“آيروسبايك” محرك صاروخي متطور :تمكن نظام ذكاء اصطناعي يُدعى “نويرون” (Noyron) من تصميم وتصنيع واختبار أحد أكثر محركات الصواريخ تعقيدا في صناعة الفضاء، والمعروف باسم محرك “آيروسبايك” الهوائي المبرد، في غضون 3 أسابيع فقط. ويُعد هذا النوع من المحركات بمثابة “الكأس المقدسة” في مجال استكشاف الفضاء، بفضل كفاءته العالية عبر مختلف الارتفاعات، ما يجعله مناسبا للانتقال من سطح الأرض إلى المدار باستخدام مركبة فضائية واحدة.
تكيف “آيروسبايك” مع تغيرات الضغط الجوي
على عكس المحركات التقليدية التي تتطلب أطوال فوهات مختلفة حسب الارتفاع، يتميز تصميم “آيروسبايك” بتكيّفه مع تغيرات الضغط الجوي، ما يجعله أكثر كفاءة وأقل تكلفة. ومع ذلك، فإن تصنيع هذا النوع من المحركات واجه على مدار عقود تحديات كبيرة، أبرزها التبريد، بسبب الحرارة العالية التي تصل إلى 3000 درجة مئوية، ما يفوق قدرة المعادن التقليدية على التحمل.
رغم المحاولات السابقة من وكالات مثل “ناسا” وشركات خاصة، فإن تصميم محرك “آيروسبايك” غالبا ما كان يواجه صعوبات تقنية وميزانية. لكن باستخدام الذكاء الاصطناعي، تمكنت شركة “Leap71” من التغلب على هذه التحديات عبر تصميم مبتكر يعتمد على تبريد داخلي معقد باستخدام الأكسجين السائل والكيروسين.
“آيروسبايك” إنجاز غير مسبوق
استغرق تصميم المحرك “آيروسبايك” باستخدام الذكاء الاصطناعي دقائق معدودة، وتم تصنيعه باستخدام الطباعة ثلاثية الأبعاد من قطعة نحاسية واحدة، ما يعد إنجازا غير مسبوق. بعد ذلك، أُجريت معالجة حرارية لتعزيز قوة المعدن، مع تنظيف دقيق للتجاويف الداخلية، بالتعاون مع مؤسسات ألمانية متخصصة.
وفي ديسمبر 2024، خضع محرك “آيروسبايك” لاختبارات في مرافق مخصصة بالمملكة المتحدة، حيث نجح في العمل من المحاولة الأولى، مما أكد على فعالية الذكاء الاصطناعي في تجاوز تعقيدات الفيزياء والهندسة.
يرى فريق “Leap71” أن هذا الإنجاز يمثل خطوة نوعية في تطوير تكنولوجيا الفضاء، حيث يثبت قدرة الذكاء الاصطناعي على تسريع الابتكار وحل مشكلات كانت تعتبر مستعصية لعقود، ما يفتح آفاقا جديدة لصناعة الفضاء ويعزز استكشافاته المستقبلية.
ياقوت زهرة القدس بن عبد الله