زوايـا وأقـلام

إعتراف في محراب أنثى

بقلم: هـشـام رمـزي (الجزائر)

اتصلت بي هاتفيا وبصوتها الأنثوي الناعم قالت لي: “سوف آتي عندك لنضع النقاط على الحروف ونعيش ما تبقى لنا من زمننا هذا.. إن الوقت يجري يا عزيزي وعلينا أن نساير قدرنا.. أنت تعرف أني من أجلك تركت الجمل بما حمل”.. ما الذي يحدث لي؟.. هل عدت فعلا شهريار زماني أخيرا بعد أن تجاوزت العقد الخامس ونيف؟.. هل هي تصاريف القدر تفعل بي ما تشاء؟.. ولماذا من كل خلق الله اختارتني أنا؟.. إنها قادمة من أقصى البلاد تغازلني وتمطرني برسائل حب حتى عدت مثل الشاب المراهق، جعلتني أشعر أني فارس أحلامها في زخم أيامي العابرة.. كيف لا وقد أكدت لي مرارا:” حين نلتقي، ستصبح إنسانا آخر، سيتوقف الزمن عندي ولن تلوك السنوات مرة أخرى”.. رباه.. ما هذا الملاك وكأنه رسول العشاق يخبرني أن أستعد كي تمتلكني وتحتويني، وأنا ذو القلب الرهيف حتما ستتوقف نبضاته حتما بمجرد رؤيتها.. آه، ماذا فعلت بنفسك أيها الشهريار؟، ها أنت تقع وتدفع ما فعلت بشهرزادات لم تعد تحصي عددهن.. إنها حسناء تتوقد جمالا وفتنة وفي عينيها سحر الأسطورة، ملكة للحب والأنوثة لم تذكرها إلياذة هوميروس ولا عرافات الأزمنة الغابرة.. امرأة تملك من الحب بقدر ما تعيد الحياة لطروادة الأكذوبة، وأنت، ذاهب إليها مثل قربان في معبدها، وتعرف أنك لن تعود الجرح الأسمر، بل ستصبح مرآة للمحو.. تبا لهذا الحب الذي أفقدك بوصلة قلبك ورحت تزف حياتك لشهرزاد السحر والأسطورة.. فما أصعب أن يسقط رجل أمام امرأة كي لا ينهض..كي لا ينهض.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى