تمكنت الصين من تحقيق إنجاز تقني هائل عبر بناء أوسع شبكة اتصالات للجيل الخامس. في العالم خلال السنوات الخمس الماضية. وقد امتدت تغطية هذه الشبكات المتطورة .لتشمل غالبية الأراضي الصينية وفقاً لتقرير شبكة التلفاز الصينية العالمية. وأشار التقرير إلى أن عدد أبراج ومحطات الجيل الخامس. في البلاد وصل إلى 4.71 ملايين محطة مع نهاية شهر سبتمبر الماضي. تمثل هذه الأرقام زيادة كبيرة بمقدار 445 ألف محطة مقارنة بالعام الماضي. مع الإشارة إلى أن جميع هذه المحطات تنتمي للفئة فائقة السرعة.
يعكس هذا التوسع الكبير، الاهتمام المتزايد من الحكومة الصينية بتقنيات الجيل الخامس والإقبال الملحوظ من المستخدمين ومصنعي الأجهزة المحمولة على هذه التقنيات المتطورة. ووفقاللبيانات الرسمية فقد وصل عدد المستخدمين الذين يمتلكون اتصالا بشبكات الجيل الخامس في الصين إلى 1.2 مليار مستخدم. كما أن شبكات الهاتف المحمول الرئيسية الثلاث في البلاد تدعم الاتصال بشبكات الجيل الخامس بشكل مباشر سواء للاستخدامات الشخصية أو التجارية على حد سواء.
تحتل الصين مرتبة متقدمة في سرعة شبكات الجيل الخامس عالميا
تشير تقارير الاختصاصيين في قياس سرعات الإنترنت حول العالم، إلى أن شبكة الهواتف المحمولة الصينية تحتل المرتبة الـ15 عالميامن حيث السرعة. ويبلغ متوسط سرعة تحميل الملفات عبر هذه الشبكات 156 ميغابت في الثانية الواحدة، بينما تصل سرعة رفع الملفات إلى 26 ميغابت في الثانية. وتظهر هذه الأرقام التقدم الكبير الذي حققته الصين في مجال البنية التحتية للاتصالات، حيث تمكنت من بناء شبكة شاملة وفعالة في وقت قياسي.
تجدر الإشارة، إلى أن الشركات الصينية قد كشفت في أبريل الماضي عن شرائح اتصال مصممة للعمل مع شبكة الجيل السادس وفقاً لتقارير صحفية متخصصة.تصل سرعة هذه الشرائح التقنية الجديدة إلى أكثر من 100 غيغابت في الثانية الواحدة مما يمثل زيادة هائلة تصل إلى 10 أضعاف السرعات الحالية لشبكات الجيل الخامس. ويعكس هذا التطور الاستثمار المستمر للصين في مجال تقنيات الاتصالات المتطورة وتوجهها نحو تبني أحدث المعايير العالمية.
تؤكد هذه الإنجازات المكانة الريادية للصين في مجال تقنيات الاتصالات على المستوى العالمي. فقد استطاعت البلاد خلال فترة زمنية قصيرة بناء بنية تحتية متطورة تغطي مساحات شاسعة وتخدم أعداداهائلة من المستخدمين. كما تشير هذه التطورات إلى الاهتمام الكبير الذي توليه الصين للتحول الرقمي ومواكبة أحدث التقنيات في مجال الاتصالات. ويبدو أن هذا الاستثمار الضخم في البنية التحتية للاتصالات يأتي في إطار خطة شاملة لتعزيز القدرات التقنية للبلاد وتمكين التحول الرقمي في مختلف القطاعات.
تمثل شبكات الجيل الخامس نقلة نوعية في عالم الاتصالات حيث تتيح سرعات نقل بيانات أعلى بكثير من الأجيال السابقة. كما توفر هذه الشبكات استجابة أسرع وزمن تأخير أقل مما يمكن المستخدمين من الاستفادة من التطبيقات الحديثة مثل الواقع المعزز والواقع الافتراضي. بالإضافة إلى ذلك فإن هذه الشبكات تدعم الاتصال بعدد أكبر من الأجهزة في المساحة نفسها مما يجعلها مناسبة للمدن الذكية والتطبيقات الصناعية المتطورة.
يسهم الانتشار الواسع لشبكات الجيل الخامس في الصين في تعزيز الاقتصاد الرقمي وتمكين التحول الرقمي across مختلف القطاعات. فقد أصبحت هذه الشبكات أساسا لتطوير العديد من التقنيات الحديثة مثل المدن الذكية والصناعة التحويلية المتطورة والخدمات الطبية عن بعد. كما ساهمت في تحسين تجربة المستخدمين العاديين من خلال توفير اتصال أسرع وأكثر استقراراً مما يسهل الوصول إلى المحتوى الرقمي واستخدام التطبيقات المختلفة.
تشكل هذه الإنجازات نقلة نوعية في مجال البنية التحتية للاتصالات ليس على مستوى الصين فحسب بل على المستوى العالمي أيضاً. فقد أصبحت الصين نموذجاً يحتذى به في مجال نشر وتطوير تقنيات الاتصالات المتطورة. كما تظهر هذه النتائج كيف يمكن للاستثمار الاستراتيجي في البنية التحتية الرقمية أن يسهم في تحقيق تقدم تقني واقتصادي ملحوظ. ويبدو أن الصين ستواصل مسيرتها في تطوير تقنيات الاتصالات حيث بدأت بالفعل في الاستعداد للجيل القادم من تقنيات الاتصال.
تمثل التجربة الصينية في نشر شبكات الجيل الخامس دراسة حالة مهمة لكيفية تحقيق تقدم سريع في مجال البنية التحتية للاتصالات. فقد اعتمدت الصين على تخطيط استراتيجي واضح واستثمارات ضخمة وتنسيق فعال بين القطاعين العام والخاص. كما أولت اهتماما خاصا لتطوير التقنيات المحلية وتوطين الصناعة، مما ساهم في تحقيق هذا النجاح الكبير. وتشير كل المؤشرات إلى أن الصين ستواصل قيادة قطاع الاتصالات على المستوى العالمي في السنوات القادمة.
ياقوت زهرة القدس بن عبد الله
