
يونس.م
ظهرت في الآونة الأخيرة تصدعات وانزلاقات خطيرة للتربة في أكبر مقبرة ببلدية مغنية معدة لاستقبال الموتى، حيث بدأت القبور تتهاوى في مقبرة (الحاجة لالة مغنية) بشكل جماعي ما أدى إلى إلحاق أضرار جسيمة بتلك القبور جراء الأمطار المتساقطة التي عرفتها المنطقة خلال هذه السنة ويخشى ذوو الموتى من تعرض رفات أقاربهم إلى أضرار مباشرة أو تكشف القبور بفعل تلك الانزلاقات الشديدة التي اعترت المدافن في الفترة القليلة الماضية.
وصرح أحد كبار السن ليومية “البديل”، أن مقبرة الحاجة لالة مغنية عمرها تجاوز خمسين عاماً ولاحظ تهاوي العديد من القبور منذ بضعة أشهر رغم حديثة الدفن وأبدى استغرابه من استمرارية هذه الانزلاقات والردم خاصة في الجزء الجنوبي من المقبرة، وأرجع السبب في حدوث هذه الانهيارات للقبور إلى الأمطار بالإضافة لهشاشة التربة في هذا الجزء من المقبرة، وقد حذّر عـدد من زائري القبور من أن استمرار تهاوي القبور على هذا النحو، مؤكدين أن عمليات ردم القبور المنهارة بالتراب مطلب وإن يكن حلاً جذرياً ناجعاً في ظل تفاقم الوضع بهذه الطريقة مطالبين السلطات المحلية التدخل وأخذ التدابير اللازمة لحماية رفات أمواتهم وأموات المسلمين في هذه المقبرة من الضرر الذي بدأت معالمه في التكشف بشكل لافت لكل زائر للمقبرة.
ورغم تواجد هذه المقبرة وسط حي شعبي، والتي تشكل حلقة وصل بين سكان المناطق والأحياء المجاورة، واحتضان في طياتها وأمكنتها لأدباء ووزراء وأئمة وعلماء تركوا بصماتهم في هذه المنطقة والتاريخ يشهد عليهم في ذلك، إلا أنها تحولت في الآونة الأخيرة إلى شبه مزبلة فوضوية أو عشوائية ترمى فيها كل فضلات وقاذورات السكان وبقايا الزائرين إليها خاصة أيام الاثنين، الخميس، الجمعة، وقد صدمنا المشهد خلال زيارتنا للمقبرة، وذلك بالتواجد الكبير للزبالة والنفايات وبقايا الحشيش في كل مكان من المقبرة وخاصة الجهة المحاذية للسور عند المدخل الرئيسي لها، وهذا في غياب الوازع الديني والأخلاقي لدى المواطنين والزائرين للمقبرة.
من جانب آخر، تفتقد مقبرة الحاجة لالة مغنية إلى مساحات خاصة فلا يكاد موكب جنائزي مغادرة المقبرة إلا وتصادفه جملة من المشاكل والعراقيل المتمثلة في ضيق مساحات المرور والتوقف، فقد سبق وأشار عدد من المسؤولين إلى هذا المشكل خلال عدد من المناسبات الجنائزية الكبرى، حيث يطرح مشكل ضيق العقار بشكل حاد على مستوى المقبرة التي تصادف مشاكل كبيرة في استيعاب رفاة الموتى.
كما عرفت المقبرة إقبال العديد من المتسولين الذين باتوا يتّخذون من هذا المكان مقرا مفضلا لاستجداء عطف المواطنين والتحايل عليهم في بعض الأحيان من منطلق أن الكثيرين باتوا يتخذونها حرفة ومهنة قارة بغض النظر عن الحاجة والعوز.