
يواجه الجزائريون خلال عيد الأضحى المبارك، حتمية التقيد بالإجراءات الوقائية، وهذا لتفادي تأزم الوضعية الصحية بالبلاد وتفشي المزيد من عدوى فيروس كورونا القاتل، خاصة لما تعرفه هذه المناسبة من تحركات وتجمعات بداية من المراحل المتصلة بالأضحية، دون إغفال الزيارات العائلية التي لا يستغني عنها البعض، ما يستدعي الحذر أكثر لمجابهة الجائحة.
ويستعد الجزائريون على غرار كل البلدان الإسلامية لاستقبال عيد الأضحى المبارك، والذي سيكون مرة أخرى في ظروف استثنائية، بسب الوضعية الصحية الصعبة التي تمر بها البلاد جراء تفشي فيروس كورونا، وأمام تزايد ارتفاع عدد الاصابات التي تجاوزت عتبة الألف إصابة يوميا، ما يثير قلقا من عدم التقيد بالإجراءات الوقائية، وما سينجر عنه من تأزم الوضعية الصحية المعقدة أصلا.
وبرزت مخاوف من ارتفاع حالات وتيرة الإصابة بفيروس كورونا، مع عيد الأضحى المبارك، وكافة مراحل عملية الذبح ، خاصة مع عدم احترام البعض لشروط النظافة والتدابير الوقائية، كذا التهافت على المحلات التجارية لاقتناء الحاجيات على غرار ملابس العيد ولوازم الحلويات، والأسواق ونقاط بيع الماشية، دون مراعاة لشروط الوقاية، خاصة مع غياب الوعي لدى الكثير من المواطنين وثقافة الاستهتار من هذا الفيروس، ما يستدعي التقيّد الصارم بالإجراءات الوقائية بإلزامية ارتداء الكمامات والقناع الواقي في كل الفضاءات العمومية، بالإضافة الى الامتثال لتدابير الوقاية وقواعد النظافة، والتباعد الاجتماعي، وتفادي كل السلوكيات التي من شأنها أن تساهم في تناقل العدوى، كالتجمعات عند نحر الأضاحي وتبادل أدوات الذبح، بالإضافة إلى الزيارات العائلية.
وشددت الحكومة، على ضرورة التقيّد الصارم بالإجراءات الوقاية خلال هذه المناسبة للحد من تفشي فيروس كورونا، خلال أيام العيد والذي يعرف حركية وتجمعات مقارنة بالأيام العادية، مؤكدة على ضرورة احترام بروتوكولات الوقاية الصحية الخاصة بكل بدقة من طرف جميع المواطنين والمتعاملين والتجار، وتفادي كل السلوكيات التي قد تأزم الوضعية الصحية.
وأكدت لجنة الفتوى على ضرورة أخذ الاحتياطات خلال عيد الأضحى المبارك، والذي يأتي في ظروف استثنائية تشهد زيادة مقلقة في عدد الإصابات بفيروس كورونا، مشيرة فيما يخص صلاة العيد أنه ينبغي العمل بالإجراءات المرافقة لصلاة الجمعة ومنها احترام وقت الدخول إلى المساجد والمصليات والخروج منها، وتخفيفُ صلاة العيد وخطبتيها، كما هو الشأن في صلاة الجمعة، وفق البروتوكول الصحي الخاص بالمساجد، كذا وجوب احترام الإجراءات الوقائية والالتزام بها نظرا للوضع الاستثنائي، وتفاديا لزيادة انتشار فيروس كورونا، وحفظا للأنفس من الضرر والهلاك، يكونُ من الواجب احترام قواعد التباعد الاجتماعي، واحترام التدابير الوقائية.
ودعت لجنة الفتوى الجميع إلى الالتزام الصارم بشروط الأمن والسلامة والنظافة في أجواء العيد، وتفادي الذبح في الشوارع والطرقات، والاستعانة بالمصالح البيطرية، مع الحرص على تعقيم أدوات الذبح والسلخ، واجتناب تبادلها، والتقليل من عدد المشاركين في عملية الذبح، اتقاء للمرض وأسباب العدوى، والالتزام باستعمال القناع الواقي في كل المراحل المتصلة بالأضحية، من وقت الشراء إلى نهاية العملية، علاوة على تفادي التجمعات، والزّيارات العائلية وزيارة المقابر، والاكتفاء بصلة الرحم عبر وسائل التواصل الحديثة، فإن فيها ما يحقق المعايدة والتغافر، مشددة على تجنب المصافحة والتقبيل، والاكتفاء بالسلام والإشارة.
ويرى المراقبون للملف الصحي، أن عيد الأضحى مناسبة دينية تتميز بعادتها وتقاليدها وتجمع كل المسلمين والعائلات، إلا أن الظروف الحالية التي تمر بها البلاد على غرار بلدان العالم، لا تسمح بذلك، فالوباء ينتشر في عدة ولايات وقد ترتفع عدد الحالات مع التجمعات في هذه المناسبة ستأزم الوضع، لذلك يجب الحذر وارتداء الكمامة، مع الالتزام بقواعد الوقاية، حيث أن التجمعات وعدم احترام التباعد الاجتماعي، والتهافت على الأسواق والمحلات التجارية، في ظل الاستهتار وعدم التقيد بالإجراءات الوقائية، سيساهم بالتأكيد في الانتشار السريع لهذا الوباء المخفي والذي سيسقط موتى وضحايا، وسيفشلون كل التدابير والجهود التي وضعتها الدولة للقضاء على الوباء والخروج من هذه الأزمة بأقل الأضرار الممكنة.
ق.ح