
ويُواجه “الخضر” منتخب البورندي ودّيا بعد ظهيرة هذا الثلاثاء، بِالعاصمة الطوغولية لومي. في آخر مباراة تحضيرية لِنهائيات كأس أمم إفريقيا 2024 بِكوت ديفوار.
أمّا اللاعب المعني بِالأمر فهو المهاجم مراد مزيان، الذي كان يعشق البحر حتّى النّخاع، مُستغلا قرب هذا المُسطّح المائي من مسقط رأسه بِوهران.
وظلّ مزيان طوال تمثيله لِألوان نادي مولودية وهران، يتغيّب عن عديد حصص التدريبات الصّيفية (المعسكرات الإعدادية تأهّبا للموسم الجديد)، لِمُمارسة هواية السّباحة في شواطئ عاصمة الغرب الجزائري.
وتكرّر هذا “الفرار” في كلّ المواسم، وربّما كان تألّقه اللافت في المقابلات الرّسمية لـ “الحمراوة” سبب عدم مُعاقبته.
وفضلا عن إجادته تسجيل الأهداف، تميّز مزيان (الصّورة المُدرجة أدناه/ الصّف الأمامي، الثّاني من اليمين) بِامتلاكه سلاح المراوغات، وكان من ضحاياه (السقوط أرضا) المدافعان شعبان مرزقان وحفيظ دراجي في مولودية الجزائر، ولاعب الخطّ الخلفي مصطفى كويسي في شباب بلكور/ بلوزداد حاليا، ومتوسّط الميدان ضياء الدين بولحجيلات في وفاق سطيف، و”الجسر الصغير petit pont” ضدّ المدافع دحمان حفّاف في جمعية إلكترونيك تيزي وزو/ شبيبة القبائل حاليا، وغيرهم. وفي بداية مشواره الرّياضي، كان مزيان يجمع بين الدراسة (التعليم المتوسط) ومُمارسة كرة القدم بِإحدى الأندية الصّغيرة والمغمورة لِمدينة وهران، دون علم والده. الذي كان ينظر إلى الكرة على أنّها لعبة الأشرار!
وبعيدا عن الحقل الكروي، كان هذا اللاعب الفذّ يشتهي تناول طبق الحلزون، أو “الببّوش” بِلغة المطبخ الجزائري! كما تميّز بِإطلاق شارب، في زمن كان زملاؤه الرّياضيون يُفضّلون الوجه الحليق (الأمرد).
ونعود إلى هدفه ضدّ البورندي، فقد سجّله مزيان في مباراة بِرسم الجولة الأولى للدور الأوّل من تصفيات كأس العالم 1994، بِملعب “العقيد لطفي” بِتلمسان، تحت إشراف المدرّبَين مزيان إيغيل وعبد الرّحمان مهداوي (رحمه الله).
ومنذ سبتمبر الماضي، يحوز مراد مزيان منصب عضو في المكتب الفيدرالي لِاتحاد الكرة الجزائري، نسخة الرّئيس وليد سعدي. كما يُشرف على تسيير لجنة كرة القدم الاحترافية بِالهيئة ذاتها.
وأخيرا.. منذ انطفاء شمعة جيل مراد مزيان وسي الطاهر شريف الوزاني وبشير مشري وبركان كاراشاي وعمر بلعطوي والحبيب بن ميمون وبن يوسف بودخيل وسبّاح بن يعقوب وعبد الحفيظ بلعباس و…انطفأت مولودية وهران، وصار اسم هذا النادي مُرادفا للمشاكل التي لا تنتهي.