
أطلقت قوقل تحذيرًا شديد اللهجة بشأن تهديد رقمي جدي، قادر على استهداف الهواتف الذكية دون الحاجة إلى المرور عبر شبكات الاتصال المعروفة، حيث يقوم القراصنة باستخدام أدوات متطورة تتيح لهم تجاوز آليات الحماية التقليدية والوصول إلى بيانات المستخدمين، من خلال استغلال ضعف في تقنيات الاتصال القديمة.
ويستند هذا النوع من الهجمات إلى أدوات تُعرف بأنها ترسل رسائل قصيرة بشكل مباشر إلى الهاتف، عبر إشارات وهمية تقوم بإنشاء نقطة تواصل مزيفة تُجبر الهاتف على الارتباط بها دون علم المستخدم أو موافقته.
الخطر الأكبر في هذا الهجوم لا يكمن في معرفة رقم الهاتف المستهدف، وإنما في التواجد داخل نطاق جغرافي معين، غالبا ما يكون في مناطق ذات مستوى معيشي مرتفع، حيث تكفي هذه الإشارة المزيفة لتفعيل عملية إرسال الرسائل الضارة بشكل تلقائي وتجاوز أي حماية تقدمها شبكات الاتصال الرسمية، الأمر الذي دفع جهات أمنية في بعض الدول إلى إصدار تنبيهات بعد تسجيل حالات فعلية لهذا النوع من الاختراقات من بينها حالة تم ضبطها مؤخرًا، أثبتت أن هذه التقنية الجديدة تتخطى كل أنظمة الوقاية المتبعة حاليًا ضد الرسائل المزعجة وعمليات الاحتيال.
شبكة قديمة تُفتح منها أبواب الاختراق
تعود جذور هذه الثغرة، إلى اعتماد الهواتف الذكية حتى اليوم على تقنيات اتصال قديمة، من بينها شبكة الجيل الثاني التي ورغم قدمها ما زالت مفعلة في معظم الأجهزة الحديثة، ووفقًا لما أعلنته الشركة المحذّرة فإن هذه الشبكة تُعد أضعف حلقة في أنظمة الاتصال الحالية، إذ تفتقر إلى وسائل التشفير الحديثة ويمكن التحايل عليها بسهولة حتى في المناطق التي توقفت فيها هذه الشبكة رسميًا، ما يزال الهاتف قادرًا على الاتصال بها إذا وُجدت نقطة وصول وهمية في الجوار، وذلك فقط بسبب بقاء دعمها مفعلًا ضمن إعدادات الجهاز مما يمنح القراصنة فرصة ذهبية لاختراق الأجهزة دون أن يشعر المستخدم بأي مؤشر واضح على حدوث ذلك.
خطوات وقائية لحماية الهاتف من التهديدات الخفية
ولتفادي هذا النوع من الاختراقات، نصحت الشركة المستخدمين الذين يستعملون نسخة حديثة من نظام التشغيل باتخاذ خطوات بسيطة لحماية أجهزتهم، تبدأ بالدخول إلى إعدادات الجهاز ثم التوجه إلى قسم الأمان والخصوصية، ومنه إلى إعدادات الحماية المتقدمة حيث يجب تفعيل خاصية تمنع الاتصال بشبكة الجيل الثاني إلا في حالات الطوارئ.
كما تتضمن هذه الخطوة مزايا إضافية مثل منع الاتصال عبر الأسلاك عند إغلاق الهاتف وإعادة تشغيله تلقائيًا بعد مرور فترة زمنية طويلة، فضلًا عن مراقبة أي تصرفات مريبة قد تشير إلى محاولة اختراق أو سرقة بيانات في المقابل فإن مستخدمي أجهزة أخرى قد يضطرون إلى تفعيل وضع حماية خاص صُمم أساسًا للمستخدمين المعرضين للاستهداف من قِبل جهات متقدمة، إلا أن هذا الخيار يقيد استخدام الهاتف بشكل كبير ولا يناسب جميع المستخدمين.
احذر الرسائل التي تبدو بريئة
في السياق ذاته، نبهت شركة أمنية متخصصة إلى أن التهديدات الرقمية الأكثر شيوعًا لا تزال تأتي عبر رسائل مخادعة تحمل أسماء علامات تجارية معروفة، حيث يتم استغلال ثقة المستخدم بهذه الأسماء لإقناعه بفتح روابط ضارة أو تقديم بياناته الشخصية وتذكّر الشركة بأن الرسائل الاحتيالية غالبًا ما تحتوي على أخطاء لغوية واضحة أو تطلب معلومات حساسة بطريقة مفاجئة أو تعد بجوائز وعروض يصعب تصديقها، مما يجعلها إشارات تحذيرية يجب الانتباه لها بدقة.
من جهتها، تعمل الشركة المطورة لنظام التشغيل على تعزيز الحماية ضد هذا النوع من الهجمات من خلال إضافة ميزات جديدة، تتيح التعرف التلقائي على المكالمات الضارة والرسائل المشبوهة وإبلاغ المستخدمين بها بشكل مباشر منذ اللحظة الأولى لتشغيل الجهاز، وهو ما يمثل خطوة إضافية نحو بناء بيئة رقمية أكثر أمنا في مواجهة التهديدات المتزايدة التي لا تتطلب أحيانًا أكثر من تواجدك في المكان الخطأ وفي الوقت الخطأ.
ياقوت زهرة القدس بن عبد الله