
أعلنت شركة “ميتا” عن إطلاق أداة مبتكرة تحت اسم “ختم الفيديو” (Meta Video Seal)، التي تهدف إلى وضع علامات مائية غير مرئية على مقاطع الفيديو التي يتم إنشاؤها باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي. تأتي هذه الخطوة في إطار جهود الشركة لمكافحة انتشار المحتوى المزيف، الذي أصبح يشكل تهديدًا كبيرًا في عصر التكنولوجيا المتقدمة.
وتساهم الأداة الجديدة في تعزيز مصداقية المحتوى الرقمي من خلال الحد من عمليات التزييف العميق التي أصبحت تشكل حوالي 7 بالمائة من جميع محاولات الاحتيال في عام 2024، وفقًا لتقرير نشره موقع “تك كرانش”. وقد تم تصميم “ختم الفيديو” لتكون مقاومة للتعديلات الشائعة التي قد تطرأ على الفيديوهات، مثل التمويه والقص وضغط الملفات، مما يجعلها من الحلول المتقدمة في هذا المجال.
وفي تصريح له، أكد “بيير فرنانديز”، الباحث في مجال الذكاء الاصطناعي بشركة “ميتا”، أن الأداة صُممت لتكون أكثر فعالية وكفاءة مقارنة بالتقنيات الحالية، بفضل قدرتها على العمل بشكل موسع ومرونتها العالية. كما أشار إلى أنها ستكون أداة مفتوحة المصدر، مما يعزز من إمكانية استخدامها من قبل مجموعة واسعة من المطورين والباحثين.
على الرغم من فعالية الأداة، أقر “فرنانديز” بوجود بعض التحديات التقنية، مثل وضوح العلامات المائية وتأثير الضغط على فعالية الأداة. وللتغلب على هذه الصعوبات، أطلقت “ميتا” أيضًا لوحة أداء لمقارنة فعالية أدوات العلامات المائية المختلفة، بالإضافة إلى تنظيم ورشة عمل تجمع خبراء من الأكاديميات والصناعة لمناقشة الحلول الممكنة.
الجدير بالذكر أن “ميتا” ليست الشركة الوحيدة التي تعمل في هذا المجال، إذ قامت كل من “DeepMind” و”مايكروسوفت” بتطوير أدوات مشابهة. ومع ذلك، تأمل “ميتا” أن تساهم أداة “ختم الفيديو” في تحديد معايير جديدة في مكافحة المحتوى المزيف، وتعزيز الثقة في المحتوى الرقمي، بما يتماشى مع التحديات التي تفرضها تقنيات الذكاء الاصطناعي.
… “ميتا” تطلق نموذج ذكاء اصطناعي جديد
وفي سياق متصل، أعلنت شركة “ميتا” عن إطلاق نموذج جديد للذكاء الاصطناعي يحمل اسم “ميتا موتيفو”، الذي يتيح التحكم في تحركات وكيل رقمي يشبه الإنسان، ويعزز من تجربة الميتافيرس. ويأتي هذا الإعلان في إطار التزام الشركة المستمر بالاستثمار في تقنيات الذكاء الاصطناعي والواقع المعزز، حيث تستثمر عشرات المليارات من الدولارات في هذه المجالات، مما يرفع توقعات النفقات الرأسمالية لعام 2024 إلى مستويات غير مسبوقة تتراوح بين 37 و40 مليار دولار.
كما تواصل “ميتا” إطلاق نماذج الذكاء الاصطناعي الخاصة بها للاستخدام المجاني من قبل المطورين، معتقدة أن المصادر المفتوحة ستساهم في تعزيز أعمالها من خلال تطوير أدوات أفضل لخدماتها. وذكرت الشركة في بيان لها: “نعتقد أن هذا البحث قد يكون الخطوة الأولى نحو تطوير وكلاء متجسدين بالكامل داخل الميتافيرس”.
وأوضح البيان أن “ميتا موتيفو” يعالج التحديات المرتبطة بالتحكم في تحركات الصور الرمزية الرقمية، مما يسهم في تحسين أداء الحركات وجعلها أكثر واقعية وأقرب إلى الحركات البشرية الطبيعية.
وفي نفس السياق، أطلقت “ميتا” أيضًا أداة جديدة تدعى “فيديو سيل” (Video Seal)، التي تقوم بإضافة علامة مائية مخفية إلى مقاطع الفيديو، مما يجعلها غير مرئية للعين المجردة، ولكن يمكن تتبعها بسهولة، وذلك بهدف مواجهة مشكلة المحتوى المزيف.
وتعد هذه المبادرات خطوة هامة من “ميتا” في سعيها إلى تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي والميتافيرس، مع تركيزها على تقديم أدوات مبتكرة لتحسين التجربة الرقمية للمستخدمين.
ياقوت زهرة القدس عبد الله