تكنولوجيا

رقمنة التعليم في الجزائر

بين التجديد والتحديات

إعداد: ياقوت زهرة القدس بن عبد الله

 

تسعى الجزائر في السنوات الأخيرة إلى تعزيز استخدام الرقمنة كجزء من استراتيجيتها الوطنية للتحول الرقمي وتطوير الإدارة والخدمات العامة، هذه المبادرات التي تهدف إلى رفع كفاءة الخدمات المقدمة للمواطنين، زيادة عن الشفافية وتسهيل الإجراءات الإدارية من خلال دمج الرقمنة في مختلف المجالات.

وعليه، حظي التعليم بجزء كبير من هذا التحول، وذلك من خلال اعتماد الرقمنة كأداة أساسية لتحسين جودة التعليم وتحديثه، سعيا إلى تكييف النظام التعليمي مع متطلبات العصر الرقمي.

 

الريادة في تبني الحلول الرقمية في التعليم

في إطار رقمنة التعليم، شهدت الجزائر تحديثات شاملة على مستوى الإجراءات الإدارية لتتلاءم مع متطلبات التحول الرقمي، بحيث أسهمت هذه التحديثات في تسريع المعاملات الإدارية، وتقليل التكاليف التشغيلية بشكل ملحوظ، بما في ذلك متابعة المسار الدراسي للتلاميذ من خلال رقم التعريف المدرسي، وكذلك تتبع المسار المهني للموظفين باستخدام رقم التعريف الوظيفي.

وقد أسهمت هذه الخطوات في تسريع عمليات التقييم والمتابعة، كما تم تطوير حلول رقمية مبتكرة محليًا، مما يعزز الاستقلالية في التصميمات التقنية ويقلل من الاعتماد على الحلول الخارجية، حيث باتت الجزائر تودع الأساليب التقليدية في الإدارة لترتدي حلة رقمية عصرية من أجل تعزيز آليات مراقبة الأداء والتتبع وكذا توحيد أساليب التسيير في كافة المدارس والمؤسسات التعليمية لتحقيق تضييق الفجوة بين الجهات المعنية. هذا التركيز على إرساء الثقافة الرقمية في أوساط المجتمع التربوي، ساهم في تعزيز القدرة على التكيف مع التكنولوجيا الحديثة و هذه الجهود تُعَدّ خطوة هامة نحو بناء مجتمع أكثر وعيًا وكفاءة في التعامل مع الأدوات الرقمية.

 

تحديات التحول الرقمي في قطاع التعليم

رغم الجهود المبذولة في مجال التحول الرقمي، لا تزال الجزائر تواجه تحديات كبيرة في التكيف مع متطلبات الرقمنة، فتعاني بعض التعليمات الإدارية المنظمة لعملية الرقمنة من غموض وشح في التفاصيل، ما يستدعي تحديثها وإعادة صياغتها بشكل أكثر وضوحا لضمان فهمها من قبل جميع الأطراف المعنية.

كما يعاني المستخدمون من صعوبة في التفاعل مع النظام المعلوماتي بسبب نقص الإرشادات التوجيهية، فيمكن على سبيل المثال، إعداد أدلة استخدام شاملة وواضحة تسهم في تسهيل التنقل داخل النظام، بالإضافة إلى توفير دعم تقني.

كما تعاني الأنظمة من نقص في تكامل بعض الوظائف، مثل إدارة المستخدمين والتسجيل الدراسي، مما يسبب صعوبات في التنسيق بين الإدارات ولكن يمكن تعزيز التكامل بين الأنظمة لضمان سير العمل بشكل متناسق وفعال، بحيث يواجه بعض المعنيين صعوبة في متابعة الإجراءات الإدارية الجديدة المعتمدة عبر النظام المعلوماتي. الإجراء الموصى به هو تعزيز قنوات التواصل من خلال تنظيم حملات توعوية وإرشادية للمستفيدين.

رغم التقدم الذي حققته الجزائر في التحول الرقمي بقطاع التعليم، إلا أن التحديات ما زالت قائمة، خاصة في مجالات البنية التحتية والتأهيل التقني. ومع ذلك، تواصل الجزائر جهودها الحثيثة لتجاوز هذه العقبات، في إطار سعيها المستمر لتحسين جودة التعليم وتطوير النظام التعليمي بما يتماشى مع متطلبات العصر الرقمي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى