تكنولوجيا

الصحافة والذكاء الإصطناعي

وسائل الإعلام بين التجاذبات والتقاطعات

لم يترك الذكاء الصناعي مجالا إلى وغزاه بكل قوّة وانخرطت الدول فيه بكل إمكانياتها ومقدراتها، ولم تسلم وسائل الإعلام من تجاذباته وتقاطعاته وبشكل خاص الصحافة الرقمية التي تعرف مدى التحديات هذا العام الجاري، لكن الكثير من الخبراء يدقون جرس الإنذار أمام الصحفيين ومؤسسات الإعلام خاصة الرقمية منها، لأنّ تطور التكنولوجيا بالوتيرة المتسارعة جدا أعجزهم عن فهمها.

فهل هناك من خطة بديلة للنجاة حتى تصمد أكثر أمام زحف الذكاء الصناعي؟ ما هي التقنيات الواجب اتخاذها لجعل الإعلام أكثر كفاءة وملاءمة؟ لكن الظاهر على ضوء هذه الأسئلة يبقى التنبؤ بتأثير الذكاء الاصطناعي على الإعلام الرقمي، يبقى غامضا وستبقى الكلمة الفاصلة لمنصات ووسائل الإعلام نفسها، التي سيكون لها شأنا كبيرا في المستقبل. لأنّ تخفيض الوظائف في الصحافة سيتقلص بشكل متزايد، بفعل المادة الإعلامية في الإنترنت الذي سيتم إنتاجه بواسطة الذكاء الاصطناعي سيأخذ أشكالا أخرى.

كما يؤكد الخبراء بأنّ الذكاء الاصطناعي في السنوات المقبلة ستكون له قوة مذهلة في تدمير مجال المعلومات الرقمية لعدة اعتبارات. مسألة منافسة الذكاء الاصطناعي لم تقتصر على الصحافة فقط بل مسّت أيضا النشر وتوزيع الأخبار بحيث برأي نفس الخبراء أمام تراجع مضطرد لمنصات (فيسبوك) و(إكس – تويتر سابقا)، وهذا ما سيجعل منصات الأخبار أمام رهانات أكبر. والسبب المطروح بإلحاح شديد هل ام ستراهن على خيارات أخرى؟ فما هي يا ترى؟ يتوقع الخبراء توقف المزيد من الصحف عن طباعة نسخ ورقية يومية مع ارتفاع تكاليف الطباعة وضعف شبكات التوزيع أو في بعض الحالات الوصول إلى نقطة الانهيار.

أمّا فيما يخص منصات التكنولوجيا الكبرى الخبراء أنفسهم يتوقعون هذه السنة لتقليل اعتمادها على الإعلانات، فيما ستقدم المنصات الخدمات جدّ متميزة. لكن المؤكد، أنّ الصراع القائم بين الصحافة والذكاء الإصطناعي سيبقى محتما لأنّ المسألة الجوهرة هي بقاء واستمرارية الصحافة.

محمد الأمين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى