
الذكاء الاصطناعي هو مجموعة من التقنيات التي تهدف إلى تطوير أنظمة تكنولوجية تحاكي القدرات الذهنية البشرية، وظيفة الذكاء الاصطناعي هي إتمام المهام التي تتطلب التفكير البشري، مثل التعرف على الصور، وفهم اللغة الطبيعية، واتخاذ القرارات الذكية.
ظهر مصطلح “الذكاء الاصطناعي” في عام 1956، وبعده بـ3 سنوات ظهر مصطلح “تعلم الآلة”، وهما مصطلحان أساسيان في مجال الذكاء الاصطناعي، لأهمية الذكاء الاصطناعي، يتوقع أن يشهد العالم تضاعفًا في الإنفاق على تقنيات الذكاء الاصطناعي، حيث من المتوقع أن ينمو من 50.1 بليون دولار في عام 2020 إلى أكثر من 110 بليون دولار في عام 2024. يشير تقرير “اليونسكو” إلى أن سباق العالم المتقدم نحو “التطور الأكثر ذكاءً” تدفعه التقنيات الرقمية، مثل الذكاء الاصطناعي والروبوتات والبيانات الضخمة و”الكوبوتات” والأتمة وإنترنت الأشياء والبلوكتشين، اندماج التقنيات الرقمية مع التقنيات النانو والحيوية وعلوم المعرفة يشكل حجر الأساس للثورة الصناعية الرابعة. وبناءً على توجيهات الكونغرس في “قانون المبادرة الوطنية للذكاء الاصطناعي 2020″، أنشأت إدارة الرئيس “بايدن”، فريق عمل الموارد الوطنية لأبحاث الذكاء الاصطناعي للاعتماد على ازدهار الاقتصاد الأمريكي في الاستثمار في زعامة أمريكا التقني.
ذكاء الدماغ البشري
يعتبر الدماغ البشري من أكثر الأعضاء تعقيدًا وإثارة للفضول في جسم الإنسان. فهو المركز الرئيسي للتحكم في جميع الوظائف الحيوية والعقلية، ويمتلك قدرات مذهلة تمكن الإنسان من التفكير والإبداع والتعلم. في هذا المقال، سنقوم بالتعرف على كيفية عمل الدماغ البشري وكيف يمكن تعزيز ذكائه.
هيكل الدماغ
يتكون الدماغ البشري من ملايين الخلايا العصبية المعروفة باسم الخلايا العصبية، ويتكون الدماغ أساسًا من ثلاثة أقسام رئيسية: الدماغ الأمامي، والدماغ الوسطى، والدماغ الخلفي، كل جزء من هذه الأقسام يؤدي وظائف مختلفة، مما يسمح بتنظيم وتنسيق الأنشطة الحيوية والعقلية بشكل فعال، عملية التفكير والذاكرة تعتمد عملية التفكير والذاكرة بشكل أساسي على عملية التواصل بين الخلايا العصبية في الدماغ وتشمل هذه العملية توليد الإشارات الكهربائية التي تنتقل عبر الخلايا العصبية وتسمح بالتفاعل والتواصل بين الأجزاء المختلفة للدماغ، يتم تخزين المعلومات في الذاكرة من خلال تغييرات في قوة واتجاه الاتصالات بين الخلايا العصبية، وهذا يسمح بالاسترجاع الفعال للمعلومات عند الحاجة،تعزيز ذكاء الدماغ يمكن تعزيز ذكاء الدماغ من خلال مجموعة متنوعة من الأساليب والتقنيات. من بين هذه الطرق،ممارسة التحديات العقلية: تشجيع الدماغ على حل الألغاز، وحل المشاكل، وتعلم أشياء جديدة يمكن أن يعزز من نشاطه وقدرته على التفكير النقدي، ممارسة الرياضة تعزيز النشاط البدني يمكن أن يؤدي إلى تحسين التركيز والانتباه، مما يسهم في تحسين أداء الدماغ، التغذية السليمة يحتاج الدماغ إلى تغذية جيدة للحفاظ على وظائفه بشكل فعال. تناول الأطعمة الغنية بالفيتامينات والمعادن، والأحماض الدهنية الأساسية يمكن أن يساعد في دعم صحة الدماغ، ممارسة التأمل والاسترخاء، يمكن أن يساعد التأمل والاسترخاء في تقليل مستويات التوتر والقلق، مما يعزز التركيز والانتباه، ويحسن أداء الدماغ.
الإنفاق العالمي
تعتبر هذه الزيادة الهائلة في الاستثمار نتيجة للتطور المستمر في تقنيات الذكاء الاصطناعي وتوسع استخداماتها في مختلف المجالات، تأتي هذه التطورات في ظل سباق العالم نحو “التطوير الأكثر ذكاءً”، حيث تتبارى الدول والشركات في اعتماد التقنيات الرقمية الحديثة، مثل الذكاء الاصطناعي والروبوتات والبيانات الضخمة وإنترنت الأشياء. وتعتبر هذه التقنيات أساساً للثورة الصناعية الرابعة، التي تتسم باندماج التقنيات الرقمية مع التقنيات النانو والحيوية وعلوم المعرفة، وتتخذ الحكومات والمنظمات الدولية خطوات لتعزيز التحول الرقمي وتطوير البنية التحتية الرقمية، حيث تقوم بإنشاء فرق عمل وطنية لأبحاث الذكاء الاصطناعي وتشجيع الاستثمارات في هذا المجال، كما تسعى إلى تعزيز مهارات العمالة وتمكين المواطنين من استخدام التكنولوجيا بفعالية وتعزيز الوعي بأهمية الاستخدام الآمن للتقنيات الرقمية، بالنظر إلى هذه الاتجاهات، يبدو أن المستقبل يعتمد بشكل كبير على تطور التقنيات الرقمية واستخدامات الذكاء الاصطناعي في مختلف المجالات. ومع استمرار التطور التقني والتحسينات المستمرة في الذكاء الاصطناعي، يمكننا أن نتطلع إلى مستقبل يتسم بالتقدم والابتكار وتحقيق طموحات البشرية نحو عالم أكثر ذكاءً وتطورا.
التحديات الأخلاقية والتهديدات الأمنية المصاحبة للذكاء الاصطناعي
مع إيجابيات الذكاء الاصطناعي التي يحملها في طياته، يُعتبر الذكاء الاصطناعي أيضًا تحديًا أخلاقيًا ويُشكل تهديدات أمنية تتطلب التفكير الجدي والإجراءات الوقائية الملائمة، يواجه الارتقاء بقدرات الذكاء الاصطناعي العديد من المخاطر الأخلاقية والتهديدات الأمنية التي لا يمكن تجاهلها، تعتبر التهديدات الأمنية من بين أبرز التحديات التي تواجه الذكاء الاصطناعي، حيث يثير تزايد اهتمام الجميع بمخاطره وتأثيراته السلبية المحتملة.
من بين هذه التهديدات يمكن ذكر تهديدات الأمن السيبراني، والتزييف، والتجسس. ولذلك، يُطلب من المطورين والمهندسين والمستخدمين اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية الأنظمة الذكية والبرمجيات ضد الاختراق والتلاعب. من جانبها، تُعتبر الجوانب الأخلاقية للذكاء الاصطناعي أمرًا لا يقل أهمية، حيث يتعين على المجتمع الدولي والمنظمات الدولية وضع توجيهات وقوانين لحماية حقوق الإنسان وكرامته وضمان احترام سيادة القانون في العالم الرقمي. ومن هنا، فإن وثيقة “أخلاقيات الذكاء الاصطناعي”، التي أعدتها منظمة اليونسكو تسعى إلى تعزيز الوعي بالتحديات الأخلاقية وتوفير إطار لتطوير التكنولوجيا بما يتماشى مع القيم الأخلاقية والإنسانية، على الرغم من فوائد الذكاء الاصطناعي في مجالات متعددة، إلا أنه يثير قلقًا بشأن السيطرة على البشر ومستقبل البشرية. فما إذا كان البشر سيسيطرون على الذكاء الاصطناعي أم سيكون العكس، وما هي التداعيات الأخلاقية لفقدان السيطرة على التكنولوجيا المستقلة؟ هذه الأسئلة تشكل تحديًا حقيقيًا يتطلب البحث والنقاش المستمر، باختصار، يحمل الذكاء الاصطناعي في طياته العديد من التحديات الأخلاقية والتهديدات الأمنية التي يتعين على المجتمع الدولي التصدي لها بشكل جدي ومنظم. إذ يتعين على الحكومات والمنظمات الدولية والشركات والمجتمع الدولي العمل معًا لضمان استخدام التكنولوجيا بطريقة آمنة وأخلاقية ومستدامة لصالح البشرية.
الحروب الإلكترونية
برمجة الذكاء الاصطناعي للتدمير يمكن أن تؤدي إلى حروب خارج السيطرة، حيث قد يصبح من الصعب علينا “إيقافه”، ومن جهة أخرى، يمكن أن يؤدي برمجة الذكاء الاصطناعي للقيام بأعمال مفيدة إلى آثار جانبية مدمرة، كما يمكن أن يتسبب في تجارب غير أخلاقية مثل التحيز في القرارات والسلوكيات، برمجة الذكاء الاصطناعي للتدمير يثير مخاطر عديدة، بما في ذلك إمكانية حدوث حروب خارج السيطرة، حيث يمكن للأسلحة الذكية المستقلة التي تم برمجتها للقتل ذاتياً أن تتسبب في دمار هائل دون القدرة على إيقافها، بالإضافة إلى ذلك، قد يتسبب استخدام الذكاء الاصطناعي في القضاء على القدرة على اتخاذ القرارات بشكل مستقل من قبل البشر، مما يجعلنا معرضين لخطر فقدان السيطرة على تلك التكنولوجيا، من جانبه، يمكن أن تؤدي برمجة الذكاء الاصطناعي للقيام بأعمال مفيدة إلى ظهور آثار جانبية مدمرة غير متوقعة، فعلى سبيل المثال، إذا تم برمجة مركبة ذكية للوصول إلى مكان معين بسرعة، قد تنجح في إكمال مهمتها بنجاح ولكن بتكلفة دمار محتملة، وبالتالي قد يكون من الصعب علينا التدخل لإيقاف هذه المركبة نظرًا لاعتبارها تهديدًا يعوق تحقيق هدفها، علاوة على ذلك، يمكن أن يتسبب الاستخدام الضار للذكاء الاصطناعي في تحديات أخلاقية وتهديدات أمنية، فمن الممكن أن يتم برمجة الذكاء الاصطناعي بطريقة تحتوي على تحيزات أخلاقية، مما يؤدي إلى إقصاء أو تمييز على أساس العرق أو الجنس أو الطبقة الاجتماعية. وهذا يمكن أن يؤدي إلى تحديات في المجالات الطبية والتكنولوجية وغيرها، مما يؤثر سلبًا على الأفراد والمجتمعات،بشكل عام، يتطلب تطوير واستخدام الذكاء الاصطناعي توجيهات وإجراءات وقائية جادة لضمان أن يتم ذلك بطريقة آمنة وأخلاقية ومستدامة. يجب أن تعمل الحكومات والمنظمات الدولية والشركات والمجتمع الدولي معًا لتحديد ومعالجة التحديات الأخلاقية والتهديدات الأمنية المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، وضمان استخدامه بطريقة تعزز الصالح العام وتحقق المنافع للبشرية بشكل عام.
إعداد :جلال يياوي