زوايـا وأقـلام

الـتـيـه بـلا وجـهـة

بقلم: إيمان خيموزي (الجزائر)

أحيانا يتمرد قلمي ويعود من جديد ليحكي عن ندوب القلب وضجيج العقل عن فراغ ممل ليكتب رسائل بلا عنوان، لم يُكتب عليها وقت ولا زمان فقد أتعبه الزمان والمكان ليكتب رسائل لن تقرئ ولن تصل وإن قُرئت لن تُفهم أظنه لن يشفى.

بالله كيف له أن ينسى وهو تائه بلا وجهة لا خرائط ولا بوصلات، يحمل بعض الذكريات والكثير من الكلمات التي لم تُحكى كيف لي أن أقنعه بأن ينسى، وهو الذي ظل يتأرجح على حافة ذلك الأسى، يكتب كي لا يختنق بالصمت، فما خُلق القلم إلا لحديث النفس للنفس يفعل البشر ما يعجز عن وصفه القلم ، تبا لقلمي اللعين المتمرد أخبرته أن يتوقف عن الكتابة فإنها تستنزفه، لكن الأمر ليس اختيارا أبى أن يعترف بالضعف ويستسلم للحزن الذي يأسره، قلمي المسكين أصابه هوس البوح استهلكت الأوراق روحه أنها المرة العشرون بعد المائة في محاولتي إبعاده عن هلاكه لكنه أبى وأستسلم لقدره. رجاءه الوحيد أن يكون بخير ولو كانت نهايته غايته أن يلتقطه أحد أن يجد شخصا يستطيع إخباره بكل الأشياء التي تدور في مخيلته. يحاول أن يبقى بعيدا لا يعلم عنه أحد لعل صدره يحوي مالا يستطيع البوح به إن يخلو بأفكاره وخواطره، يصب آلامه وهمومه في أوراقه، فهناك أشياء خلقت لتبقى في القلب فقط لا يشملها قانون الفضفضة تسعها الأوراق فقط تائه في زمن آخر. قلمي حزين تائه تبعثرت كلماته باتت باهتة لا أحد يهتم بها قلمي حزين يريد الرحيل وترك حقائب الذكريات والأوجاع لكن إلى أين؟؟ من يحتويه غيري؟ لا بأس لم تكن المرة الأولى وليست الأخيرة.. رغم كل هذا لايزال بخير ولن يجف حبره إلى أن يلقى النهاية التي يستحقها.. سيبقى سويا وسيضمد جراحه لا بأس لا يزال صامدا إلى أن تصبح الأمور على ما يرام.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى