زوايـا وأقـلام

أي شيء في العيد أهدي إليك يا ملاكي

بقلم: علي جلال قصي (العراق)

يلهبني الحرف السامق ويوزعني عبر تضاريس الذاكرة صورا ما التقطتها عدسة الكاميرا من قبل، ما رسمتها أنامل فنان قط، ما وصفها شاعر بجنونه القابل للامتداد، ليتركني هكذا شبه إغفاءة لها الحلم والشرود. ماذا سأراني أكتبه عنك يا امرأة لا تموت تفاصيل الحكاية أو يؤول جرح الرجل إلى العفن إكراما لعينها ؟.. جوهر القصة أنّ ألف ليلة وليلة لشهرزاد، ما قالت كل الحكاية كلما أدرك شهريار الصباح، وها أنا أجيئك يا حبيبتي دون أن تُغريني قزحية الألوان ولو علّقتُ مباهجي على قوس قزح مثل فرح أسطوري لا يخلو من النكهة الأخاذة. 

وأتساءل للمرة لا أدري؟، أي شيء في العيد أهديك يا أميرتي؟ أتطفّلُ عليك وأسترقُ منك لحظات أعرفُ مُسبقا أنها ليست لي، لماذا كلما يشتدُّ القصف بالرجل يهرع إليك مثل حنين يحتضر؟، لماذا أضع نفسي بتصرُّف مملكتك مُجرّدا من بهائي وطقوسي؟، لماذا أكرز في محرابك الأنثوي الناعم كلمات من سهول القلب؟، لماذا في حضرتك أتقيد بكتابة ملحمتي وحيدا وكأنّ أيوب يكرز الصبر معي؟.. لماذا لا أحد يشتري قصائدي أمام عينيك المشبعتين بأريج الزنابق؟.. هكذا أنا يا حبيبتي، اتخذت “فرجيليوس” صديقا ليرقص معي دون أوراق عباد الشمس، كبرت الحبات فكرزتها بقشورها كي تنمو مع ابتسامة مُخبأة بين شفتيك، رقصت مع الحب والخوف مع “أنانا” و”فينوس”، وكم من مرة قهرني الزمن والمتاهات وحتى حكمة جدي، ولم أسلم من حاملي صخرة “سيزيف” الثقيلة وحاملي وسارقي نصب الحرية من شعلة “أولمبس”، حينها فقط ذهبتُ إليك وحيدا مثل أبقار “شغال” وفي حضرتك اللازوردية قرأت مرسومي الأزلي: ( لن أنتحر مثل “فان كوخ” في أشجع لحظة وانت معي مثل ملاك لم تمسه يد الدنيا، سأظل أحترمك مثل “إليزا” وأعتذر من “أراغون” ولن أمعنُ النظر في تكريز “جورنيكا”، سأكرز نجوم السماء وعجين الوقت وأتضوّعُ برائحة الحنين إليك، فكيف لي أن أقصيك من حياتي ودائرة أحلامي وانت بهجة مساري ودفء حياني وكل عمري؟، فما أسعدني حين أُنصّبُ نفسه بطلا للحزن وصعلوكا في أزقّة السحرة ومُلوك الجن،.. فأي شيء في العيد أهدي إليك يا أميرتي؟.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى