادة، من أجل تعزيز مصداقية العمل”، وقد كان الهدف أيضا “العثور على إضاءات مناسبة في تكوين المشهد القصصي الذي يطمح إليه، بحيث تكون باستطاعة الحكاية إثارة الخيال وحث المتلقين على الإبحار في فصولها، بكل ما تمنحه من متعة الاستماع والقراءة بلغة جزائرية دارجة مفهومة وقادرة على إيصال الرسالة بسهولة وسلاسة”.

وأردف المتحدث بالقول أن الراوي أو الحكواتي (القوال) “لا يمكن أن يحل محل المؤرخ، لكنه يستعين بالكتب والأبحاث والتسجيلات ومعرفته بالأمكنة ومميزاتها الجغرافية والمناخية لينسج بكلماته قصصا تروى في الحلقات والمجالس قادرة على تبليغ المغزى لكل الأجيال، وبالتالي المساهمة في الحفاظ على الذاكرة الوطنية”.

وأشار ماحي إلى أنه يريد وضع تجربته الحكواتية “في خدمة الذاكرة الوطنية، خاصة عشية إحياء الذكرى الـ 70 لاندلاع ثورة الفاتح من نوفمبر”، و”المساهمة في تعزيز حضور شخصيات ثورية ونضالية جزائرية في الخيال الجماعي للأجيال الصاعدة”، لافتا إلى “الدور الإخباري والتوعوي والتربوي للحكواتي”.

وسبق ل”صديق ماحي” وإسمه الحقيقي “مسلم صديق”، وهو من مواليد سيدي بلعباس في 1960، وأن نشط العديد من العروض والورشات التكوينية داخل الجزائر وخارجها. وتتواصل فعاليات الطبعة الـ 16 إلى غاية اليوم، برياض الفتح، بمشاركة فناني شريط مرسوم ومهنيين من أكثر من 10 بلدان.

وأج

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى