تسببت التساقط الكثيف للأمطار عـبر مناطق ولاية تلمسان، إلى عزل العديد من المناطق لاسيما الجهات الشرقية من الولاية والغربية المعروفة بهشاشة بنايتها التحتية وضعف الهياكل التي تسمح لها بالتصدي لمثل هذه الظواهر، وتفاوتت درجة ذلك من منطقة إلى أخرى.
حيث شهدت التجمعات السكانية ببلديات الولاية شللا في حركة المرور، وتحوّلت طرقات وشوارع مدن بأكملها إلى برك مائية وأوحال طينية انتشرت بالشوارع الرئيسية، كما سجـلت عدة حالات تدخل لمصالح الحماية المدنية لإنقاذ بعض العائلات التي غـمرت مياه الأمطار بناياتها، الأمر الذي أبقى مصالح الحماية المدنية والسلطات المحلية على أهـبّة الاستعداد لمواجهة انهيارات المنازل وحوادث المرور وفيضان الأودية، لاسيما بشرق الولاية وغربها وجنوبها، داقة ناقوس الخطر في هذا الصدد بضرورة توخي الحيطة والحذر.
بالموازاة مع ذلك، تساقط الأمطار المعتبرة كان كافيا للكشف عن عيوب كبيرة في تهيئة الأحياء السكنية الجديدة والقديمة منها، خاصة وأن عديد مشاريع التهيئة لم تستكمل ببعض البلديات، مما جعل السكان يستاؤون كثيرا بعدما تبخرت أحلامهم بشأن عملية التهيئة التي يأملون بها رؤية بلديتهم بحلة جديدة، وهذا بعد سنوات طويلة من الانتظار، بعدما تحولت شوارعها إلى برك مائية وغرقت أرصفتها في الأوحال…وغـيرها.
من جهتها، أعـلنت مصالح الحماية المدنية لولاية تلمسان، عن انتشال جثة شخص مفقود يبلغ من العمر حوالي 68 سنة جرفته مياه واد بوغـدو، على بعد 03 كلم من مكان انزلاق سيارته، بعـد إنقاذ زوجته التي كانت ترافقه على متن سيارة من نوع تويوتا، حيث تم تحويله إلى القطاع الصحي الجواري بسيدي الجيلالي، وإنقاذ 21 شخصا حاصرتهم سيول الأمطار وكانوا عالقين في مركباتهم، جراء التقلبات الجوية التي شهدتها الولاية، حسبما ورد في بيان صادر عن خلية الإعلام والاتصال للمديرية الولائية للحماية المدنية.
وحسب البيان ذاته، تمكنت فرق الحماية المدنية بالوحدات الثانوية التابعة لإقليم سيدي جيلالي وسبدو وبني سنوس تحت إشراف المدير الولائي الطبيب المقدم مرباح محمد رضا من تحرير 10 سيارات سياحية وشاحنة من نوع شاكمان كانت عالقة في وديان بوغـدو وسيدي يحي وواد لعـوج، التي شهدت ارتفاعا كبيرا في منسوب المياه القادمة من الجـنوب جراء التقلبات الجوية التي شهدتها ولاية تلمسان.
هذا وقـد ألحقت الفيضانات التي أحدثتها الأمطار أضرارا بالطريق الذي يربط سيدي الجيلالي وسبدو، كما قطعت السيول الطريق الذي يربط قريتي تاجموت والسعادنية ببلدية عين تالوت، في حين غمرت السيول الجارفة المساكن والبيوت بحي العربي علي ببلدية سبدو بسبب فيضان الوادي الذي يشق الحي.
وذكرت مديرية الحماية المدنية لولاية تلمسان، أن عناصرها متواجدة بعين المكان للقيام بعمليات امتصاص المياه وتتبع الوضعية على مستوى كل النقاط، التي تمر بها مجرى الوديان، وأشارت إلى أن العملية متواصلة لتسيير الوضعية وتجنب أي طارئ، خاصة بشأن تأمين حركة الأطفال المتمدرسين الذين يقطنون بالمساكن المحاذية لمجرى الأودية أثناء تنقلهم إلى المدارس.
أمـيـر. ع
