تكنولوجيا

الإنترنت هل أصبح بديلا عن الواقع أم امتدادا له ؟

حياتك الثانية.. هل نعيش داخل الإنترنت أكثر مما نعيش خارجه؟

الإنترنت هل أصبح بديلا عن الواقع أم امتدادا له ؟

 قبل عقود، كان الإنترنت مجرد وسيلة للبحث عن المعلومات والتواصل، لكنه اليوم أصبح عالما موازيا

نقضي فيه معظم أوقاتنا.

من العمل عن بعد إلى التسوق الإلكتروني، ومن الصداقات الرقمية إلى العوالم الافتراضية، يبدو أن

الإنترنت لم يعد مجرد أداة بل حياة أخرى نعيشها بشكل متوازٍ مع واقعنا. لكن هل نحن من نتحكم

فيه، أم أنه أصبح يسيطر على تفاصيل حياتنا؟

نحن نغذي الإنترنت.. لكنه يعيد تشكيلنا أيضا

كل منشور نشاركه، وكل صورة نرفعها، وكل فيديو نشاهده، هو جزء من البيانات الضخمة التي تغذي

الإنترنت وتساعده على فهمنا. لكن في المقابل، الإنترنت يعيد تشكيل اهتماماتنا، قراراتنا، وحتى

سلوكياتنا من خلال الخوارزميات الذكية التي تعرف ماذا نحب وتشكل واقعنا الرقمي بناء على ذلك.

فهل نحن نستخدم الإنترنت بحرية، أم أننا نتحرك داخل عالم تم تصميمه خصيصا لنا؟

هل يمكن أن يختفي الإنترنت يوما؟

فكرة انقطاع الإنترنت العالمي تبدو وكأنها سيناريو من أفلام الخيال العلمي، لكن ماذا لو حدث ذلك؟

ماذا سيحدث لعالم يعتمد بشكل كامل على الاتصال الرقمي؟ من تخزين المعلومات إلى البنوك

الإلكترونية، ومن البث المباشر إلى وسائل التواصل الاجتماعي، أصبح الإنترنت جزء لا يتجزأ من

الحضارة الحديثة، وانهياره قد يكون أكثر تأثيرًا من سقوط أي إمبراطورية في التاريخ.

بين الحرية والسيطرة.. من يملك الإنترنت حقًا؟

يقال إن الإنترنت فضاء حر ومفتوح، لكنه في الواقع تتحكم فيه شركات عملاقة تمتلك البيانات

وتقرر ماذا نرى وماذا لا نرى. من خلال الذكاء الاصطناعي والتحليل السلوكي، يتم تحديد الأخبار

التي تظهر لنا، والإعلانات التي تلاحقنا، وحتى الاتجاهات الثقافية التي تنتشر عالميًا.

فهل الإنترنت حقًا مساحة حرة، أم أنه أكبر آلة تحكم في تاريخ البشرية؟

الإنترنت … إلى أين نذهب؟

بدأ الإنترنت كمجرد شبكة معلومات، واليوم أصبح بيئة متكاملة تشمل الواقع الافتراضي، الذكاء

الاصطناعي، وإنترنت الأشياء. المستقبل قد يحمل مفاهيم أكثر تطورًا مثل الإنترنت اللامركزي

والعقول المتصلة بالشبكة مباشرة، مما قد يغير شكل الحياة البشرية تمامًا. لكن يبقى السؤال

الأهم: هل الإنترنت يخدمنا أم أننا أصبحنا نخدمه؟

ياقوت زهرة القدس بن عبد الله

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى