الجهوي‎

الأسواق الشعبية في النعامة 

حركة غير عادية وسلع في متناول الجميع

يصطَّف الباعة في الأسواق الشعبية، ومعظمهم من الشباب لعرض مختلف أنواع المنتوجات، يشتركون في محاولة جلب أكبر عدد من الزبائن، لكنهم يختلفون في كيفية الترويج لسلعتهم، فما عليك إلا أن تمر من أمام سوق المشرية، حتى تطرق سمعك هتافاتهم، كل يشهر لسلعته بطريقته الخاصة: ديري لافار يامرا.. اليوم ماشي كل يوم…كول يا قليل…ألبس أو قطع يالزاوالي…السلعة فريفة، والسومة خفيفة…هي أسلحة البائعين التي يستعملونها للفت انتباه المارة، قبل الانتقال إلى محاولة إقناع الزبون باقتناء المنتوج.  

وبعد تنقلنا إلى بعض أماكن السوق المنتشرة على طول خط السكة الحديدية، لاحظنا أنّ العبارات التي يهتف بها الباعة تعكس أفكار الشباب وثقافتهم، وحتى شخصيتهم، حيث نجد بعضهم يذهب إلى حد ابتكار جمل قد تكون غريبة وطريفة، وأخرى معبرة، على سبيل المثال “البور، البابور، الكابة، الهربة، وإيطاليا،·”.. هي المصطلحات الأكثر استعمالا في قاموس الشباب الجزائري، نجدها أيضا في الأسواق الشعبية، حيث لا يفتأ البائعون يرددون عبارات ترويجية من مثل: “سلعة البور، راهي أدور…سلعة الكابة بسومة الحبة…مثل الشاب عبد الرؤوف الذي كان يبيع “برميدات” وهو يهتف قائلاً: “سلعة روما بنص سومة”، اعترف لنا أن منتوجه محلي الصنع، كما صارحنا: “الشباب الجزائري يعشق المنتوجات المستوردة، وينفر من تلك المحلية، ورغم أنه يعلم أن –برميدة- إيطالية لن تُباع بسعر زهيد، إلا أن لمدينة (روما) وقع خاص على الآذان”. أما آخرون فيصورون يومياتهم، وهم يضطرون إلى الهرب من المضايقات 

    عبارات أخرى لا تخلو من طرافة، تُثير فضول الزبائن، ومسارعتهم لاكتشاف سلعة يقول عنها صاحبها:” شوفي يامرا، أو ما تشريش” أو “السلعة مسروقة، أو مولاها حاج”، لكن عند معرفة السبب يبطل العجب، فـالشلب يونس 19سنة والذي التقينا به يبيع أحذية رياضية، شرح لنا قائلا:” ما نكدبش عليك، السخانة كي تطلع للرأس، ترجعك تهدر برك”. وبعد أن شرب جرعة ماء أعادت له بعض التوازن، أضاف قائلا:” إقناع الزبون يبدأ بالدعوة إلى مشاهدة المنتوج قبل اقتنائه، ولو كان ذلك بعبارات طريفة وغريبة، والبائع الذي يكتفي بعرض سلعته، دون الترويج لها بالهتاف لن تحظى طاولته باهتمام الزبون”·  كما حظينا بشهادة  الشاب أنور وهو (راني  ليكيدي)، ما نيش أنبيع-،،على حد تعبيره، حيث قال لنا:” الزبون مهتم بكل المنتوجات التي تخفض أسعارها بعد الظهيرة، أو في المساء، حتى أننا أحيانا قد نبيع بنصف الثمن، فأنا شخصيا كثيرا ما يرهقني الوقوف تحت أشعة الشمس الحارقة، والتي بلغت ذروتها هذه الأيام في فصل الصيف، فأفضل بيع منتوجي بأسرع ما يمكن، وهذا لا يكون إلا بتخفيضات قياسية، وبعبارات تلائم الحدث، مثل (هاو يليكيدي ماهوش يبيع)”.

أما المستهدفون بتلك الهتافات، وهم المواطنون، ففيهم من استحسنها وآخرون استاءوا منها، فالسيدة داليا التي وجدناها تتفاوض مع أحد الباعة أبدت لنا رأيها قائلة:”جميلة العبارات التي يستعملها هؤلاء الباعة، وطريقتهم في الهتاف لجلب الزبائن، فهي تضفي على الأسواق جوا من المرح، كما أنها تجذبنا لرؤية منتوجات قد لا ننتبه إليها، في خضم الزحمة والاكتظاظ، كما أن بعضهم يصرح بالأسعار في هتافهم، فلا نضطر حينها إلى السؤال عنها في كل مرة”.

إلـهـام. م

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى