
كشف “رشيد مداح” المدير العام للشؤون القنصلية والجالية الوطنية بالخارج بوزارة الشؤون الخارجية، عن إنشاء الوكالة الجزائرية للتعاون الدولي من أجل التضامن والتنمية، لبدأ مشاريع تنموية في البلدان الأصلية.
وأضاف “مداح” في مداخلته في “مائدة مستديرة حول حوكمة الهجرة”، بالجزائر العاصمة، أن هذه الوكالة تم تمويلها بما يعادل 1 مليار دولار، بهدف إنجاز مشاريع تنموية، على غرار تلك التي تم إنجازها بالنيجر ومالي وبوركينافاسو، إلى جانب جاهزيتها لدراسة المشاريع المقترحة من طرف البلدان الإفريقية المعنية. مؤكدا أن الجزائر تسعى لمحاربة هذه ظاهرة الهجرة غير الشرعية بإمكاناتها الخاصة، ولم تستفد من أية مساعدة خارجية. موضحا أن الجزائر في مقاربتها تمتنع استخدام ظاهرة الهجرة “كورقة ضغط” و”ابتزاز” في سياستها على عكس ما تنتهجه دول أخرى، مضيفا أنها تستند بالأحرى على موقف إنساني ركيزته المساعدة والتعاون. المدير العام للشؤون القنصلية والجالية الوطنية بالخارج بوزارة الشؤون الخارجية، أضاف أن الجزائر تستند في مقاربتها في محاربة “الحرقة” إلى عدد من المبادئ الأساسية، من بينها الأخذ بعين الاعتبار خصوصيات كل بلد أصلي، كما ترتكز كذلك على ضرورة معالجة هذه الظاهرة بمحاربة الأسباب العميقة والحقيقية للهجرة غير الشرعية المرتبطة على وجه الخصوص بانعدام الاستقرار السياسي والنزاعات المسلحة. مذكرا أن الجزائر صادقت الجزائر على معظم الاتفاقيات الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان وملتزمة بروح التضامن والتعاون في هذا الإطار. موضحا أن الهجرة هي ظاهرة إنسانية معقدة” ومتعددة الأبعاد، وتؤثر في الأساس على الفئات الهشة (الأطفال والنساء وكبار السن)، الذين يتعرضون لأشكال عديدة من الاستغلال. “مداح” اعتبر أن نشاط الوكالة المنشأة سيسمح بخلق مناصب شغل وتنمية بالبلدان المعنية، وهو ما من شأنه تسهيل عودة المهاجرين نحو بلدانهم الأصلية في أحسن الظروف الممكنة، مردفا أن العمل الجاد الذي تقوده منظمة الهجرة الدولية، سمح بوضع برنامج للعودة الطوعية لـ10.000 مهاجر سري إلى بلدانهم الأصلية. موضحا أنه تم عقد لجنة ثلاثية تضم منظمة الهجرة الدولية والاتحاد الأوروبي والحكومة الجزائرية في سبيل إيجاد صيغ تفاعلية وتكميلية لتمويل هذه العملية والسماح للمهاجرين غير الشرعيين بالعودة إلى بلدانهم ومرافقتهم.
ومن جانبه، أشاد “أليخاندرو ألفاريز”، المنسق المقيم للأمم المتحدة في الجزائر، بالدور الكبير الذي تقوم به الجزائر في محاربة الهجرة غير السرية، واعتمادها مقاربة لا تعتمد على استعمال “ملف الهجرة كورقة ضغط” مثلما تفعل بعض الدول، رغم أن الهجرة مسألة “صعبة للغاية”، مضيفا أنها لا يمكن أن تكون قضية بلد واحد أو منطقة واحدة. في الوقت الذي صرحت سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية بالجزائر “إليزابيث مور أوبين”، أن التجربة الدولية أبرزت ضخامة التحديات العالمية التي يصعب التكفل بها من طرف دولة واحدة، وبعد أن ذكرت بوجود أكثر من إجابة لهذه الإشكالية، صرحت السفيرة أن بلدها يسعى لدعم الآليات الموضوعة من طرف الجزائر لمعالجة ظاهرة الهجرة.
يذكر أن المائدة المستديرة حول حوكمة الهجرة، التي نظمتنها منظمة الهجرة الدولية بالجزائر، بدعم من شبكة الأمم المتحدة للهجرة، شارك فيها فاعلون أساسيون في مجال الهجرة، منهم ممثلون عن الأمم المتحدة وشركاء دوليون وممثلون عن سفارات البلدان الأصلية لجاليات مهاجرة في الجزائر، حيث ناقشوا التحديات المشتركة وتباحثوا حلولا مبتكرة لترقية تسيير الهجرة واللجوء بشكل آمن ومنظم ومنتظم، في الجزائر وكل المنطقة.
سليمة. ق