
حاوره: سلطاني مختار
ترعرع في وسط محافظ وديني، نمى فيه حب الشعر الملحون وكذا الفصيح، إنه ابن مدينة الأمير عبد القادر معسكر وبالضبط من بلدية مطمور التي تبعد عن الولاية ب 06 كلم. الشاعر “كرار حسين”، تتعرفون عليه أكثر في هذا الحوار الشيق.
“كرار حسين”، موظف بمديرية المصالح الفلاحية بمعسكر متزوج وأب لـ 06 لأولاد، حاصل على شهادة تقني سامي في حماية النبات وتقني سامي في الإعلام الآلي وشهادة في حفظ كتاب الله.
كيف كانت البداية مع الإبداع الشعري؟
بداياتي مع الشعر كانت منذ الصغر نمى فيا حب الملحون والفصيح منذ سنوات الدراسة بالثانوية سنة 1992، بدأت أهتم بالشعر كوني من بيئة غنية بالتراث، كتبت الشعر الفصيح ولكن سرعان ما وقعت فريسة الشعر الشعبي لأنني من عائلة عاشقة للتراث و شغوفة به بدأت بكتابة الخواطر والرومانسيات والملحون في مختلف المواضيع، خاصة مواضيع الساعة والمجتمع والإنسانيات.
وكتبت عن رجال الخفاء الذين يضحون من أجل سلامة المواطن وعن الأم وعن فلسطين، وبعض المحاولات في الغزل (سن المراهقة والشباب)، فاختلطت بشعراء المنطقة والكتاب كتبت أكثر من 750 قصيدة في الشعر الفصيح وأكثر من 200 قصيدة في الشعر الملحون لحد الساعة تتكلم عن الوطن الحب والمشاعر والمشاكل عن كل شيء يخص الحياة اليومية في كل المجالات وأصبحت أستمع لشعراء الملحون في المناطق المجاورة.
ما الذي وجدته في الشعر الشعبي دون الأنواع الأخرى؟
وجدت في الشعر الشعبي ذاتي التي أعيش فيها وأتعايشها، كون الشعر الشعبي هو أقرب نوع أدبي يؤثر في كل شرائح المجتمع ويتأثر به، وهذا يعود أساسا إلى اللهجة الشعبية التي يتكلم بها المجتمع ويعالج بها قضايا اجتماعية كثيرة، فبالنسبة لي الشعر الشعبي هو الضمير الحي للمجتمعات العربية.
الاهتمام بالشعر الشعبي يلامس مختلف شرائح المجتمع، في رأيك كيف يساهم هذا النوع في ترسيخ الهوية الوطنية؟
الاهتمام بالشعر الشعبي موجود منذ القدم ربما زاد في الفترة الأخيرة كونه دخل إلي مجال الدراسات الأكاديمية والندوات العلمية في المخابر والمعاهد وأقيمت له مسابقات وطنية كثيرة، مثل مسابقة الجائزة “المحمدية” في مدح خير البرية ومسابقة “الأمير عبد القادر” ومسابقات المؤسسات الوطنية، ناهيك عن المهرجانات الوطنية التي أراها قليلة لأن الشعر الشعبي هو أساس الهوية الوطنية التي وقعت في تاريخ الثورة من خلال قصائد شعبية أرخت أحداث ثورية وعرفت بالهوية الوطنية التي نفتخر بها.
ما هي المواضيع التي تتطرق لها في كتاباتك الشعرية؟
أميل كثيرا للمواضيع الاجتماعية فهي تمس المتلقي بالدرجة الأولى كتبت تقريبا في كل المواضيع الاجتماعية، الوطنية، الدينية وقليلا في الغزل، كما أنى دائما عندما أشعر وأحس بأي موقف وأي موضوع حينها أكتب. كتبت عن الوطن عن الحب عن المشاكل عن الأوضاع المعاشة
حدثنا عن أول وأخر قصيدة كتبتها؟
أول قصيدة كتبتها كانت من الطابع الرومانسي والغزل مطلعها (يامرا نسألك وجاوبي بكلام زين). أما آخر قصيدة عنوانها (لا للتفرقة) يعني كلنا سواسية في هذه الدنيا لا فرق بين عربي وأعجمي إلا بالتقوى والعمل الصالح.
من هم الشعراء الذين تأثرت بهم في بداية مشوارك؟
فحول الشعراء القدماء في الجاهلية والإسلام أمثال “أبو العتاهية”، “أبو الطيب المتنبي”، “حسان بن ثابت”، “كعب بن زهير” و”زهير بن أبي سلمى”.
ما هي أهم التظاهرات التي شاركت فيها محليا ووطنيا؟
شاركت في عدة أمسيات شعرية في تراب الولاية وكذا المنتديات المنظمة من طرف المكتبة الرئيسية للمطالعة بمعسكر والتي يشرف عليها السيد “جزيري” الذي أكن له كل الشكر والتقدير على المساعدة التي قدمها لنا، كما لا ننسى الدكتور والكاتب قادة جليد الذي نحييه من هذا المنبر، والسيد “بختي بوعلام” الذين يشرفون على نادي بيت الحكمة فكنت في كل مناسبة ينظموها حول منتدى الكتاب إلا وأكون حاضرا وأقوم بإلقاء قصيدة، بالمناسبة شاركت في كل المناسبات الدينية والوطنية.
هل تعتقد أن الفنان الجزائري بلغ المكانة التي يستحقها ويتلقى التشجيع لمواصلة الإبداع؟
سؤال وجيه بكل صراحة، لا يوجد أي اهتمام بالفنان بصفة عامة أو دعم من طرف الجهات المختصة لمواصلة الإبداع، إلا أن الفنان يؤمن برسالته فيبدع من تلقاء نفسه، لذا أدعو الجهات المختصة الاهتمام بهذه الفئة في جميع المجالات شاعر، كاتب مسرحي، رسام وغيرهم من المبدعين.
يقال إن الشعر الملحون مهدد بالزوال من مخيلة الجزائريين. ما هو رأيك؟
حظي الشعر الملحون بمكانة خاصة في منذ زمن بعيد في وجدان الشعب الجزائري، وبقدر ما ارتبط بالفرح والغزل والحب والمقاومة، يعيش حالياً وضعاً هشاً يهدده التحضر بالزوال على رغم أن الغناء العصري يرجع في نجاحه وتوسعه إلى كلمات هذا الفن.
فالشعر الملحون أو الشعبي أو العامي أو فن الملحون، يُطلق على الشعر الفردي الغنائي المنطوق باللغة المتداولة، وهو واحد من الحركة الشعرية التي اتخذت من لغة الحياة اليومية وسيلة للتعبير، وهو مرتبط بالغناء والتلحين، وعليه أستطيع القول إن الملحون مفهوم عند كل الطبقات المثقفة والغير مثقفة.
ما هو شعورك حين تنتهي من كتابة قصيدة شعرية يكون لها صدى كبير في الوسط الفني؟
أحس إنني بلغت رسالتي، فأنا دائما أكتب عندما أرى ظاهرة ما وأحس بها تخطر في بالي كلمات أدونها بسرعة حتى لا تذهب الفكرة عني، باختصار الشيء الذي يؤثر علي أكتب عليه، فالشعر قدم إضافات كثيرة في كل مجالات الثقافة على غرار المسرح والسينما والفن التشكيلي لأنه هو أساس التراث الشعبي الذي تقوم عليه هذه الفنون.
وأكون جد سعيد مما يشجعني على المواصلة، فالكتابة تبقى ذكرى للجيل القادم تدون وتبقى في التاريخ لأن التاريخ ذاكرة الشعوب.
هل قدم إضافة للثقافة الجزائرية والفنون؟
أكيد بالطبع قدم إضافات كثيرة في كل مجالات الثقافة من المسرح والسينما والفن التشكيلي لأنه هو أساس التراث الشعبي التي تقوم عليه هذه الفنون من خلال نصوص مسرحية شعبية تروي حكايات التراث الشفهي ولوحات فنية تراثية ترسمها أجمل الأنامل، وأفلام سينما شعبية تؤرخ لتاريخ يبقي رأسه مرفوعا عبر الأجيال، هذا على خلاف المعارض الوطنية للكتاب الذي يوجد فيها الشعر الشعبي بقوة والمعارض الوطنية التي تقام في كل مناسبة وطنية كلها خدمها الشعر الشعبي وجاءت منه.
حدثنا عن آخر قصيدة شعرية كتبتها ومشاريعك المستقبلية؟
آخر قصيدة كتبتها كانت عن الزمن الجميل كيف كنا وكيف أصبحنا عنونتها (آه على ليام)، وحاليا أنا بصدد تحضير لطبع ديوان أشكر كل من ساعدني من بعيد أو من قريب، وإذا وجدت المساعدة من الجهات المعنية سأواصل نشر الثقافة الشعبية الجزائرية بالاحتكاك مع الشعراء الشعبيين الجزائريين.
هل من كلمة أخيرة؟
أود أن أشكركم على الاستضافة، كما أشكر كل شخص كان له أثر في حياتي الشعرية وأكرر تشكراتي إلى طاقم الجريدة ومراسلها السيد “سلطاني مختار” وكذا مدير المكتبة الرئيسية والزملاء “قادة جليد” و”بختي بوعلام” وسكان ولاية معسكر وسكان بلدية مطمور خاصة، كما سأقوم بجمع أعمالي في كتابين واحد في الملحون وآخر في الفصيح.