
جامعة “وهران1 أحمد بن بلة” : في عالم يتجه بخطوات متسارعة نحو الرقمنة، يظهر “الذكاء الاصطناعي” كواحد من أهم التحولات التقنية التي تشكل مستقبل البشرية. في الجزائر، يشق هذا المجال طريقه تدريجيًا، محققًا حضورًا متزايدًا، خاصة بين أوساط الشباب والمهتمين بالتقنيات الحديثة.
“محمد أنور لرمد”، طالب متخصص في الإعلام والاتصال بجامعة “وهران1 أحمد بن بلة”، وصانع محتوى رقمي متمكن على مواقع التواصل الاجتماعي، يحدثنا عن رؤيته وتجربته مع هذا المجال الواعد.
“الذكاء الاصطناعي” مجالا جديدا لكنه مليء بالإمكانات
“محمد أنور” يعتبر “الذكاء الاصطناعي” في الجزائر مجالًا جديدًا لكنه مليء بالإمكانات. يشير إلى أن هذا التخصص بدأ يترسخ بين الطلاب الجامعيين، حيث أصبحوا يستخدمون أدوات “الذكاء الاصطناعي” لتسهيل إنجاز مشاريعهم الأكاديمية وتطوير مهاراتهم الشخصية. ومع ذلك، يرى أن الجزائر لا تزال في مرحلة البداية، وأن الطريق لا يزال طويلًا لتحقيق انتشار واسع النطاق لهذه التقنيات.
التحديات تبني “الذكاء الاصطناعي” في الجزائر
يشير “محمد أنور” إلى أن الشركات الجزائرية تواجه تحديات كبيرة في تبني تقنيات “الذكاء الاصطناعي”. أحد أبرز هذه التحديات هو نقص الكفاءات المتخصصة في هذا المجال، حيث يتطلب العمل في “الذكاء الاصطناعي” خبراء على دراية عميقة بالتقنيات الحديثة وبجمع البيانات وتحليلها. إلى جانب ذلك، تعاني الجزائر من نقص في البنية التحتية التكنولوجية، التي تعتبر أساسية لدعم هذه التقنيات، مثل الإنترنت عالي السرعة ومراكز البيانات المتقدمة.
أهمية توعية الشباب “بالذكاء الاصطناعي” في الجزائر
يشدد “محمد أنور” على أهمية تشجيع الشباب الجزائري للانخراط في مجال “الذكاء الاصطناعي”. يرى أن ذلك يبدأ من خلال تقديم برامج تدريبية وورش عمل تركز على المهارات التقنية المطلوبة مثل البرمجة وتحليل البيانات وتعلم الآلة. كما يدعو إلى إنشاء حاضنات أعمال ومساحات عمل مشتركة لدعم الابتكار وتوفير بيئة مواتية للشباب لتطوير مشاريعهم.
المهارات المطلوبة للنجاح في مجال “الذكاء الاصطناعي”
لتطوير مستقبل مهني في “الذكاء الاصطناعي”، يرى “محمد أنور” أن هناك مجموعة من المهارات الأساسية التي يجب اكتسابها. تشمل هذه المهارات إتقان لغات البرمجة مثل Python وR، وفهم مبادئ تحليل البيانات وتعلم الآلة ومعالجة اللغة الطبيعية.
كما يشدد على أهمية التفكير النقدي وحل المشكلات وفهم الرياضيات والإحصاء، إلى جانب تطوير مشاريع عملية تعزز من خبرة المتخصصين.
توعية الشباب في مجال “الذكاء الاصطناعي” في الجزائر
يرى محمد أنور أن البحث العلمي في مجال “الذكاء الاصطناعي” في الجزائر لا يزال محدودا مقارنة بالدول الأخرى. ويؤكد على ضرورة تعزيز الشراكات بين الجامعات والمؤسسات البحثية والشركات لتطوير الأبحاث وتحقيق تطبيقات عملية. بالإضافة إلى ذلك، يشير إلى أن الدعم الحكومي يلعب دورا حاسما في توفير البيئة المناسبة لتعزيز البحث العلمي.
تأثير “الذكاء الاصطناعي” على سوق العمل
يتوقع “محمد أنور” أن يكون “للذكاء الاصطناعي” تأثير مزدوج على سوق العمل الجزائري. فمن جهة، قد يؤدي إلى تقليل بعض الوظائف التقليدية، لكنه في المقابل سيوفر فرصًا جديدة في مجالات البرمجيات وتحليل البيانات وإدارة الأنظمة الذكية. ويؤكد على أهمية تدريب القوى العاملة وإعادة تأهيلها لتكون قادرة على التعامل مع التغيرات التي يفرضها هذا التحول.
البنية التحتية التكنولوجية و”الذكاء الاصطناعي”
يرى “محمد أنور” أن البنية التحتية التكنولوجية في الجزائر تحتاج إلى تحسين كبير لدعم تطبيقات “الذكاء الاصطناعي”. ويوضح أن وجود إنترنت سريع، مراكز بيانات متطورة، وموارد حاسوبية قوية هي متطلبات أساسية يجب توفرها لضمان نجاح تطبيقات الذكاء الاصطناعي.
نصائح للشباب الطموح في “الذكاء الاصطناعي”
ينصح “محمد أنور” الشباب الجزائري الذين يرغبون في بدء مشاريعهم الخاصة في مجال “الذكاء الاصطناعي” بالبدء بتعلم المهارات الأساسية، والتركيز على حل مشكلات محلية باستخدام هذه التقنيات. كما يشجعهم على البحث عن شراكات مع مؤسسات تدعم الأفكار المبتكرة وتوفر الإرشاد اللازم. ويرى أن التطوير المستمر والتكيف مع التغيرات السريعة في هذا المجال هما المفتاح لتحقيق النجاح.
رؤية مستقبلية من خلال “الذكاء الاصطناعي”
يختتم “محمد أنور” حديثه بالتأكيد على أن “الذكاء الاصطناعي” ليس تهديدًا للإنسان بل هو أداة لتعزيز كفاءته. ويشجع على الاستمرار في التعلم والتطوير لتكون الجزائر جزء من هذا المستقبل الواعد، حيث يمكن للتكنولوجيا أن تسهم في تحقيق تقدم ملموس على مختلف الأصعدة.
ياقوت زهرة القدس بن عبد الله