
في موعد ديني ينتظره المواطنون بشغف كبير كل عام، أسدلت ولاية المنيعة الستار على عملية قرعة الحج، التي جرت هذا الموسم في ظروف تنظيمية اعتبرها المتابعون “نموذجية”، سواء من حيث شفافية السحب،أو من حيث ضبط الأرقام وتوزيع الحصص بين البلديات.
العملية، التي أشرفت عليها مصالح الولاية بتنسيق مع المجالس الشعبية البلدية، لم تكن مجرد إجراء إداري روتيني، بل محطة تُقاس من خلالها درجة جاهزية الإدارة المحلية في التعامل مع واحدة من أكثر الملفات حساسية لدى المواطن، لما يحمله الحج من رمزية دينية وروحية خاصة.
مدير التقنين والشؤون العامة، “حملاوي يعقوب”، أكد أن القرعة تمت “في كنف الشفافية التامة”، مشيرا إلى أنه تم تسخير كل الإمكانيات المادية والبشرية لإنجاح العملية، تنفيذًا لتوصيات والي ولاية المنيعة “بن مالك مختار”، الذي شدّد على ضرورة توفير ظروف تنظيمية ملائمة، بدء من استقبال المترشحين، مرورا بعملية السحب، وصولا إلى الإعلان النهائي عن القوائم.
في بلدية المنيعة، قدّم رئيس المجلس الشعبي البلدي “بوصبيع عثمان” قراءة رقمية دقيقة لنتائج القرعة، حيث أسفرت العملية عن 67 فائزا، إضافة إلى 10 أسماء احتياطية ضمن قرعة هذه السنة، مع اعتماد 28 احتياطيا من السنة الماضية، ليصل العدد الإجمالي إلى 95 مستفيدا بين فائز واحتياطي. هذه الأرقام، بحسب المتابعين، تعكس حرص البلدية على توضيح المعطيات للرأي العام وقطع الطريق أمام الشائعات.
أما في بلدية حاسي لفحل، فقد تم تسجيل 26 فائزا في قوائم الحج، في وقت اعتُبرت فيه الحصة الممنوحة “مستجيبة نسبيًا” لحجم الطلب مقارنة بالسنوات السابقة، في انتظار توسيع الحصص الوطنية مستقبلا إذا سمحت الظروف بذلك.
وفي بلدية حاسي القارة، أوضح رئيس المجلس الشعبي البلدي “عبد المالك سعيدات” أن العملية أفرزت 71 فائزا و7 احتياطيين، مؤكدا أن الإجراءات تمت بحضور ممثلين عن المجتمع المدني ومواطنين تابعوا القرعة لحظة بلحظة، وهو ما عزز، حسبه، الشعور بالإنصاف وتكافؤ الفرص بين المترشحين.
تحليل مسار العملية يُظهر أن السلطات المحلية حاولت هذه السنة التركيز على 3 محاور أساسية:الشفافية في السحب عبر فتح الأبواب للمواطنين لمتابعة القرعة،الانضباط الإداري من خلال ضبط قوائم الفائزين والاحتياطيين بأرقام واضحة ومعلنة والتواصل مع الرأي العام عبر تصريحات رسمية لمسؤولي الولايةوالبلديات.
ويرى مراقبون للشأن المحلي أن نجاح قرعة الحج بالمنيعة هذا الموسم يمكن أن يشكّل “ورقة اعتماد” إضافية للإدارة الولائية في مسار استعادة ثقة المواطن، خاصة إذا تواصل نفس النهج في باقي الملفات ذات البعد الاجتماعي والديني، كما يلفتون إلى أن التحدي المقبل لا يقل أهمية، ويتمثل في مرافقة الفائزين في باقي المراحل التنظيمية، الصحيةوالإدارية إلى غاية موعد السفر إلى الديار المقدسة.
بهذا، لا تنتهي قصة القرعة عند إعلان الأسماء فحسب، بل تبدأ مرحلة جديدة عنوانها متابعة الملفات، وضمان أن يتحول هذا الحلم الجماعي إلى رحلة ناجحة وميسرة، تعكس صورة إدارة عمومية أكثر قربا من انشغالات مواطنيها.
الهوصاوي لحسن



