
تقولُ
ما الفرقُ في أن تجلدَ نفسَكَ
أو في أنْ يجلدَكَ الغيرُ؟
وأنَّ الألمَ والجرحَ واحد
والسَّوط واحدٌ
فلِمَ لا تغيِّر السّؤالَ
وتقولُ
لماذا يهدونَنا الأحزانَ
ويحتكرونَ الفرحَ
لماذا بتْنا نتلذَّذُ بالألمِ
حمَّلونا عبءَ الجحيمِ
فسكتْنا
تنصَّلوا منَ الإثمِ
فبقينا في خنوعٍ
نُرْمى كما القمامةِ
نستقرُّ باستسلامٍ
في قعرِ السَّلَّةِ
المُرُّ هو في الانزلاقِ والاستمرارِ
والأمرُّ هوَ في أنْ تعصمَ عينيكَ وتتْبَع الظلالَ
أن تصدِّق الكذبةَ
أن تسيرَ حسب أهواءِ
من يرسمُ لكَ الطَّريق
يلونه بألوان مبهرجة
والطَّريقُ
المزين بالورود
مليء بالأوكارِ
كلُّ طريقٍ يذيَّلُ
بهاويَةِ الانجذابِ الأعمى
هو الجحيمُ
الجحيمُ ليسَ نارًا
الجحيمُ استسلامٌ
تسلّمُ فيهِ الرؤوسُ
لمقصلة الإبادةِ
تبًّا وسحقا وليتَ
كلماتٌ رعناءُ
لا ْتشكِّلَ كيانًا
لا تصْنعَ القرارَ
في تغييرٍ
إنْ لمْ تغيِّرْ
ستموتُ مكلَّلًا
بنصْرِ الوهمِ الأعْوَرِ
هل حينَها ستسألُ
لماذا الفرحُ مسبيٌّ
لماذا الجحيمُ ملثمٌ
لماذا النَّاسُ يسيرونَ
باتِّجاهِ الموت المحتم؟
لمَ لا تسألُ ذاتَكَ
أين فيها روحُ التَّمردِ؟
وأنك يومًا لم تتمرَّد
ألا تتمرد؟
بقلم: سامية خليفة (لبنان)