تكنولوجيا

دخول مدرسي مميز

0 ورقة والسعي لتزويد 5000 مدرسة بالطابلات

التحق أمس التلاميذ بمقاعد الدراسة في أول يوم للعودة المدرسية لموسم 2025/2024، وكلهم عزيمة على تحقيق نتائج تسمح لهم بتحقيق تفوق يساعدهم على تجسيد أحلامهم المستقبلية.

وأمام التطور العلمي الحاصل، فقد اندمجت الجزائر في هذا التوجه، عبر منهجية اختارها رئيس الجمهورية “عبد المجيد تبون” لتكون من أولويات التزاماته في بداية عهدته الأولى، عبر رقمنة الإدارة وكل القطاعات، لاسيما قطاع التربية والتعليم، لأنه صانع الأجيال القادمة. ما أدى بوزارة التربية إلى التركيز على تنفيذ إستراتيجية التخلي عن الورقة والتوجه إلى الحاسوب، لاستكمال العمل الإداري وكل ما يتعلق بالأمور التقنية، التي عجلت برقمنة القطاع وتحقيق صفر (0) ورقة، من خلال فتح أرضيات رقمية لكل المعاملات لاسيما ما يتعلق بالأساتذة فيما يخص فتح فرص التوظيف، التحويلات، التعاقد مما قضى على البيروقراطية التي كان يشتكي منها الأساتذة.

فالرقمنة جعلت من كل العمليات التربوية المرتبطة بالطاقم التربوية مباشرة وطنية، لا تخضع لأهواء ورغبات أشخاص على حساب البقية، بل الجميع متساوي، والأفضلية لمن تتوفر فيه الشروط المطلوبة، ومعها تم القطع مع التلاعب بالنتائج والمعلومات الذي كان سائدا في السنوات السابقة. حتى عملية الإطعام، تم إدراجها ضمن عملية الرقمنة لبقاء الجهات الوصية على اطلاع على ما يقدم للتلاميذ لاسيما المدارس الابتدائية، بعدما كانت مدارس تقدم قائمة بطعام لا علاقة له بواقع الأكل الذي يقدم للتلاميذ بالواقع، وأحيانا حتى الخبز لا يقدم لهم أو تسجل وجبات ساخنة والواقع أنها وجبات باردة لا تسد رمق التلميذ، وينطبق ذلك على النقل المدرسي بالنسبة للتلاميذ الذين يقطنون بالمناطق النائية أو البعيدة عن المؤسسات المدرسية، التي كان بعض الناقلين يتوجهون إلى النقل العام ويرفضون نقل التلاميذ في المواقيت المحددة في العقد المبرم مع البلدية، وقد كشفت تحقيقات سابقة تورط منتخَبين محليين في عمليات التحايل سواء بالنسبة لتموين المطاعم أو الناقلين. كما سخرت وزارة التربية لجان مراقبة فجائية للوقوف على حقيقة ما يعيشه التلاميذ بمؤسساتهم التربوية، خاصة بعدما حدث الموسم الفارط حين وقع سقف أحد الاقسام بولاية وهران على رؤوس التلاميذ وخلف ضحايا منهم تلميذة في حالة حرجة، اضطرت الوزير والوالي إلى متابعة علاجها شخصيا، وأدى ذلك إلى إصدار تعليمة بمنع الترميم خلال فترة الدراسة حماية للتلاميذ.

الوصول إلى 5000 ابتدائية مزودة ب”الطابلات”

وفي سياق موازي، تسعى وزارة التربية الوطنية لتعميم اللوحات الإلكترونية المعروفة ب”الطابلات” لفائدة التلاميذ عبر كل المدارس الابتدائية. حيث تسعى الوزارة المعنية لتغطية 5000 مدرسة ابتدائية باللوحات الإلكترونية، بعدما تم تسليم اللوحات الإلكترونية ل1700 مدرسة، مع مواصلة العملية على مدار السنة الدراسية، حتى يتسنى لكل التلاميذ التخلص من ثقل المحفظة الممتلئة بالكتب والكراريس. حيث ستكون الطابلات مزودة بالنصوص التي تتضمنها الكتب الورقية، وبأكواد (كلمات مفتاحية أو كلمة السر) التي تسمح للتلميذ باستعمالها فيما هو مضبوط في برنامجه الدراسي دون الخروج عن الإطار، بما يسمح للمعلم بالمتابعة عن قرب. كما أنها ستسمح للتلاميذ بالمتابعة والتركيز مع الاستاذ، لأنها تطابق الهواتف الذكية التي أصبحت الساحر الاستثنائي بجلبه انتباه التلميذ واهتمامه.  غير أن تعميم اللوحات الإلكترونية يقابله نقص التغطية بالأنترنيت ببعض المناطق لاسيما المناطق النائية والمعزولة، وهو ما يستدعي تجاوب الجهات المختصة لتغطية كل المناطق بالأنترنيت بتدفق عال يسمح للتلاميذ باستعمال اللوحات الإلكترونية. بينما سيكون الأولياء على الخط من خلال حصولهم على “ذاكرة إلكترونية” المعروفة ب”الفلاش ديسك” التي تضم المواضيع الدراسية التي يتابعها أبناؤهم، الدراسة والمراجعة بالبيت. بينما يدعو بعض الأساتذة إلى استغلال الفرصة لتزويد الأقسام جهاز “داتاشو” الذي يسمح لكل تلاميذ القسم بالمتابعة مرة واحدة مع الأستاذ، بما يجعل الكتاب الورقي ليس ضروريا لكل تلميذ، في انتظار وصول الطابلات، كما طالب الأساتذة بضرورة إخضاعهم لدورات تكوينية تسمح لهم تعلم العمل بهذا الجهاز الرقمي واستغلاله بطريقة صحيحة لتحقيق نتائج إيجابية.  يذكر أن الإداريين أعابوا على عملية الرقمنة التسرع في تنفيذها قبل أن يتم رقمنة الأرشيف، مما أخلط العملية لدى معظم المؤسسات التربوية التي قامت بتسجيل التلاميذ ورقيا، لانعدام المعلومات الخاصة بهم عبر البيانات القاعدية الرقمية.

سليمة. ق

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى