ذكر رئيس المجلس الأعلى للغة العربية، صالح بلعيد أول أمس، بمعسكر بأن هيئته تبذل حاليا جهودا حثيثة لترقية وتطوير استعمال اللغة العربية بالاستعانة بالتكنولوجيات الرقمية الحديثة. وصرح السيد بلعيد خلال كلمته في افتتاح أشغال الندوة الوطنية العلمية حول “المعجم التاريخي للغة العربية…رهاناته اللغوية وأبعاده الحضارية” أن “المجلس الأعلى للغة العربية يبذل حاليا جهودا حثيثة لترقية وتطوير استعمال اللغة العربية ببلادنا بالاستعانة بالتكنولوجيات الرقمية الحديثة وذلك من خلال رقمنة المجلدات والمناجد والمدونات التي تستعملها الإدارات العمومية”.وقد تمكن المجلس الأعلى للغة العربية من رقمنة 80 بالمائة من المخطوطات الجزائرية القديمة التي يبلغ عددها حوالي 12 ألف مخطوط حيث يتم هذا العمل حاليا بالتعاون مع باحثين ومختصين في الإعلام الآلي والتكنولوجيات الحديثة، حسب نفس المسؤول. وأشار إلى أن إستراتيجية المجلس الأعلى للغة العربية هي العمل على تعميم الاستخدام الرقمي لجميع منجزاته التي ترتكز في مجال ترقية وتطوير اللغة العربية. كما كشف السيد بلعيد عن انجاز هيئته خلال السنة الجارية 36 دليلا رقميا خاص بالارتقاء باللغة العربية والذي شرع مؤخرا في توزيعه على المؤسسات التي تعنى بالبحث العربي في لغة الضاد وكذا بجامعات الوطن. وأبرز أن المجلس ساهم في انجاز المعجم التاريخي للغة العربية الذي جرى طبعه ورقمنته بإمارة الشارقة (الإمارات العربية المتحدة) وذلك من خلال مشاركة أكثر من 130 باحث وخبير في اللغة العربية من الجزائر، مضيفا أن هذا المعجم يضم 76 مجلدا يتناول كل الجذور المتعلقة بكلمات اللغة العربية مع دراسة تطوراتها عبر مختلف المراحل التاريخية. وعلى صعيد آخر، أشار ذات المسؤول إلى أن المجلس الأعلى للغة العربية قد أعد بالتعاون مع جامعات الوطن وقطاع الثقافة والفنون برنامجا فكريا ثريا بمناسبة إحياء شهر اللغة العربية والذي يشمل ملتقيات وندوات علمية تسلط الضوء على جوانب متعلقة بهذه اللغة وأبرز المساهمين في تطويرها والارتقاء بها ببلادنا فضلا على إقامة معارض للإنجازات الفكرية والعلمية لذات المجلس. وللإشارة، تناقش الندوة الوطنية العلمية حول “المعجم التاريخي للغة العربية…رهاناته اللغوية وأبعاده الحضارية” المنظمة بمبادرة من مخبر اللسانيات العربية وتحليل النصوص التابع لكلية الآداب واللغات لجامعة “مصطفى اسطمبولي” لمعسكر بالتعاون مع المجلس الأعلى للغة العربية بمناسبة إحياء اليوم العالمي للغة العربية عدة محاور منها “أهمية المدونات اللغوية في إنجاز المعجم التاريخي للغة العربية” و”الإسهام الجزائري في المعجم التاريخي للغة العربية” و”الأبعاد الحضارية للمعجم التاريخي للغة العربية”. ويشارك في تنشيط هذا اللقاء الذي يدوم يوما واحدا عدة أساتذة جامعيين وخبراء مختصين في علوم اللغة العربية من عدة جامعات بالوطن.
